أكد يحيى يخلف أن "انتفاضة الأقصى" أجابت على أسئلة الثقافة الفلسطينية بمختلف أطيافها، وحسمت خيارها المبني على مقاومة التطبيع مع الفكر العنصري القائم على الكراهية والاحتلال. وقال إن "العلاقة مع الفكر الصهيوني علاقة اشتباك لا علاقة حوار". وكان الروائي الفلسطيني ألقى محاضرة حول "الثقافة والانتفاضة" في "دارة الفنون" التابعة ل "مؤسسة عبدالحميد شومان" في عمان ضمن تظاهرة "فلسطين وآدابها"، وقدمه الشاعر إبراهيم نصر الله. اعتبر يخلف أن "الانتفاضة الأخيرة كرست خيار الثقافة الفلسطينية بصفتها ثقافة مقاومة، إذ شارك المبدعون في مسيرات الثورة الشعبية المناهضة للاحتلال، حاملين أقلامهم وأعوادهم ومشهرين أناشيدهم في مواجهة الغطرسة والطغيان". وتساءل يخلف "هل يمكن القول إن اتفاقيات أوسلو أنهت أدب المقاومة، واستبدلته بآخر مرحلي؟" وأجاب بأن الانتفاضة "حسمت الجدل، وجددت الحياة في عروق الثقافة الفلسطينية، وجعلت الجمرة تتقد وتتوهّج من جديد، كما أنها أجابت على سؤال الهوية الفلسطينية في ما يتعلق بفلسطينيي 48 الذين كانوا يسمون "عرب إسرائيل". فالانتفاضة أعادت الاعتبار إلى هؤلاء بصفتهم فلسطينيين قدموا 13 شهيدا وعشرات الجرحى. وفي المقابل عمقت الانتفاضة أزمة الهوية داخل إسرائيل، حيث صار سؤال "من هو اليهودي؟" يثير القلق، ويهرب من مواجهته الكثيرون داخل المجتمع الإسرائيلي". ودان يخلف موقف مثقفي اليسار الإسرائيلي، وقال إنهم يعبرون كما وصفهم الراحل إميل حبيبي عن "موت الضمير اليهودي"، مشدداً على أنه "لا تطبيع مع الفكر الصهيوني القائم على الكراهية والاحتلال". وأعقب المحاضرة توقيع طبعتين جديدتين لروايتي يخلف "بحيرة وراء الريح" و"نهر يستحم في البحيرة"، صدرت الأولى عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، والثانية عن "دار الشروق" في عمان.