زار الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي اليمن، على رأس وفد رفيع المستوى ضم اعضاء الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي - اليمني الذي عقد اجتماعات دورته ال13 في صنعاء، برئاسة الأمير سلطان وعبدالقادر باجمال رئيس الحكومة اليمنية. وتركزت اجتماعات المجلس على العمل لإعادة صياغة العلاقات على أسس سليمة ومنظمة تتميز بالثبات والاستقرار وتوسيع مجالات التعاون وفتح المجال واسعاً امام الشركات ومؤسسات القطاع الخاص للمشاركة عن طريق الاستثمار في مشروعات التنمية الاقتصادية. وكان مجلس التنسيق قد عاد الى مساره في دورات منتظمة، بدأت أولاها في 12 كانون الاول ديسمبر الماضي في المدينةالمنورة، برئاسة الأمير سلطان والدكتور عبد الكريم الارياني رئيس الحكومة اليمنية السابق، اقرت عدداً من اتفاقات التعاون المشترك. وفي اجتماعاته الاخيرة في صنعاء ناقش مجلس التنسيق السعودي - اليمني ما تضمنه محضر الدورة السابقة ومتابعة ما يجري تنفيذه عبر المعنيين في البلدين خلال الفترة الماضية والمصادقة على المشروعات التي تم إقرارها. وتطرقت الاجتماعات الى مذكرة التفاهم الموقعة في صنعاء في شباط فبراير الماضي بين وزارة التخطيط والتنمية والصندوق السعودي للتنمية، وتضمنت الاتفاق على إعادة جدولة ديون الصندوق على اليمن. كما درس المجلس نتائج اجتماع الصندوق السعودي ووزارة التخطيط اليمنية الذي توصل الى اتفاق يقدم الصندوق بموجبه الى اليمن قرضاً قيمته 300 مليون دولار، لتمويل مشاريع في مجالات الطرقات والكهرباء والتدريب المهني والمياه والصرف الصحي. وأقر المجلس عدداً من مسودات الاتفاقات وبرامج التنفيذ في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوسيع التعاون في اطار التبادل التجاري والصناعي والاستثمار والطاقة والنقل الجوي والبحري والعمالة والخبرات، فضلاً عن مجالات التعليم العام والفني والصحة والطرقات ومكافحة التهريب. شارك في الاجتماعات من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات العامة والأمير احمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية وعدد من الوزراء والمسؤولين. يذكر ان الفترة التي سبقت اجتماعات الدورة الاخيرة لمجلس التنسيق المشترك شهدت لقاءات يمنية سعودية على أعلى المستويات، منها لقاء عدن بين الرئيس صالح وولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز الذي حضر على رأس وفد كبير للمشاركة في احتفالات العيد الوطني اليمني، ثم لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والرئيس صالح في جدة. وسبقت ذلك سلسلة اجتماعات عقدها عدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومتين في جدةوصنعاء. ولاحظ المراقبون مدى اهتمام القادة والمسؤولين في البلدين باجتماع مجلس التنسيق في صنعاء، وحرصهم على متابعة نتائجه على مختلف مجالات التعاون المشترك. فهذه الدورة تمثل بداية لانتظام دورات المجلس بعد إقرار اقتراح الأمير سلطان بعقدها كل 6 أشهر، حسبما ذكر رئيس الوزراء اليمني ل "الوسط". وأضاف: "ربما لأننا نريد ان نعوض ما فات ونتجاوز الفترات السابقة الى فترة اكثر إشراقاً". وأكد ان الجانبين حققا بعد معاهدة جدة وبدعم وتوجيه القيادتين السياسيتين "خطوات كبيرة وسريعة". وخلص باجمال الى ان ما تحقق "يؤكد اننا بدأنا ننتقل من الجيرة الى الشراكة".