في العدد 472 أجرت "الوسط" حواراً مع الدكتور محمد عباس الذي اعتبر أن الإنهيار الذي تعيشه الأمة العربية ناجم عن فقدان المرجعية الإسلامية، وهو ميدان شائك للبحث. فماهية تلك المرجعية ومعالمها وكيفية إقامتها بمفرداتها التفصيلية وصولاً الى إنتاج معرفة إسلامية متفاعلة مع الحضارة الإنسانية المعاصرة، مع الحفاظ على خصوصية الهوية، قضايا مختلف عليها بشدة بين التيارات الإسلامية نفسها ومدارسها وأعلامها. كلٌّ يشخص الأزمة على طريقته ويفهم المصطلحات وفق منظومته الفكرية الخاصة. والأمور لم تتبلور بعد في نظرة تجزيئية وتركيبية واضحة. والأمر متروك لذوي الإختصاص. وقد تحدث الدكتور عباس بنبرة تهكم واضحة عن عضو إتحاد الكتاب العرب صلاح الدين محسن لأنه "بائع بويه" يمارس الكتابة، وأعماله جديرة بمهنته ومليئة بالأخطاء اللغوية والنحوية وشديدة الركاكة، مع العلم أن الكثير من الكتاب كانوا يعملون بمهن متواضعة جداً، لكنهم أثبتوا جدارتهم في عالم الكتابة، ومخطوطات جبران خليل جبران العربية مليئة بالأخطاء اللغوية والنحوية، فهل ينال ذلك من موهبته ومكانته في الأدب العربي وقد جاوز حدوده وصولاً الى العالمية، وأعماله مترجمة الى لغات حية كثيرة؟ مع الإشارة الى أنني لا أدافع عن صلاح الدين محسن لأني لا أعرفه، ولم أقرأ كلمة مما كتب، بل أتكلم عن القضية بشكل عام. أما عن غضب الدكتور عباس من سكوت الكتّاب عن مصادرة مجموعته القصصية "مباحث أمن الدولة" التي يتحدث فيها عن التعذيب وتعالي أصواتهم دفاعاً عن حرية الرأي والتعبير إذا صودر كتاب فيه تطاول على الذات الإلهية فسؤال يثار هنا: هل أصبحنا في زمان نخاف فيه من السلطة أكثر .... القضية أيضًآ متعلقة بالديموقراطية وابنتها المدللة الحرية. كورين أورتشانيان باريس - فرنسا