دفع انفجار مفاعل تشيرينوبيل وما تلاه من حوادث نووية خطيرة في العام 1999 وكالة الطاقة النووية الى نبش مشاريعها التكنولوجية القديمة والاسراع في انهائها للمساعدة في عمليات صيانة المفاعلات النووية والتدخل العاجل في حال حدوث عطل او خلل، وجاءت النتيجة ولادة الروبوت الذي يستطيع العبور الى المولد البخاري لتبديل قطعة ما او اصلاح عطل او وقف تسرّب الاشعاعات النووية. يمكن التحكّم بحركات هذا الروبوت وتنقلاته عن بعد وبمنتهى الدقة بفضل قوائمه الست التي تمنحه استقراراً وثباتاً ومرونة حتى عندما يتحرك فوق شباك معدنية نظراً الى كون اطراف القوائم مزودة بمسند يشبه قائمة القطعة كما يستطيع هذا الروبوت تخطي الحواجز حتى ارتفاع 60 سنتيمتراً وصعود السلالم وهبوطها وحمل ما وزنه 200 كيلوغرام. واذا كان لهذا الروبوت ست قوائم فالسبب ان الروبوت ذا القوائم الاربع غير قادر على رفع الحمولة والتحرك في الوقت نفسه كما اثبتت التجربة في النموذج السابق قبل ادخال التعديلات عليه للحصول على النموذج الحالي. ويقول مدير هذا المشروع المهندس فيليب غاريك ان العمل بدأ لتطوير هذا الروبوت العام 1989 وفي العامين 1993 و1994 اجرى فريق العمل اول تجربة عملية حيث اسخدمه في المفاعل النووي الفرنسي Chooz والايطالي Trino ثم وضع هذا المشروع على الرفّ الى ان تم نبشه اخيراً وخضع لتحسينات تقنية جعلته أخف وزناً واصغر حجماً. ويتوقع مدير المشروع ان يتم تسويق هذا الروبوت خلال سنتين على ابعد تعديل بعدما حسمت مشكلة نقله بسبب امكانية نقله قطعاً متفرقة وتجميعه ميدانياً. لقد أثارت هذه التقنية اهتمام الباحثين الآسيويين، ولا عجب في ذلك اذ ادركت اليابان بعد الحوادث النووية الخطيرة التي شهدها العام 1999 انها اهملت الى حد ما تطوير اجهزة الروبوت التي بدأتها في مجال الامان ومساعدة التقنيين على القيام بمهماتهم من دون تعريض حياتهم للخطر. وفي هذا الاطار ستساهم الفورة المالية التي تشهدها صناعة الروبوت في حل مشكلة الالغام التي تهدد حياة الملايين يومياً في اماكن كثيرة من العالم لا سيما في كمبوديا وهذا ما يعتقده على الاقل البروفسور الياباني كينزو نومامي الذي انتهى اخيراً مع فريقه من وضع اللمسات الاخيرة في احد المختبرات في ضواحي طوكيو على النموذج الاول للروبوت Comet-1 الكاشف للالغام بفضل اجهزة الالتقاط الحساسة جداً الموجودة في نهايات قوائمه. ان هذا الروبوت قادر على اكتشاف كل انواع الالغام من على بعد ثلاثة سنتيمترات ومسح سطح الارض والوصول الى عمق متر تقريباً. وتبدأ عملية تفكيك الالغام بتعرف الروبوت Comet-1 على اللغم ثم وضع دائرة حمراء تطوّق مكان وجود اللغم مما يسمح لفريق تفكيك الالغام بالقيام بمهمته على اكمل وجه وفي ظروف آمنة. لقد قامت وزارة التربية اليابانية بتمويل هذا المشروع خلافاً لما يحدث في الولاياتالمتحدة حيث تقوم وزارة الدفاع بتمويل مثل هذه المشاريع ولهذا يؤكد مدير المشروع انه لن يسمح باستخدام هذا الروبوت لاهداف عسكرية تسمح للجيش بالتوغل في ميادين المعارك التي يخوضها وسيقتصر العمل به على انقاذ حياة الناس وهو الهدف الاساسي لتطوير هذا الروبوت الذي بدأ العمل به في بداية العام الحالي بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل.