مثل القصص الخيالية وحكايات الف ليلة وليلة عندما التقى الأمير الوسيم فتاة احلامه، التقى "أمير" كرة القدم الانكليزية ونجم مانشستر يونايتد ديفيد بيكام عضوة فرقة "سبايس غيرلز" الموسيقية فيكتوريا ادامز، وما هي إلا أشهر حتى صارا السيد والسيدة بيكام، وأثمرت العلاقة طفلاً سمياه بروكلين. كان عام 1996 شارف على نهايته عندما شهدت ملاعب كرة القدم الانكليزية ولادة نجم جديد يدعى ديفيد بيكام في وقت كانت فرقة جديدة تجذب المراهقين والمراهقات بأغنية لفتت الانظار قبل الاذان لجمال فتيات هذه الفرقة. وذات ليلة بعد تدريبات شاقة جلس ديفيد مع أقرب أصدقائه وزميله في الفريق غاري نيفيل ليشاهدا البرنامج الموسيقي "توبس اوف ذا بوبس". وحين ظهرت فرقة "سبايس غيرلز" لاداء اغنيتها "وانابي" أو "المتطلع"، لم يتردد ديفيد في الاشارة باصبعه الى فيكتوريا أو "بوش سبايس" كما يسمونها، والقول لصديقه: "هذه هي الفتاة التي اريد ان اتزوجها". ومنذ تلك الليلة حاول بيكام كل ما في استطاعته ليتواجد في الأماكن التي تتواجد فيكتوريا فيها. لكن اللقاء الأول جاء في مكان اقرب مما توقع بيكام، عندما حضرت فيكتوريا مع زميلاتها الى ملعب "اولد ترافورد" لمشاهدة مباراة لمانشستر يونايتد وتحديداً احد نجوم الفريق الذي لم يكن سوى ديفيد نفسه. لذلك اشاع ديفيد ان فيكتوريا هي التي لاحقته بعدما احتفظت بصورته التي حصلت عليها من احد الصحافيين الذي اخبرها ايضاً ان هذا النجم الصاعد مغرم بالموضة، ولا يرتدي سوى ماركة "غوتشي" وسواها. واللقاء الاول في آذار مارس 1997 جاء عقب انتهاء المباراة، واعترفت فيكتوريا بأنها شعرت انها تعرف ديفيد منذ دهر وقالت: "أردت أن أبدي معرفة بكرة القدم وقلت له كانت مباراة جيدة أليس كذلك؟ فابتسم". وهكذا كانت البداية. أما ديفيد فقال بعد اللقاء: "بدأت افكر ان اتقدم للزواج منها بعد اسبوع من هذا اللقاء". وسرعان ما هجمت الصحافة الشعبية، فعلاقة من هذا النوع وبين نجمين تشكل مادة صحافية دسمة، خصوصاً بعد خلو الساحة بوفاة الأميرة ديانا في صيف 1997، وامتناع الامير اندرو وصديقته حينذاك صوفي عن افساح المجال لإلقاء الضوء عليهما. فأصبح المكان الذي يوجد فيه ديفيد وفيكتوريا مركز تجمع الصحافيين والمصورين، وهما لم يمانعا، وظهر جلياً مدى تفاهمهما وتطابق شخصيتهما نظراً إلى حبهما للموضة والازياء، فبذلات "غوتشي" أصبحت علامة مسجلة لهما، وحول معصميهما التفت ساعتا روليكس، فضلاً عن سيارات فيراري وبورشه وجاغوار التي تبادلاها كهدايا. وعندما أعلنا خطوبتهما في بداية عام 1998 ارتديا ملابس متطابقة في اللون والمظهر وعرضا خاتميهما للحضور كطفلين. وما كادت تمر فترة قصيرة على علاقة النجمين حتى ظهرت مؤشرات سيطرة فيكتوريا على ديفيد، عززتها تصريحاتها بين الحين والآخر عن مستقبل بيكام الكروي، وكشفها أسراراً خاصة عن زوجها وكيف يرتدي أحياناً ملابسها الداخلية، فيما لم تتردد نجمة "سبايس غيرلز" في الاهتمام بمسيرتها الشخصية في عالم الغناء تاركة صغيرها بروكلين بعناية والده وأقربائها، ما اثر على تركيز ديفيد في المباريات، حتى أنه تخلف عن احدى حصص التدريب مع مانشستر، متذرعاً بمرض طفله، ما جلب له التوبيخ من مدربه اليكس فيرغسون وحرمانه من المشاركة في اللقاء التالي للفريق، خصوصاً بعدما علم فيرغسون بوجود ديفيد مع زوجته في إحدى الحفلات اللندنية في الليلة السابقة. وشقت صاحبة ال25 عاماً طريقها بصعوبة قبل ان تصبح ثروتها تقدر بنحو 12 مليون جنيه 18 مليون دولار، فعلى رغم أنها تتحدر من عائلة ثرية ما الصق بها لقب "بوش سبايس"، وحتى عندما كان يقلها والدها المهندس الالكتروني بسيارته الرولز رويس الى مدرستها، لتعود الى منزل هو أقرب الى القصر نظراً إلى غرفه الفسيحة ولوجود بركة سباحة في مرأبه في منطقة هيرتفوردشاير الراقية، فإنها تعتبر نفسها أنها "ذاقت المر" قبل ان تصل الى ما هي عليه الآن، فهي لا تنسى عندما اخبرتها معلمتها في معهد التمثيل والغناء عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها انها "لن تنجح في عالم الغناء لأنها إن لم تكن سمينة وقبيحة، فهي لا تملك الموهبة لتحقيق النجاح". وعانت كثيراً الى ان قرأت اعلاناً في احدى الصحف عن طلب شابات لتكوين فرقة موسيقية، ومنذ ذلك الحين عرفت ب"بوش سبايس" عضوة "سبايس غيرلز" التي باتت أشهر فرقة فتيات موسيقية. وتقول فيكتوريا عن شخصيتها إنها فتاة بسيطة على عكس ما تظهر به في مشاهد الاغاني، فهي تعشق المنزل وتحب قضاء وقت ممتع مع زوجها وطفلها في مشاهدة التلفزيون والتسامر، ولكنها أيضاً صاحبة شخصية قوية، إذ عندما تنوي تحقيق أمر ما لا تتردد، فبعدما أنجبت طفلها بروكلين سمي على اسم ضاحية نيويورك حيث كانت الفرقة عندما علمت بنبأ حملها بايام قليلة كانت تصور مشاهد من اغاني الفرقة الجديدة. ولا تقل سيرة ديفيد اثارة عن سيرة زوجته، فهو وضع نصب عينيه اللعب لمانشستر يونايتد منذ فتوته، فعندما كان يعمل في كافيتريا مضمار سباق الكلاب قرب منزله شرق لندن وهو في الرابعة عشرة في نهاية الثمانينات، انهالت عليه العروض من الأندية المحلية المجاورة، لكن رده كان دائماً انه لن يرتدي إلا القميص الحمراء ل"الشياطين الحمر". وتحقق له ما اراد بالتحاقه بناشئي مانشستر، وخاض اولى مبارياته معه في نهاية موسم 1994-1995، وفي بداية الموسم اللاحق نقش اولى بصماته في الدوري الانكليزي بعروض قوية في وسط الملعب، وعندما سجل هدفاً من منتصف الملعب في مرمى فريق ويمبلدون في بداية موسم 1996-1997 أعلن عن نجوميته وفرش الطريق امامه للانضمام الى تشكيلة منتخب بلاده فضلاً عن حصوله على جائزة افضل هدف في الموسم. وخلال هذا الصعود على ارض الملعب كانت علاقته بفيكتوريا في صعود مماثل، فانضمامه الى تشكيلة المنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم في فرنسا 1998 جاء بطلب جماهيري ملح، ولكن ما حصل اثناء المونديال غير الكثير من سير الأشهر التالية. فعندما كانت انكلترا متعادلة 2-2 مع الارجنتين في الدور الثاني من المونديال في مباراة حماسية وصفت بالأجمل في الدورة، اعاق لاعب الوسط الارجنتيني دييغو سيموني بيكام في احتكاك خشن فرد الاخير عليه بركلة حصل على اثرها على بطاقة حمراء حرمت منتخب بلاده من جهوده لأكثر من 35 دقيقة، وساعدت في فوز الارجنتين بركلات الترجيح بعد استمرار التعادل، ما جعل بيكام كبش الفداء. وفي عودته الى الملاعب المحلية بدأت الجماهير تعبر عن غضبها بتوجيه الاهانات الجارحة اليه، وخصصت الكثير منها لزوجته فيكتوريا بعبارات بذيئة ومهينة، ما جعله يفكر في الرحيل الى ايطاليا أو اسبانيا. وعلى رغم اعتذاره الرسمي على شاشات التلفزيون وفي الصحف عن ما سببه من احراج لانكلترا، إلا أنه أدرك ان الرد لن يكون الا على ارض الملعب، فظهرت شخصيته القوية بتقديمه افضل عروضه لمانشستر وساهم في ادخال فريقه في كتب التاريخ بتحقيق ثلاثية فريدة في عام 1999، الفوز بكأس دوري ابطال اوروبا والدوري المحلي وكأس انكلترا، وعاد مجدداً ليدغدغ الجماهير، خصوصاً بعد بروزه في كأس اوروبا 2000، على رغم تواضع اداء انكلترا، وحصوله على جائزتي ثاني أفضل لاعب في العالم، وثاني أفضل لاعب في اوروبا، ولم يختلف اثنان على انه افضل من يمرر الكرة بدقة واتقان في العالم. ويخوض بيكام حالياً مفاوضات مع ناديه لتمديد عقده لخمس سنوات مقبلة، ويشاع ان راتبه الأسبوعي لن يقل عن 100 ألف جنيه 150 ألف دولار، علماً أن ثروته تقدر بنحو 16 مليون جنيه، جمع أغلبها من عقود الإعلانات التجارية مع شركات مثل "بيبسي كولا" للمشروبات الغازية، و"بريل كريم" للشعر، ونظارات "بوليس" الايطالية وغيرها الكثير محطات ولقطات أعلنت جامعة ستافوردشاير في مدينة ستوك وسط انكلترا عن تخصيص شهادة تعادل الدبلوم للراغبين في الدراسة عن ديفيد بيكام. وتمتد مدة الدورة الدراسية 12 أسبوعاً تناقش فيها حياة النجم الكروي وعلاقته الزوجية واسباب طرده في مباراة الارجنتين في المونديال الفرنسي. عرض التاج الذي ارتدته فيكتوريا خلال حفلة زواجها، للبيع على شبكة الانترنت بمبلغ 120 ألف جنيه، ويحوي 231 ماسة. علماً ان التاج لم تشتريه المغنية بل استعارته. أصدر ديفيد وفيكتوريا ما لا يقل عن 7 كتب عن حياتهما، عازبين وزوجين، وهناك أيضاً كتاب باسم ابنهما بروكلين ذي العامين فقط اسمه "يوميات بروكلين". بيعت صور زواجهما لمجلة "اوكي" بمبلغ مليون جنيه، وهو الأعلى الذي تدفعه مجلة لمثل هذه الصور. نقش ديفيد وشماً باسم زوجته على يديه بالأحرف الاوردية الهندية ووعد بأن يكون الوشم المقبل بالأحرف العربية "لتميزها بشكل هندسي". وهو يحمل وشمين باسم ابنه بروكلين وكلمة ملاك على أعلى ظهره وأسفله.