قد تزور الحصى الكلى لتحل ضيفاً عليها، وهذه الزيارة قد تكون "سلمية" إذ تبقى الحصاة "صامتة" لا تزعج بحيث تتحملها الكلية وكأن شيئاً لم يكن. ولكن للأسف الشديد ليس هذا ما يحصل دوماً، فالحصاة قد تصبح "إرهابية" مسببة لصاحبها آلاماً مبرحة. إن الإصابة بالحصى الكلوية مشكلة شائعة تستهدف الجنس الخشن أكثر من الجنس اللطيف بمعدل 3 إلى 4 مرات. وفي الولاياتالمتحدة تشير الاحصاءات إلى أن الداء الحصوي يضرب أكثر من 10 في المئة من الرجال، وهو داء خطير إذ يمكن في حالة اهماله أن يقود إلى ما لا يحمد عقباه. وحصى الكلية قد تكون ناعمة ملساء، أو متعرجة مليئة بالهضبات والنتوءات، ولونها اما أخضر أو رمادي ضارب إلى الإحمرار. والحصى منها الكبيرة ومنها الصغيرة، إلا أن معظمها من الفئة الأخيرة التي تزول تلقائياً من دون أي علاج خاص. وإذا أمعنا النظر في تركيب الحصاة لوجدنا أنها تتألف من ترسب بلورات معدنية مؤلفة من كلس واوكزالات وفوسفات وحامض البول. وهذه العناصر كلها توجد في البول بشكل منحل، إلا أنه نتيجة ظروف معينة تبدأ هذه العناصر بالاتحاد في ما بينها لتتكدس شيئاً فشيئاً، مؤدية في النهاية إلى ما يعرف بالحصى الكلوية. إن إلقاء نظرة كيماوية على البول كثيراً ما يسمح للطبيب بفهم الآلية التي قادت إلى تشكل الحصى، وفي حالات معينة يمكن التوجه نحو المعالجة المناسبة. إن شرب كميات كافية ووافية من الماء يومياً يمثل حجر الزاوية في الوقاية من الإصابة بالحصى، أو إعادة تشكلها مرة أخرى، إذ أن الماء يلعب دوراً ايجابياً في الحيلولة دون ترسب البلورات المعدنية وتراكمها. وينصح باحثون اندونيسيون بشرب عصير الليم نوع من الليمون بانتظام لقطع الطريق على تشكل الحصى، فالليم غني بمادة "الستريت" التي تعمل على "تحميض" الوسط البولي، وبالتالي تمنع ذرات الكلس من الترسب والتراكم لتشكيل الحصى. وأوضحت الأبحاث أن شرب عصير الليم فعال جداً حتى في منع الاصابة بالحصى مرة أخرى عند الأشخاص الذين عانوا منها في السابق. ويجدر بالذكر هنا ان الليم يعتبر من أكثر أنواع الحمضيات غنى بمادة الستريت ومن بعده يأتي الليمون والبرتقال والمندرين. وعلى المصابين بحصى الاوكزالات أن يحذروا التوت البري أو المنتجات الحاوية عليه. صحيح أن التوت يملك فعلاً واقياً من الالتهابات الجرثومية للمجاري البولية، لكن علماء جامعة ستانفورد الأميركية نصحوا بتحاشي التوت البري لأنه غني بالاوكزالات التي تتحد مع الكلس لتعطي بؤرة مثالية لتكون الحصى، وفي هذا الإطار انجزت دراسة على عدد من النساء والرجال تناولوا أقراصاً مركزة بمادة التوت لمدة أسبوع، فأظهرت التحاليل المخبرية ارتفاع نسبة تركيز اوكزالات الكلس في البول بمعدل 43 في المئة. وإضافة إلى التوت البري، على الأشخاص الذين يملكون استعداداً للتعرض للحصى، أن يتجنبوا فول الصويا أيضاً، صحيح أن هذا الأخير يملك فوائد جمة، إلا أن المبالغة في أكله تعتبر بمثابة دعوة مفتوحة لتشكل الحصى، فكمية الاوكزالات في الأنواع التجارية لفول الصويا تفوق كثيراً المستوى المسموح به للمصابين بالحصى، لا بل ان بعض المنتوجات يملك مستوى من الاوكزالات يفوق بخمسين مرة المعدل المسموح به. أخيراً، على المصابين بالحصى وغير المصابين بها، أن ينتبهوا إلى وضعية النوم، فعلى ما يبدو لها تأثير مباشر على تكوّن الحصى، أو هذا هو على الأقل رأي بعض العلماء، إذ قالوا إن النوم الدائم على جهة واحدة من الجسم يؤهب لتشكل الحصى، وفي دراسة شملت أكثر من مئة شخص يعانون من الحصى، لاحظ البحاثة أنها تتشكل أكثر ما تتشكل في الجهة التي يستسلم فيها المصاب للنوم، إذ أن ثلاثة أرباعهم يملكون حصى في الجانب نفسه الذي ينامون عليه.