اذا كنت حقاً تنوي قهر غريمك، فطبق الوصفة السحرية المجربة التي تقول إعرف عدوك، ولكن كيف السبيل لمعرفة العدو؟ هنا يأتي دور اللغة، ان التعرف على لغة العدو ومفردات مصطلحاته، كمن يفك مغاليق طلسم لا تفتح أبوابه الا بكلمة سر، وقراءة خطاب مكتوب برموز الشيفرة بيسر ودونما مشقة. ان إعداد نفر من الطلبة - وبأعداد غير قليلة - لدراسة اللغة العبرية، كتابة وقراءة وتكلماً، أمر بالغ الأهمية، والاطلاع على ما ينشر في المطبوعات والمؤلفات الصادرة في داخل اسرائيل أو خارجها قد يفضح ويفصح عما لا يقوى عليه أي محلل سياسي أو خبير استراتيجي استمد خبرته شفاها أو حدسا أو استقراء أعمى للاحداث. من يطالع صحيفة "معاريف" الصادرة في 4/11/2001 ويقرأ ما كتبه احد محرريها - مناحيم بينان - يتبين كم هو قدر الاستهانة التي يعاملون فيها اميركا العظمى في وسائل اعلامهم. ودرجة التهكم والسخرية التي يصبونها على الرؤوس الكبيرة في الادارة الأميركية من دون استثناء. يتحدث الكاتب عن حمى "الانثراكس" ويصفها بأنها غباء اميركي لا يصدق، ثم يعرج على الرئيس الأميركي نفسه، ويشير الى ضعفه ووهنه وهو ينفي عن نفسه تهمة تعاطي المضاد ضد "الانثركس" ويهزأ الكاتب من الهستيريا التي اصابت الادارة الأميركية ونقلت عدواها الى عموم الشعب الاميركي لمجرد ان احد الموظفين في البيت الابيض عطس، ربما لاصابته بالزكام أو الانفلونزا التي لا يستبعد انها قد تؤدي الى الموت. المقال الساخر من "الهستيريا الاميركية" يعزو مجمل العملية الى طمع شركات الدواء العملاقة والترويج لمضاداتها وأمصالها. ومن بينها شركة "باير" الالمانية التي عقدت صفقة عملاقة لتزويد الجيش الأميركي باللقاحات اللازمة، مع وعد بنسبة خصم! تلزمنا جرأة بعض الكتاب في صحف واعلاميات الدول الاخرى لنتحرر من عقدة الخوف التي عقدتنا وعقدت ألسنتنا، وأوصلتنا الى ما نحن فيه من عجز وهوان. نوفل عبدالهادي إربد - الأردن