أستجابة لرغبة متكررة أبداها كثير من القراء، تفتح صفحة "علوم وتكنولوجيا" هذه الزاوية لتكون محطة للاجابة عن أسئلة الجمهور عما يهمه من شؤون الصحة. ولأن الصفحة تلقت سيلاً من الاسئلة عن مرض الجمرة الخبيثة، فأنها تفرد الزاوية هذة المرة للاجابة عن تلك الاسئلة. أعمل في مؤسسة علاقات عامة في أمارة دبي، ويقتضي عملي فتح الرسائل والمغلفات ليل نهار، هل هناك فحص مختبر للانثراكس يكشفه في بدايته؟ نوفل ج. - دبي/ الامارات العربية المتحدة - لا يوجد فحص مسحي Scan test، لمرض الجمرة الخبيثة، والهدف من أجراء مسحة أنفية أو تفحص أماكن الاصابات هو تقرير مدى انتشار الجرثومة، والعلاج تقرره الحال السريرية لكل مريض. أسكن مع عائلتي في مدينة بيروت وهي ليست قريبة من الريف، فما هي النسبة الطبيعية لظهور مرض الجمرة الخبيثة في هذه المدينة؟ رانيا. س. - بيروت/ لبنان - يبدو احتمال الاصابة طبيعياً بالنسبة لسكان مدينة متطورة مثل بيروت، ضئيلاً تماماً. ولا يعني هذا ان ظهور أصابة أو أكثر هو مؤشر أكيد الى "هجمة أرهاب". هناك نقطة أطلب من الجريدة توضيحها، كيف أعرف أي بريد هو المشبوه؟ هدى أ.ح./ الرياض/ المملكة العربية السعودية - المقصود بالبريد المشبوه هو ذلك الذي يأتي من عنوان مستغرب أو غير مألوف بالمرة. إذا، لم تتلق في عمرك كله رسالة من الصين، فان البريد الآتي من بكين، على سبيل المثال، سيبدو لك "مشبوهاً". وفي حال أمسكت رسالة وأحسست أنها تحتوي ما يشبه الطحين، أو أذا كانت أختامها مشبوهة أو اذا ظهر منها خيط او سلك او ما الى ذلك. في مثل هذه الاحوال، وحتى لو لمست الرسالة، احتفظي برباطة جأشك، وضعي المغلف في كيس بلاستيكي أو في الأوعية البلاستيكية التي تستخدم في حفظ الطعام "توبار ووير". واغسلي يديك جيداً بالماء والصابون، وأتصلي فوراً بالشرطة أو بالمستشفى القريب منك. مات ثلاثة أشخاص جراء استنشاق الجرثومة في الولاياتالمتحدة الاميركية، وهي من هي بين الدول، وطبها ذروة في التقدم ومؤسساتها الصحية تعتبر أفضل ما على الارض. كيف نطمئن في هذه الحال؟ فاطمة م. - صنعاء/ اليمن - في البداية، أشكرك على صراحة هذا السؤال، وأعتقد أنها مناسبة للدخول في بعض التفاصيل عن الانثراكس. وأبدأ باعطائك مثالاً، ففي العام 1979، عانت القوات السوفياتية وباء الانثراكس الذي رُشّ من طريق الخطأ فوقها. ومن أصل 5 آلاف ثبت تنشقهم جراثيم الجمرة، توفي 70 شخصاً على رغم حصولهم على العلاج نفسه وفي الشروط نفسها. والمعلوم ان الجرثومة تفرز سموماً في الجسم، خصوصاً في حال الاستنشاق، وهذه السموم هي مصدر الخطر الاكبر. فاذا أعطينا المضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من المرض، تمكنت الادوية من القضاء على أعداد كبيرة من الجرثومة قبل أن تفرز كميات كبيرة من السموم، وهذا يعني النجاة. وأذا حدث تأخير أو تلكؤ، وهذا ما حصل في حالي وفاة في أميركا، فان الادوية تقضي على الجراثيم، لكن بعد ان تكون هذه الاخيرة قد بثت سمومها في الجسم وسرت فيه. أذاً، بابقاء التيقظ وبزيادة الوعي، تعطي مضادات الحيوية مفعولها. والخطأ الطبي البشري وارد في كل مجتمع.