هذه رسالة من وحي مقالتك - اللوحة في العدد 496 من "الوسط" عن الشارع ومعانيه ومكنوناته وما يعتلج فيه. الشارع، رباه كم أحبه وأعشق انطلاقته كالطلقة! الشارع... صاخب لكن دمعة سكون الاستكانة تعتصره اعتصاراً. لاهث وراء "الرغيف المخيف" على حد تعبير الشاعر احمد عبدالمعطي حجازي، فالأكتاف متهدلة والرؤوس والجباه محنية وكفى الله المؤمنين شر القتال. الشارع... رباه كم يشعرني بالانكسار والاختناق على رغم امكاناته الهائلة التي تمكنه من التحليق بنا الى حياة ويوميات افضل. الشارع... رباه كم يخيفني، فأسلاكه الشائكة مرصوصة رصاً في كل مكان - وإن لم تلمحها - فقد تأتيك تلك الكتل من الاسلاك على هيئة "آدمي"، فمن يضمن ألا يضع احدهم من "الغليظين" في أية لحظة مشؤومة يده "السادية" على كتفك ليستضيفك قائلاً "تفضل" معنا - هذا اذا كان مؤدباً. وانتظر ايها المواطن - العصفور فرصة اطلاقك من اختناقات متاهات اقبية الخراسانات المسلحة الكتومة. او قد "يتحركش" بك أحد ممتطي السيارات ذات النوافذ السوداء حيث يرى ولا يُرى، فقط لأن شكلك لم يعجبه او داهمه العطش لممارسة احدى هواياته المريضة معك، في تكسير رأسك والبصاق على كرامتك، والأسوأ اذا اعجبته "إحداهن" والأنكى اذا كان حظك العاثر قد جعلك بقربها في تلك اللحظات الثقيلة. الشارع تقوم قيامته إلا عندنا. الشارع يعلّم، يقوّم، يلفظ، يزيح، يقيم، يقعد إلا عندنا. الشارع يّكْسِر ولا ينكسر إلا عندنا. وهل سوانا من أحسن مسخ الشارع؟ ختاماً أتمنى ان ارى رسالتي هذه منشورة وان لا تلتف الخطوط الحمر كخيوط العنكبوت على فمي وقلمي. كورين أورتشانيان حلب - سورية