تعاني دولة الامارات العربية المتحدة من مشكلة تستنزف جهود ادارة خفر السواحل والقوات البرية طوال السنوات الماضية بسبب استمرار تسلل مهاجرين الى أرضها مستغلين كثرة المنافذ والموانئ على امتداد حدودها البحرية والبرية، مما دفع بالامارات الى تسليم مهمة التصدي لهذه الظاهرة المقلقة أمنياً واجتماعياً الى قيادة القوات المسلحة الاتحادية. وقلما تخلو صحافة الامارات من أخبار عن القبض على المتسللين، لكنها لم تعد تحدد جنسياتهم كما كانت تفعل في السابق. ولكن يعتقد بأن غالبيتهم من الايرانيين والباكستانيين والأفغان وقلة من الهنود. ويستغل المتسللون الثغرات الحدودية أو ما يطلق عليه الشريط الفارغ أو المنطقة المحايدة بين دولة الامارات وجيرانها، مثلما هو الحال في منطقة خطم ملاحة في امارة رأس الخيمة، الواقعة على بعد مئات الامتار من مضيق هرمز، وكذلك شواطئ وموانئ منطقة دبا المحاذية لمحافظة مسندم العمانية الجبلية. وعمدت دولة الامارات الى محاكمة من استطاعت القبض عليهم لمعرفة طرق تسربهم الى البلاد، والكشف عن المتعاملين معهم، بعد ان كانت تقوم بابعادهم عقب القبض عليهم خلال السنوات الماضية. وتقوم عصابات قبلية في بلوشستان وافغانستان وايران بتحقيق أرباح خيالية لقاء ترتيب تسلل هذه المجموعات من الرجال الذين يجدون المساعدة من أبناء جلدتهم في الامارات. ويتم التستر عليهم. وعلى رغم تدني فرص العمل في الامارات عن السابق، فإن تدفق المتسللين لم يتوقف. ووقعت مواجهات مسلحة مع رجال حرس الحدود من القوات البرية في اكثر من ممر جبلي في الامارات الشمالية أسفر بعضها عن قتلى، إلا أن الامارات تحاول مواجهة هذه المشكلة بكثير من الهدوء والتشدد باعتمادها مبدأ منح مكافآت مالية لمواطنيها من سكان المناطق المحاذية لممرات يسلكها المتسللون. وساهم هذا الاجراء في التقليل منهم الى حد كبير. ويشكل المتسللون المقبوض عليهم عبئاً على السجون الاتحادية في الدولة. وتحاول الجهات المختصة التعجيل بمحاكمتهم وترحيلهم في أقصر مدة ممكنة. وقد تنبهت إمارة أبوظبي الى انها ليست بمنأى عن ظاهرة التسلل عندما تمكنت الشرطة البحرية من القبض على تسعة متسللين في جزيرة زركوه النفطية على بعد 106 أميال من العاصمة. وتبين انهم باكستانيون ادعوا بأنهم صيادون ضلوا ولا يحملون أي مستندات. ويبدي المهتمون قلقهم من الثغرات في بعض المناطق الحدودية فالمتسللون على دراية تامة بطرق الوصول بحراً، ومن ثم العبور سراً عبر ممرات جبلية وصحراوية تحتاج لأيام قبل وصولهم الى المدن والتجمعات البشرية الكبيرة.