الابتسامة الوحيدة التي ارتسمت على شفتي ض. كانت عندما سألناه عن "حلف الدم" بين ميليشيات لحد التي ينتمي إليها وبين الجيش الإسرائيلي. - "حلف الدم؟!"، تساءل ساخراً. "حلف... خ..."، وقال الكلمة التي لا يحتملها الورق. هو اليوم في الثامنة والثلاثين من العمر، أمضى معظمها 20 سنة في خدمة جيش الاحتلال الإسرائيلي. عندما سألناه عن رتبته العسكرية راح يبكي: "كان بودي أن تري الصور والشهادات والأوسمة التي حصلت عليها. أنا كنت قائداً لمئة وعشرين جندياً... دعيهم يخبرونك ماذا أنا". وراح يبكي... في حين تبرع أحدهم في الحديث عن تاريخه وأمجاده وسيارة المرسيدس التي كان يركبها والفيللا الفاخرة التي عاش فيها في قريته إلى ما قبل أسبوع واحد، واليوم نهبت وحطم اثاثها. "كل شيء راح وانتهى. قلبي مكسور. خوفي على أفراد عائلتي الباقين في لبنان يقتلني. عائلتي أصلاً تمزقت ولم يعد أمل بإعادة اللحمة لها. لي شقيقان يخدمان في "الجيش الجنوبي" لا أعرف عنهما شيئاً، أنا قلق عليهما. وهما قلقان عليّ. ووالدتي... آه... والدتي"، ولم يستطع الاستمرار في الحديث. فطلبت منا زوجته ان نعفيه من هذه المقابلة. "أرجوك - قالت - إنه على هذه الحال منذ ان وصل إلى هنا قبل خمسة أيام. لم يخرج من الغرفة أبداً. لم يستحم. لم يحلق ذقنه. يبكي طوال الوقت". إنه واحد من 6500 لبناني يعيشون اليوم لاجئين في إسرائيل. إنهم أفراد "جيش لبنان الجنوبي" المتعامل مع إسرائيل، وأفراد عائلاتهم وأقاربهم، الذين انهاروا مع انهيار هذا الجيش في الجنوب اللبناني وهرعوا فارين من وطنهم مذعورين، واليوم يعيشون في المجهول. لقد رافقهم الذل والمهانة منذ لحظة الانهيار في 20 أيار مايو الماضي، هذا التاريخ الذي سجل كيوم تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي. فقد داهمهم الحدث وهم لا يدرون ماذا يفعلون ولا يصدقون ما يحدث لهم. وحتى عندما رأوا ما حدث لعملاء الاحتلال الإسرائيلي من الفلسطينيين، بعد دخول منظمة التحرير إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، لم يتعلموا الدرس. اقنعوا أنفسهم بأنهم مختلفون عن أولئك العملاء الفلسطينيين في نظر إسرائيل. وفجأة يكتشفون أنهم لا يختلفون. فالجيش الإسرائيلي يتركهم ينهارون ويهربون من وطنهم من دون ان يستطيعوا حمل حقيبة ملابس أو زجاجة ماء. بل لم يتمكنوا من لملمة عائلاتهم. وما هي إلا لحظات، حتى وجدوا ان إسرائيل التي عرفوها وخدموها خلال 25 عاماً لم تعد تلك الدولة العظمى المساندة المساعدة: "لم أصدق ما رأته وتراه عيناي حتى الآن" يقول س. أحد كبار ضباط ميليشيات لحد الذي يعتبر اليوم محظوظاً، إذ أسكنوه في فندق صغير في بلدة نهاريا الساحلية في الشمال الإسرائيلي. ويضيف: "طلبوا مني الهرب باتجاه إسرائيل فوراً وبلا تأخير. فحسبت انني مدعو لاجتماع، وفي الطريق عرفت ان عائلتي أيضاً استدعيت إلى إسرائيل فاستغربت. وصلت إلى حاجز الجدار الطيب توقف هنيهة عن الكلام وتنهد وأضاف ساخراً ما زالوا يسمونه الجدار الطيب. إنه الجدار الشرير. وجدت طابوراً طويلاً من الناس ينتظرون ويتدافعون. فحاولت أن انظم الأمور. لكن الشباب صرخوا في وجهي. لم يحترموني. حسبت انهم لم يتعرفوا إلى شخصي. لكنني وجدت بينهم بعضاً من جنودي. تجاوزت الطابور واقتربت من البوابة طالباً مقابلة الضابط الإسرائيلي، فصاح بي آمراً: عد إلى نهاية الطابور حتى يأتي الدور. فعرفته بنفسي وبرتبتي، فعاد وأمرني بلهجة صارمة أكثر: "عد إلى الوراء ودعنا نعمل". فاتصلت بهاتفي الخليوي بضابط ارتباط اسرائيلي، لكنه لم يكلمني. وترك لي خبراً عند سكرتيرته بأنه سيعود إليّ، فبدأت أفهم ما الذي يجري...". ويصل س. في نهاية المطاف إلى البوابة ويستقبله ضابط استخبارات إسرائيلي، يجري معه تحقيقاً يدوم أكثر من ساعة عن تاريخه وحياته وأقاربه ونشاطه. فهو أيضاً، بعد 18 سنة خدمة متواصلة، ما زال مشبوهاً. فإسرائيل تخشى أن يكون قد تسرب إلى هذه الطوابير أحد "مبعوثي" المقاومة اللبنانية. لذلك لم تدخل أياً منهم إلا بعد هذا التحقيق. وارسل س. إلى مخيم اقيم فوق جبل التطويبات المطل على بحيرة طبرية، وهي الخيام التي نصبت في المكان نفسه عند قدوم البابا يوحنا بولس الثاني. وهنا قرر أن يتمرد. فطلب من كل ركاب الباص أن يعلنوا رفضهم النزول من الباص ويهددوا بالعودة إلى الحدود من جديد، حيث يوجد الصحافيون، و"سنعمل فضيحة كبيرة". وعلى الفور عمد الإسرائيليون إلى تغيير وجهة سير الباص، فاتجهوا به إلى منتجع للجيش في مكان قريب. وفي اليوم التالي أخذوا س. إلى هذا الفندق الصغير، وهو يأمل الآن بأن ينقلوه إلى "بيت محترم" أو إلى فندق أرقى كما حصل لبقية ضباط الميليشيات الذين تركوا الفنادق الصغيرة ونزلوا، على حسابهم، في "الفنادق المحترمة" التي كانوا يقيمون فيها وهم ذوو شأن عند إسرائيل. - "لو كنت أعرف انني سأقع في يد القضاء اللبناني والدولة اللبنانية وليس في يد حزب الله، لكنت تركت إسرائيل فوراً وعدت. أنا مستعد للمحاكمة وللسجن. جهنم لبنان ولا جنة إسرائيل. لكن من يضمن لي هذا؟ من يضمن لي ان لا اقتل حالما أصل؟"، تساءل س. تركنا الفندق وتوجهنا إلى المعسكر قرب بحيرة طبرية، فهناك يوجد حوالي 1200 لاجئ لبناني، لا يوجد بينهم ضباط. وهم من الأنفار الصغار أو العمال، وبينهم من لم يفهم لماذا هرب أصلاً من لبنان، "زوجي لم يرتكب أي جريمة. كان موظفاً إدارياً في دائرة التموين ولم يقم بأي عمل عسكري. لكنه خاف ودب فينا الفزع، فهربنا". ولماذا لا تعودون؟ سألناها. فلم تجب. وفي ما بعد، قيل لنا إن إسرائيل وعدتهم بدفع التعويضات لهم عن الخدمة وبمواصلة دفع مرتباتهم إذا بقوا. والتعويضات هزيلة وكذلك المرتب، بالمقاييس الإسرائيلية، لكنها مغرية بالنسبة إلى كثيرين منهم، حوالي 600 دولار في الشهر والتعويضات تدفع على أساس معاش شهر عن كل سنة من خدم عشر سنوات يقبض 6 آلاف دولار. غير أن هناك من قال أيضاً إنه لا يريد مالاً ولا معاشاً ولا تعويضات، "أريد العودة إلى بيتي وعائلتي حتى لو مت هناك"، تقول أم عاصي، وتغلق عينيها وتضغطهما عميقاً والدموع تنهمر. هنا لم يتح لنا دخول المعسكر. فالجيش الإسرائيلي أعلنه منطقة عسكرية مغلقة، بحجة حماية أفراد الميليشيات. - ممن؟ سألنا الضابط: فأجاب ضاحكاً: منكم أنتم. فسألناه: ومن نحن؟ تقصد الصحافيين أم العرب في إسرائيل فلسطينيو 1948؟ فرد: كلاكما خطر. فلم يكن أمامنا سوى البحث عن طريقة أخرى للوصول إليهم. وشاهدنا بعض الجنود فغضوا الطرف. ب. شاب في السابعة والعشرين من العمر. ترك قريته رميش مهرولاً، لكنه حاول أن يأخذ معه خطيبته. فرفضت. ويشعر اليوم انه خسرها إلى الأبد: "كل القرية عندنا تقريباً خدمت إسرائيل. من ابن 15 سنة وحتى سن الستين. نشأنا على حبها. شعرنا اننا إسرائيليون. نسينا اننا لبنانيون. قطعنا علاقاتنا مع أقاربنا في بيروت وغيرها. هكذا فعلنا سنوات طويلة. ثم فجأة، خلال بضع ساعات، انهار كل شيء. خانتنا إسرائيل. طعنتنا في الظهر. قالت لنا، عملياً، انتهى دوركم. تعاملت معنا كما يتعامل الناس مع حبة الليمون، يعصرونها، يمتصون خيرها، ثم يقذفون بها إلى سلة المهملات". إلى هنا تكلم بحزن وهدوء. لكنه راح يصرخ فجأة بشيء من الهيستيريا: "انا أكره باراك. أكره إسرائيل". سامية، المرأة الشابة التي تحمل طفلاً رضيعاً، اقتربت مني باندفاع حاسبة انني صحافية يهودية، "أنتم سبب شقائنا. لا يوجد لكم صديق. لا تعرفون الامانة والاخلاص..." وعندما عرفت اننا نكتب للصحافة العربية، صمتت لحظة ثم انطلقت في اللهجة نفسها: "وهل تحسبين ان العرب أفضل؟ العرب تركونا وخانونا قبل إسرائيل". وذهبت رافضة الإجابة على أي سؤال آخر. فاعترضنا شاب آخر: "وأنتم العرب في إسرائيل لماذا تكرهوننا؟ لماذا تسموننا خونة؟ لماذا تعلنون انكم ترفضون اسكاننا بينكم؟ اتريدوننا ان نصبح يهوداً؟ أنتم أسوأ من كل العرب". فسألناه عن ممارسات الميليشيات ضد أهل الجنوب والتعذيب في سجن الخيام، فحاول الاعتداء علينا، لولا تصدي رفاقه له. فانتقلنا إلى مجموعة من النساء تجمعن عند طرف آخر للمعسكر. في البداية رفضن الكلام، "نحن نحمد الله على كل شيء مهما يكن ونشكر إسرائيل على كل ما تقدمه لنا" قالت إحداهن. إذن، لماذا أحرق الشباب الملابس التي تبرع بها المواطنون الإسرائيليون؟ سألنا. فأجابت إحداهن: "لأنهم جلبوا لنا ملابس مستعملة. هل يحسبون اننا شحاذون؟ نحن خدمنا إسرائيل بأرواحنا. لو ارادوا مكافأتنا بصدق، لكانوا دفعوا لكل عائلة مليون دولار، فنحن خسرنا وطننا من أجل إسرائيل. خسرنا عائلاتنا وكرامتنا ومستقبلنا. أين سنعيش الآن؟ في إسرائيل؟ كيف ولمن أزوج ابنائي وبناتي؟!". ولماذا لا تفكرين بالعودة إلى لبنان؟ - لأن لبنان لا يستقبلني. وهو محكوم بأيدي حزب الله وإيران وسورية. هل تعرفين ماذا يعني هذا؟ لكن حزب الله يعلن أنه لن يحاكم أحداً، وانه يسلمكم للقضاء اللبناني؟ - القضاء اللبناني؟ هل يوجد قضاء لبناني حسب رأيك؟ نحن انتهينا. اتعرفين ماذا يعني انتهينا؟ كل أموال الدنيا لا تعوض لنا خسارتنا. ألن تعودوا إلى لبنان حتى في ظل معاهدة سلام مع إسرائيل؟ - أي سلام هذا. لن يحدث سلام. وحتى لو تحقق، سنبقى نحن خارج الصورة. لا إسرائيل ستهتم بنا ولا لبنان. لقد يئسنا من الجميع. ولماذا قلتم إنكم تشكرون إسرائيل؟ - وماذا تريدون أن نقول؟ هل تعرفون ان وزارة التعليم الإسرائيلية تعد لأطفالكم برنامجاً دراسياً خاصاً، في المدارس العبرية؟ - سمعنا بذلك. قالوا إنهم سيعلمونهم اللغة العبرية خلال الأشهر المقبلة وبعد ذلك يدخلونهم إلى المدارس في السنة الدراسية المقبلة. لكنهم لم يقولوا إنهم سيأخذونهم إلى مدارس عبرية. المدارس العربية في إسرائيل موجودة في البلدات العربية، والعرب، كما تعلمون، قرروا مقاطعتكم، ولن يسمحوا لأولادكم بدخول مدارسهم. - ولكن ما ذنب الأطفال؟ هل هذه إنسانيتكم؟ المشكلة ليست في الأطفال. إنها في الكبار. العرب في إسرائيل لا يريدون استقبالكم حتى يتعلم غيركم. - إذن، فلينشأ أطفالنا يهوداً في المدارس العبرية. إن كان هذا هو ما يريح ضمائركم. ألا ترون ان الكبار منكم، الرجال من أفراد الميليشيات والضباط، هم السبب؟ - وماذا يهم هذا الآن؟ وهل تحسبين ان عندنا رجالاً بعد؟ انظري إليهم. الرجال نائمون في الخيام، يندبون حظهم. يبكون. نادمون. فماذا بوسعهم أن يفعلوا؟! هل تعلمن ماذا كانوا يفعلون وهم "رجال"؟ - ماذا كانوا يفعلون؟! وكيف نعرف؟! وهل كنا نراهم أصلاً؟ كوزيت إبراهيم: تعذيب رفاقي أضعاف تعذيبي على رغم مرور بضعة أيام على تحررها من معتقل الخيام، كانت الصحافية اللبنانية كوزيت إبراهيم، ما زالت تعيش الحرية حلماً وصدمة. "الوسط" تحدثت معها عبر الهاتف فقالت: "كنت أعرف انني سأخرج إلى الحرية. هذا الأمل لم ينقطع على رغم ساعات اليأس الطويلة. لكنني لم أتوقع ان يتم التحرير بهذا الشكل وبهذه السرعة". حدثينا عن اعتقالك؟ - جاء جنود العميل لحد إلى بيتي في بلدة رميش، اعتقلوني واقتادوني إلى السجن. وكان ذلك في 2 أيلول سبتمبر 1999. لماذا اختاروك أنت بالذات؟ - التهمة كانت مواقفي السياسية ونشاطي، وقد أرادوا مني معلومات عن المقاومة أيضاً. ولم يقنعوا بأنني فقط صحافية. وكيف كان التحقيق؟ - استغرق التحقيق شهراً كاملاً وأكثر. نفذوه ليل نهار. استعملوا الضرب والاهانات والشتائم. تصرفوا كوحوش مجرمين. حاولوا الاعتداء على كرامتي. ولا حاجة للحديث الآن عن أساليبهم. وبالإمكان القول إن ما عانيته انا كان قليلاً وبسيطاً بالمقارنة مع معاناة بقية زملائي من الأسرى، الرجال والنساء، بل انني كنت أخجل منهم لأن تعذيبهم فاق تعذيبي أضعافاً وأضعافاً. هل كان بينهم محققون إسرائيليون؟ - بالتأكيد. فالسيد الإسرائيلي موجود، من وراء الكواليس أو من فوق المحققين اللبنانيين العملاء. ولكن هؤلاء العملاء كانوا يتولون المهمات الخسيسة والسافلة في التحقيق. كانوا أكثر صهيونية من الصهيونيين. وما رأيك في اسلوب التعامل معهم الآن، بعد الحرية والتحرير؟ - يجب القبض عليهم جميعاً، واجراء تحقيق جدي ونزيه معهم ومعرفة أفعال كل واحد منهم. فمن ارتكب جريمة حرب، أياً كانت، سواء التعذيب في السجن أو القتل أو أي اعتداء، يجب محاكمته بلا رحمة. ومن يثبت أنه لم يرتكب جرائم يحكم عليه وفقاً للقانون. الأسير المحرر غسان سعيد: هكذا عذبونا غسان سعيد أمضى في "الخيام" سنتين كاملتين، لكن الدنيا لا تتسع لفرحته. فقد كان يتخيل أنه سيمضي سنين طويلة جداً في هذا المعتقل الرهيب. إذ أنه ضبط متلبساً في عملية فدائية، واعتقل جريحاً وفقد رفيقاً له المرحوم بيير أبو جودة الذي استشهد. وهكذا يروي لنا قصته: "... لم ننتبه إلى الكمين الذي نصبه العملاء، عندما كنا عائدين، المرحوم بيير وأنا، من عملية تفجير ناجحة ضد الاحتلال، أطلقوا علينا الرصاص. بيير استشهد على الفور، وأنا أصبت بجروح قاسية في ظهري وبرصاصتين في كتفي. ألقوا القبض عليّ وأخذوني إلى المعتقل وأنا أنزف دماً، وهم لا يساعدونني. بل اقتادوني بعنف، ضربوني وأنا أنزف. طرحوني أرضاً، راحوا يقهقهون ويرفسونني بحركات بسيطة غير موجعة، لكنهم بعد فترة عصبوا عيني وراحوا يضربونني بقسوة وأطفأوا السجائر على جسدي. ضربوا رأسي بالجدار. استخدموا جسماً صلباً وآلة حادة... وكل هذا قبل أن يسعفوني. بعد مرور ساعتين أو ثلاث على ذلك، نقلوني إلى غرفة الاسعاف. وهناك قدم لي ممرض إسرائيلي العلاج، وأعادوني إلى الزنزانة. وفي اليوم التالي عادوا إلى التعذيب. وهكذا في كل يوم. وفي بعض الأحيان في الليل أيضاً. عبرت طريقة الشبح، حيث يعلقون المعتقل من قدميه أو من يديه ويشبحونه لساعات طويلة للغاية بمختلف الأشكال المؤلمة، واستخدموا معي تعذيب الماء، أي سكب الماء البارد ثم الساخن وبالعكس، صيف شتاء، واستعملوا اسلوب الضرب بالتيار الكهربائي. باختصار، لقد كان اسلوبهم اجرامياً وحشياً. لم يعرفوا الرحمة، خصوصاً المحققين. فقد دربهم الإسرائيليون على أساليب التعذيب المرعبة، ومارسوها بما هو أشد قسوة ولؤماً".