من لا يحب الصيف اللهم إلا اولئك المرضى الذين يعانون من بعض العلل التي تجعلهم لا يتحملون حره ولهيبه. في الصيف ترتفع الحرارة وتكثر الرحلات ويتسابق الناس الى تعريض اجسامهم لأشعة الشمس بهدف الحصول على البشرة السمراء، لكن هؤلاء يجهلون، أو بالأحرى، يتناسون أن لأشعة الشمس مخاطر لعل أهمها وأشدها الاصابة بسرطان الجلد. ان هوس الناس بالحمامات الشمسية لا مبرر له، فهو يفتح الباب واسعاً أمام استيطان سرطان الجلد. والاتجاه المسيطر خلال السنوات الأخيرة هو أن البشرة البرونزية تعتبر رمزاً للجمال، والواقع ان هذه النظرة فيها الكثير من المغالطات وقد آن الأوان لكي يقلع الناس عن هذه الفكرة التي تحمل في طياتها الخطر كل الخطر. هناك شعار في أميركا يقول "احرق نفسك الآن وستدفع الثمن لاحقاً". وهناك أدلة تشير بشكل لا جدل فيه الى وجود علاقة بين أشعة الشمس وحصول سرطان الجلد، وقد دلت الاحصاءات والتحريات على أن التعرض لضربة خطيرة خلال العشر أو العشرين سنة الأولى من الحياة يزيد من احتمال الاصابة بسرطان الجلد بمقدار الثلاثة أضعاف. هل يمكن الوقاية من سرطان الجلد؟ نعم يمكن الوقاية منه بالتقيد بالنصائح الآتية: 1- التعرض بشكل قليل وتدريجي لأشعة الشمس، بحيث لا تتجاوز المدة 15 دقيقة في اليوم الأول، ثم زيادة المدة تدريجياً. 2- تجنب التعرض لأشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر، ففي هذه الفترة تكون أشعة الشمس على أشدها وأضرها. 3- تحاشي التعرض للشمس والجلد رطب، ففي هذه الحالة يمتص الجلد كمية كبيرة من الأشعة. 4- وضع المراهم الواقية خصوصاً في الأماكن المعرضة أكثر من غيرها للأشعة الشمسية. 5- عدم البقاء من دون حركة تحت أشعة الشمس. 6- تجنب الحمامات الاصطناعية للحصول على البشرة البرونزية، فهذه الطريقة السريعة للحصول على اللون الأسمر تنهك البشرة وتسرع في اصابتها بالسرطان اضافة إلى أنها تسرع اصابة الجلد بالشيخوخة، عدا سرطان الجلد، فالصيف قد يحمل معه مشاكل تهب على الجسم من هنا وهناك فتعكر على المصطاف صفو صيفه. وفي السطور الآتية سنعرج على أهم هذه المشاكل. الضربة الشمسية. وهي رد فعل طبيعي ينجم عن الافراط في التعرض للشمس. إذ بعد ساعات تحدث الموجات فوق البنفسجية ردود فعل كيميائية ضوئية في الجلد فيصاب بالألم والاحمرار والانتفاخ وبعد 48 ساعة تتكون الفقعات الجلدية لتنفجر لاحقاً. وإذا كان حرق الشمس شديداً يصاب المريض بارتفاع في الحرارة اضافة الى الصداع والشعور بالتوعك ومن الممكن حدوث الصدمة. الوقاية والعلاج: - تجنب التعرض للشمس ما بين الساعة 11 صباحاً والثالثة بعد الظهر. - استعمال الواقيات الشمسية. - عند حدوث الصدمة يجب استشارة الطبيب فوراً. ضربة الحر. وهذه يمكن أن تصيب الشخص في مكان مرتفع الحرارة حيث يكون الهواء ساكناً للغاية والرطوبة مرتفعة الى أقصى حد، في هذه الحالة تصاب آلية إفراز العرق بالعطب فيتوقف العرق عن التبخر لأن الجو يكون مشبعاً بالبخار، وتكون حرارة الهواء أعلى من حرارة المصاب، فلا يستطيع الأخير تصريف الحرارة المرتفعة عنده فيتعرض للحمى التي قد تصل الى 42 درجة مئوية أو ربما أكثر، وهنا يعاني المريض من القلق والبلبلة وقد يفقد وعيه، ويصبح جلده جافاً حاراً أحمر اللون. ولعلاج هذه الحالة النصائح الآتية: - نقل المصاب الى مكان بارد. - نزع ثياب المريض لفسح المجال أمام التهوية. - تبريد الجسم بالكمادات الباردة لانزال حرارة الجسم. - استدعاء الطبيب فوراً من أجل تقديم الاسعافات الأولية لأن ضربة الحر خطرة وقد تقود الى الموت إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب. الشرى والحساسية. يمكن للشرى أن يحصل إثر أخذ حمام شمسي أو بعد تناول مأكولات مثيرة للحساسية. وفي هذه الحالة تظهر على الجسم حطاطات حمراء حاكة تشير الى اصابته بالحساسية. وفي هذه الحالة يجب: - تحاشي التعرض للشمس. - تفادي المأكولات المثيرة للتحسس. - تناول الأدوية المضادة للحساسية عند الاصابة بالشرى. لسع البعوض. في الصيف يكثر البعوض، وبالتالي تكثر لسعاته خصوصاً للأطفال. والمعروف أن لسعة البعوض يمكن أن تثير الحساسية عند بعض المستعدين من الأشخاص، عدا عن أن بعض أنواعه مشهور بنقله لأمراض خطرة كالملاريا مثلاً. وللوقاية يجب: - دهن الجسم بالكريمات الخاصة. - استعمال بعض الوسائل المنفرة للبعوض. - استخدام الناموسية عند النوم. لسع الدبابير. ان لسعة الدبور خطرة في حالات ثلاث: أولاها عندما تكون اللسعة في الفم. وثانيها عندما تكون هناك عدة لسعات دفعة واحدة. وثالثها عندما تحدث في أشخاص يعانون من مرض الحساسية. وما عدا هذه الحالات فإن اللسعة تخلف وراءها ألماً وتورماً واحمراراً، وهي عوارض تزول بعد فترة من الزمن دون مضاعفات. اما الوقاية والعلاج ففي: - تحاشي إثارة الدبابير. - لدى حدوث اللسعة حاول تخريب السم بتقريب نار السيجارة من مكان اللسعة فهذا يساعد على تدمير السم. - إذا بقيت إبرة الدبور في الجلد حاول أن تسحبها بحكمة لكي لا تفجر جيب السم المعلق في الإبرة. - تناول مضادات الحساسية في حال حصول تفاعل تحسسي. - عند ظهور الشرى أو صعوبة في التنفس أو انتفاخ في الوجه أو الدوخة، يجب استشارة الطبيب حالاً. عضة الأفعى. ان لدعة الأفعى مؤلمة وخطرة ولهذا يتوجب اتباع النصائح الآتية في حال حصولها: - وضع الشخص الملدوغ في حالة الاسترخاء الكامل. - مسح مكان اللدغة وما حولها وغسلها جيداً بالماء والصابون ومن ثم تجفيفه مع وضع ضمادة نظيفة فوقه. - تثبيت موقع العضة لمنع تسريع انتشار السم في الجسم. - اعطاء الملدوغ المسكنات ونقله فوراً الى المستشفى. الصدمة المائية. بعض الأشخاص ولمجرد ملامسة جلدهم للماء، يمكن أن يصابوا بالاغماء المترافق مع الصدمة القاتلة. وهذا الحادث قد يأتي نتيجة الغطس فجأة في ماء بارد أو بعد تناول وجبة دسمة، أو اثر التعرض لفترة طويلة للشمس أو بعد القيام بجهد شديد. لذلك يجب: - تجنب الغطس في الماء بعد وجبة ثقيلة أو بعد أخذ حمام شمسي مديد أو بعد القيام بعمل مجهد. - عدم الغطس في الماء فجأة بل تدريجاً وبعد تبليل الجسم بقليل من الماء خصوصاً منطقة العنق. التواء القدم. إن حدوث الالتواء الفكشه أمر كثير الحدوث في العطل الصيفية وخصوصاً في مفاصل الركبتين واليدين والقدمين. وفي حالة الاصابة يجب: - عدم تدليك المنطقة لأن هذا لا يفيد بل يضر. - وضع قطع الثلج فوق المنطقة المصابة للحد من تورم المفصل. - اراحة المفصل بشكل مطلق مع وضع ضمادة خاصة فوقه. الغرق. معظم حوادث الغرق تحصل بسبب الاهمال أو لعدم اتخاذ جانب الحذر والحيطة في ما يتعلق بالتعليمات الضرورية. لذلك يجب: - عدم السباحة فوراً بعد سفر طويل متعب أو بعد جهد قوي. - عدم السباحة على الريق أو بعد تناول الطعام مباشرة. - عدم السباحة بشكل منفرد. وابلاغ الآخرين عند السباحة بعيداً عن الشاطئ. دوخة السفر. وهذه تعد مشكلة المشاكل لدى البعض، اذ ما أن تطأ أقدامهم احدى وسائل السفر حتى تداهمهم نوبة الدوخة والاحساس بالتقيؤ. وللوقاية يجب: - تفادي المشروبات الغازية. - تناول وجبة قليلة من الطعام قبل السفر. - تجنب القراءة أو الجلوس في مقطورة تعج بالدخان. - تناول بعض الأدوية التي ينصح بها الطبيب. التهاب الكبد الفيروس. ان التهاب الكبد بالفيروس A منتشر بكثرة في المناطق الحارة ويحدث اثر تناول أطعمة وأشربة ملوثة لكنه نادراً ما يكون خطيراً. ولتجنبه يجب: - تحاشي الأشربة والأطعمة الملوثة. - أخذ اللقاح قبل التوجه الى البلاد الحارة. الاسهال. في الصيف تكثر الاصابة بالاسهال السياحي وهو يحصل بعد عدة أيام من الاقامة في منطقة جديدة حارة. والاسهال هنا غالباً ما يحدث إثر التغيير المفاجئ في العادات الغذائية أو نتيجة جرثومة موجودة في الماء والطعام من خضار وفواكه ولحوم وحليب ومشتقاته. وللوقاية منه وعلاجه يجب: - الابتعاد قدر المستطاع عن تناول المثلجات. - الاقتصار على شرب المياه المعدنية إذا أمكن. - تفادي أكل الخضروات والأطعمة النيئة. - شرب الماء بكثرة عند حصول الاسهال مع اضافة قليل من الملح والسكر. وشرب مغلي الخضار للتزود بالمعادن والفيتامينات، واستهلاك الرز والجزر. وإذا استمر الاسهال أكثر من 48 ساعة فمن الواجب أخذ مشورة الطبيب. - غسل الخضار والفواكه بالماء المضاف اليه بضع نقاط من ماء جافيل. الشمس والعدسات اللاصقة. الحرارة الشمسية تعد من العوامل المهمة التي تقود الى جفاف العين والعدسات اللاصقة، وهذا ما يشكل خطراً على قرنية العين البؤبؤ. ولدرء هذا الخطر يفضل "التسلح" بقطرة من المصل الفيزيولوجي بحيث تستعمل ما بين الفينة والأخرى لترطيب العين والعدسة اللاصقة معاً. أيضاً، ان استعمال العدسات اللاصقة الطرية خلال السباحة في البحر له بعض المخاطر، إذ أنها أي العدسات بامكانها أن تمتص ماء البحر المشبع بالملح وهذا ما يعرض القرنية للتخريش وبالتالي الالتهاب والضرر. التسمم. خلال الرحلات والنزهات قد يتعرض الأطفال لحوادث التسمم نتيجة ابتلاعهم اعشاباً أو فواكه برية يمكن أن تكون ضارة وخطرة جداً. لذلك يجب: - مراقبة الأطفال جيداً ومنعهم من أكل أشياء مشبوهة. - في حالة الاصابة بالتسمم يجب نقل الطفل لأقرب مركز طبي. السفر ومرض القلب. يمكن للسفر أن يشكل عبئاً على مرضى القلب نظراً للتعب الناتج عنه وما يتركه من اثار يمكن أن تلحق الأذى بالقلب. لذلك من الأفضل تحاشي السفر لمسافات بعيدة وخصوصاً عندما يكون المريض هو السائق، وتجنب الضغوط النفسية التي تولد العصبية والنرفزة وما لهما من عواقب وخيمة على قلب المريض وسلامته. الأدوية والشمس. كثيرون يتناولون الأدوية ويتعرضون للشمس من دون أن يعرفوا الأخطار التي يمكن أن تترتب عن هذا، اذ يمكن لأشعة الشمس أن تثير ردات فعل جلدية ضارة عند الشخص الذي يتناول بعض أنواع الأدوية. والصيدلي نادراً ما يحذر المريض من مغبة التعرض للشمس، كما أن المستهلك لا يقرأ التعليمات الموجودة داخل علبة الدواء والتي تشير الى ذلك في حال وجود خطر من التعرض للشمس. إن ردات الفعل الجلدية في حال استعمال بعض الأدوية يمكن أن تأخذ أشكالاً عدة، فتظهر تارة على شكل تلون جلدي قاتم، وطوراً على شكل فقاعات جلدية، وأخرى على شكل احمرار وانتفاخ. وهذه الردات تظهر عادة في المناطق المكشوفة من الجسم والتي تتعرض أكثر من غيرها للشمس مثل الرقبة والوجه والذراعين والساقين. والآفات الجلدية نراها بعد ساعات قليلة من الحمام الشمسي. وللوقاية يجب: - قراءة التعليمات المرافقة لعلبة الدواء قبل التعرض للشمس، أو استشارة الصيدلي أو الطبيب بشأن ذلك. - مراجعة الطبيب في حالة حصول الارتكاسات الجلدية عقب تناول الدواء. اللقاحات. ومنها ما هو اجباري ومنها ما هو اختياري. والشيء اللافت هو أن الكبار ما أن يخرجوا من عالم الطفولة حتى يهملوا الجرعات الداعمة للقاح، اذ من دونها لا يمكن تأمين الوقاية الدائمة ضد الأمراض التي تعطى بشأنها. واللقاح ضد الكزاز يعتبر من أكثر اللقاحات التي يهملها بنو البشر إذ يأخذون الحقن الأولية وينسون أو يتناسون الحقن الداعمة. إن كل جرح يتعرض له الجسم يعتبر منفذاً مهماً لمرور عصيات الكزاز وبالتالي فتح الباب على مصراعيه للاصابة بمرض خطير هو الكزاز. وإذا علمنا بأن شوكة واحدة تكفي لفتح الباب أمام عصيات الكزاز لأدركنا أهمية أخذ اللقاح، وعلى الأخص جرعاته الداعمة التي يؤمن كل واحدة منها الوقاية لعشر سنوات بالتمام والكمال. هل تسافر بالطائرة؟ إذا كنت تريد أن تركب الطائرة لقضاء اجازتك فحاول تحاشيها في الحالات الآتية: 1- اذا كنت مصاباً برشح قوي أو بالتهاب في الجيوب الأنفية. 2- اذا كنت تعاني من التهاب في الأذن. 3- اذا كنت قد غطست في أعماق البحر في نفس اليوم الذي تسافر فيه. 4- اذا كنت تعاني من انفصال في شبكية العين. التصرف المناسب في اللحظة المناسبة في الحالات الإسعافية يجب ضبط النفس والتصرف بحكمة وروية دون هلع أو فزع: - في الجروح الصغيرة: يكفي غسل الجرح بالماء والصابون، وإذا استمر النزف يمكن وضع ضمادة ضاغطة صغيرة معقمة. - في الجروح الكبيرة: حاول تقريب حواف الجرح ثم ضع ضمادة ضاغطة واربطها بإحكام، وارفع الطرف المصاب، ثم استشر أقرب مركز طبي. - في حالة الإغماء: اذا تهاوى الشخص أمام ناظريك حاول اجلاسه مع مساعدته على الانحناء نحو الأمام واطلب منه أن يتنفس بعمق. أما إذا كان فاقد الوعي فيجب تمديد المريض على أحد جانبيه مع وضع رأسه تحت مستوى قدميه، واطلب الطبيب فوراً. تعرف على درجات الحروق - حروق الدرجة الأولى. وفيها يكون الحرق على شكل احمرار بسيط فقط وابرز مثال عليها حرق الشمس. - حروق الدرجة الثانية. وفيها تظهر الفقاعات الجلدية المملوءة بالسائل اضافة الى تخرب طبقة الأدمة الجلدية. يكون الحرق مؤلماً وتظهر الندبة بعد اندمال الحرق. - حروق الدرجة الثالثة. وفيها تصاب كل طبقات الجلد بالتخرب والأذى. وقد تمتد لتصل الى العضلات ايضاً. وهذه الحروق تعتبر من أخطر الأنواع لأنها تترك خلفها آثاراً تلازم صاحبها للأبد.