أرسلت وزارة التربية والتعليم تعميماً إلى المدارس في المناطق كافة أخيراً، يتيح لمعلمين ومعلمات العمل في مجال الإرشاد الصحي، ما دفع بعضهم إلى تعبئة استمارة الترشيح أملاً في إتاحة المجال أمامهم ل«التفرغ» لاحقاً، في حين أثار هذا الإجراء تساؤلات أولياء أمور عن طبيعة الدور الذي سيلعبه بعض مربي أبنائهم، وما إذا كان ذلك سيغني عن توفير الوزارة ممرضين وممرضات في المدارس للتدخل في حال تعرض طلاب وطالبات لإصابات عارضة أو مفاجئة. ويتضمن التعميم السعي إلى تعزيز الصحة المدرسية المنفذة في قطاعي البنين والبنات عن طريق اعتماد عدد من المعلمين والمعلمات للعمل مرشدين صحيين بعد تعبئة استمارة الترشيح ورفعها إلى الإدارات التابعة لهم. وسارع بعض المعلمين والمعلمات إلى تعبئة الاستمارة أملاً في إتاحة المجال أمامهم ل«التفرغ» لاحقاً للعمل في مجال الإرشاد الصحي فقط، أسوة بزملائهم الذين تم تفريغهم للعمل أمناء مصادر تعليمية، أما البعض الآخر فانتقد «ضبابية» التعميم، إذ لم ترفق معه آلية وطبيعة عمل المرشد الصحي حتى يتمكن من اتخاذ قرار الترشيح من عدمه. وقالت المعلمة مها محمد: «على رغم أنني غير ملمّة بتفاصيل التعميم ولم يرفق معه آلية عمل المعلمة كمرشدة صحية، إلا أني لم أتأخر في تعبئة استمارة الترشيح عل وعسى يتم تفريغنا كمرشدات صحيات». في حين ترددت المعلمة هيا المسعود في ترشيح نفسها لمهمة الإرشاد مبررة ذلك بضبابية التعميم، وعدم إدراكها الكثير عنه، وتخوفها من إسناد مهام إسعافية لها وإلحاقها بدورات تمريضية لا تدرك أبسط أبجدياتها ولا تنسجم مع تخصصها. في حين أسهمت الأعمال التطوعية والنشاطات اللاصفية والدورات الصحية التي التحق بها المعلم عبدالله الحربي في جعله يحسم أمره بترشيح نفسه للعمل مرشداً صحياً لخدمة الطلاب وإرشادهم إلى الطرق المثلى للحفاظ على صحتهم على حد قوله. وتساءل عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات عن الدور الحقيقي الذي سيلعبه المعلم الذي سيترشح للعمل في مجال الإرشاد الصحي، داعين إلى استحداث الوزارة وظائف تمكن ممرضين وممرضات من العمل في المدارس، وإجراء إسعافات أولية في حال تعرض أي من الطلاب أو الطالبات لإصابة طارئة، أسوة بما يجري في دول مجاورة، بدلاً من معلم يعمد إلى تلقينهم إرشادات صحية ويرددها الطلاب عن ظهر قلب من دون تفعيلها. من جهته، ذكر مدير الإدارة العامة للصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم الدكتور سليمان الشهري ل«الحياة»، أن عمل المرشد الصحي لا يتجاوز الدور التوجيهي والإرشادي فقط، وتفعيل برامج صحية وقائية وتوعوية عن طريق النشاطات اللاصفية والإذاعة المدرسية والمحاضرات والبروشورات والإسهام في تعديل السلوك الصحي للطالب مثل الحفاظ على النظافة الشخصية والحرص على تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة وغيرها من إرشادات وتوجيهات وقال: «رفعنا توصيات واقتراحات لمسؤولين في الوزارة لتوفير ممرضين يقومون بدور تكاملي مع المرشدين الصحيين في المدارس كافة، يقوم الأول بمهام إكلينيكية وإسعافية في حين يكتفي الآخر بمهام التوجيه والإرشاد الصحي ولم يتم اعتماد الأولى حتى الآن، بسبب الميزانية، ونأمل مستقبلاً في توفير ممرض يعمل جنباً إلى جنب مع المرشد الصحي في كل مدرسة أسوة بدول أخرى». وأكد أن وجود ممرض ومرشد صحي في كل مدرسة من شأنه تقليص الإصابات والمشكلات الصحية التي يعاني منها الطالب بنسبة تصل إلى 80 في المئة.