نجح الهلال السعودي في تحقيق انجاز كبير لكرة بلاده بعدما انتزع كأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري من حامل اللقب جوبيلو ايواتا الياباني اثر تغلبه عليه 3-2 أمام نحو 40 ألف مشجع في ستاد الملك فهد في العاصمة السعودية الرياض. وتمكن الهلال من اعادة الكأس الآسيوية الى الرياض بعدما فاز بلقبها للمرة الأخيرة في العام 1991 على حساب الاستقلال الايراني في قطر، وبات اول فريق عربي يحقق اللقب الآسيوي مرتين. وساهم المهاجم البرازيلي ريكاردو سيرجيو في حصول فريقه على كأس البطولة بعدما سجّل أهداف فريقه الاربعة في التصفيات النهائية، واثبت سيرجيو انه الصفقة الهلالية الاكثر نجاحاً لهذا الموسم خصوصاً بعدما أحرز هدفين في المرمى الياباني سيظلان عالقين في أذهان انصار الهلال طويلاً فضلاً عن هدف المباراة الذهبي الذي منح الفريق الأزرق كأساً بنكهة "البن البرازيلي". لم يعان الهلال كثيراً قبل ان يقصي سامسونغ الكوري الجنوبي من الدور النصف النهائي ويتغلب عليه 1-صفر، غير انه عانى كثيراً قبل ان يحرز انتصاره المهم على اليابانيين الذين حافظوا على تقدمهم 2-1 حتى الدقيقة الاخيرة من اللقاء. ونجح مدرب الهلال الروماني يوردانيسكو في انقاذ فريقه من مأزق صعب بعدما أجرى تغييرات فاعلة سهّلت للفريق الأزرق إحراز هدف التعادل في الدقيقة الاخيرة ما جعل المشجعين الهلاليين يرقصون بطريقة هستيرية فرحاً بالهدف الذي أعاد اليهم الروح. ولم يكن جوبيلو ايواتا الذي تغلب على بيروزي الايراني 2/صفر في الدور النصف نهائي خصماً سهلاً الا ان الهلال تصرف بحنكة في الوقت الاضافي وتمكن الجابر من جندلة مدافعي جوبيلو وارسال الكرة الى سيرجيو الذي أكمل أفراح الهلاليين واحرز هدف الفوز بالكأس الآسيوية الثانية للهلال. وباتت فرصة الهلال كبيرة لنيل شرف تمثيل القارة الآسيوية في بطولة اندية العالم المقررة في العام 2002، في حال فوزه على شيميزو الياباني حامل لقب الاندية الآسيوية أبطال الكؤوس في الكأس السوبر الآسيوية. وكان الهلال تأهل للدور النصف النهائي من كأس الاندية الآسيوية ابطال الدوري بعدما تصدر التصفيات التي ضمت الى جانبه بيروزي الايراني والطلبة العراقي ونوفباكور الأوزبكي، وتمكن الهلال من الفوز في مبارياته الثلاث تحت اشراف مدربه الروماني يوردانيسكو الذي تسلم إدارة الفريق قبل بدء التصفيات بنحو شهر خلفاً للمدرب البرازيلي لوري ساندري الذي ساهم بدوره في فوز الهلال على العربي القطري في المرحلة الاولى من التصفيات، ومع ان لاعبي الهلال عانوا كثيراً من توالي مبارياتهم في البطولات المحلية الاربع فضلاً عن بطولتي كأس اندية الخليج وكأس الاندية الآسيوية، فقد أثبتوا طيلة الموسم قدرة على تحقيق نتائج جيدة، ففازوا في 40 مباراة من مبارياتهم ال50. ولم تتمكن الفرق التي لعبت ضد الهلال خارج بطولة الدوري المحلي من الفوز عليه، ما جعل الفريق الازرق يحقق بطولة كأس الامير فيصل بفوزه على الشباب 2-1. وبطولة كأس الملك عبدالعزيز بفوزه على الاهلي 2-1. والتأهل الى نهائي كأس ولي العهد لملاقاة الشباب الاسبوع المقبل. وأتاحت عروض الهلال القوية للاعبيه الدخول الى البطولة الآسيوية بثقة كبيرة وتحقيق البطولة الهلالية الثالثة خلال الموسم الحالي. ولم يكن الهلال محظوظاً بخسارته خدمات مهاجمه الكويتي جاسم الهويدي الذي لعب دوراً مهماً في هجوم الفريق قبل تعرضه للاصابة في شباط فبراير الماضي، ماجعل مهمة رئيس النادي الامير بندر بن محمد للعثور على مهاجم يمكنه تعويض غياب الهويدي صعبة جداً، غير ان رئيس النادي بما له من خبرة قرر التعاقد مع لاعب الاهلي السابق البرازيلي سيرجيو برغم اعتراض الكثير من الهلاليين على الصفقة. لقد حقق الهلال من الألقاب خلال الموسم الحالي ما يكفيه لكن تطلّع انصاره الى مزيد من الالقاب لم ينسهم اخفاق الفريق في التأهل لمنافسات المربع الذهبي، فاعترضوا كثيراً على رئيس النادي. ومما لا شك فيه ان كثرة مباريات الهلال أرهقت لاعبيه وحالت دون تأهلهم الى المربع. ولا يغفل الهلاليون دور رئيس ناديهم المهم في التغلب على المشاكل التي كادت تعصف بالفريق، ولا سيما حسن تصرفه في معالجة قضايا اللاعبين يوسف الثنيان ونواف التمياط وخالد التيماوي والحارس حسن العتيبي فضلاً عن تعاقدات النادي الناجحة التي وفرت للفريق لاعبين مهمين خلال الموسم الحالي كالحارس محمد الدعيع والمدافع احمد خليل والمهاجمين الكويتي جاسم الهويدي والبرازيلي سيرجيو والتعاقد مع المدرب الروماني يوردانيسكو صاحب الشهرة الواسعة في عالم الكرة. واعتبر الأمير بندر ان فوز الهلال بالكأس الآسيوية تتويج لجهود الهلاليين الكبيرة منذ بداية الموسم، واشار الى ان الهلال حقق انجازاً مهماً للكرة السعودية عموماً وأعاد سيطرتها على البطولات الآسيوية، ورفض ان يكون صاحب الفضل في تحقيق البطولة، مؤكداً ان دوره مماثل لدور اللاعبين والمدرب واعضاء شرف النادي الداعمين وجماهير الفريق، فهؤلاء جميعاً ساهموا في وصول الهلال الى زعامة الكرة الآسيوية. وكانت استعانة يوردانيسكو بلاعبه العجوز يوسف الثنيان في منتصف الشوط الثاني من اللقاء النهائي امام جوبيلو نقطة تحول في مسار اللقاء اذ ساهم الثنيان الملقب من جماهير فريقه ب"النمر" في قلب النتيجة، من تقدم لليابانيين 2-1 الى تقدم تاريخي للهلال 3-2. واثبت انه لاعب من فئة نادرة رغم تقدمه في السن. وساهم سامي الجابر في تحقيق احلام الهلاليين، وتمكن من صنع الهدف الذهبي الذي منح الهلال الكأس، وبرغم انه لم يحرز أي هدف إلا أن اختراقاته الخطيرة أعطت الهلال تفوقاً هجومياً. ولا يمكن لأنصار الفريق الازرق إغفال أدوار لاعبين مهمين كالحارس محمد الدعيع والمدافعين عبدالله الشريدة وأحمد خليل واحمد الدوخي ومحمد لطف ولاعبي الوسط خميس العويران ومحمد الشلهوب ونواف التمياط. وانطلقت احتفالات الجماهير الهلالية بالكأس الآسيوية مع انطلاق صافرة حكم اللقاء معلنة صحة هدف سيرجيو الذهبي. وامتلأت شوارع العاصمة السعودية بأرتال من سيارات المشجعين الذين فضلوا الاحتفال باللقب الآسيوي رقصاً وطرباً حتى الصباح وتبع آلاف المشجعين بسياراتهم الحافلة التي نقلت لاعبي الهلال الى مقر النادي في ضاحية العريجا. ما جعل ادارة النادي تفتح الابواب لدخول المشجعين والاحتفال داخل الملعب الرئيسي في النادي للحؤول دون الازدحام في الشوارع القريبة. وأعلن عدد من اعضاء الشرف الداعمين للنادي تقديم مكافآت كبيرة للاعبين، واستقبل الامير وليد بن طلال ونجله الأمير خالد لاعبي الهلال عقب حصولهم على الكأس الآسيوية، ومنحهم مكافأة قدرها 1.5 مليون ريال، ووعدهم بمكافآت أكبر في حال تأهلهم لبطولة أندية العالم