قالت أوساط ديبلوماسية عربية ان العام الحالي سيشهد تغييراً على رأس المنظمة العربية للعلوم والتربية والثقافة "الألسكو" التي يوجد مقرها في تونس وتعتبر واحدة من أهم أجهزة الجامعة العربية وأن محمد الميلي المدير العام للمنظمة الذي انتخب في أواخر سنة 1993 وتسلم منصبه في بداية 1994 ستنتهي ولايته في بداية العام المقبل 2001 بعدما قضى على رأس "الألسكو" 8 سنوات على دورتين كل دورة بأربع سنوات. وكان محمد الميلي وهو جزائري ووزير سابق وسفير سابق وصحافي سابق في تونس وفي الجزائر هو الذي عرض على المؤتمر العام تحديد مهام المدير العام بولايتين على الأقصى كل واحدة بأربع سنوات. واعتبر الميلي واحداً من أنشط الذين تولوا الاشراف على المنظمة العربية التي انتقلت من القاهرة الى تونس في سنة 1979 بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وقرار نقل الجامعة العربية الى العاصمة التونسية. وكان أول من أدار المنظمة المثقف المصري الدكتور عبدالعزيز المصري وذلك عند تأسيسها، ثم انتقلت ادارة الألسكو للسوداني الدكتور محي الدين صابر الذي أشرف عليها مدة 13 سنة بعضها في مصر قبل النقل وبعضها الآخر في تونس. ثم أحيلت إدارة المنظمة الى العراقي الدكتور مسارع الراوي الذي بقي على رأسها ثلاث سنوات وآلت بعد ذلك الى الميلي منذ كانون الثاني يناير 1994 والذي سيبقى في منصبه حتى آخر السنة الحالية. ووفقاً لدستور المنظمة فإنه لا يحق لدولة عربية من الدول الأعضاء تتولى حالياً إدارة المنظمة أن تقدم مرشحاً لدورة موالية، ما يعني أنه لا يحق في الانتخابات المقبلة للجزائر أن تقدم مرشحاً في انتخابات المدير العام الجديد. ويعتبر شهر نيسان ابريل 2000 الموعد النهائي لتقديم الدول العربية أعضاء ترشيحاتها لشغل المنصب باعتبار أن المجلس التنفيذي للمنظمة هو الذي ينظر في تلك الترشيحات قبل أن يحيلها على المؤتمر العام الذي ينعقد دورياً في أواخر شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل ليبت بوصفه أعلى سلطة قرار في المنظمة في المترشحين ويختار واحداً منهم. وحسب معلومات مصادر مقربة من المنظمة العربية فإن سورية هي التي قدمت رسمياً حتى الآن مرشحها لادارة المنظمة وذلك في شخص الدكتور عبدالله عبدالدائم الذي كان سبق ورشحته الحكومة السورية في سنة 1993، لكنه لم يفز بالمنصب الذي أسند وقتها الى الميلي. والدكتور عبدالدائم مثقف عربي معروف ومتخصص في العلوم التربوية إلا أن سنه التي تجاوزت السبعين لا تخدم كثيراً قضية انتخابه. وفي ما عدا الدكتور عبدالدائم فإن تونس ستتقدم بمرشحها الذي تشير أخبار شبه مؤكدة الى أنه الدكتور منجي بوسنينة الأستاذ الجامعي الذي تولى في السابق منصبي وزير التعليم ووزير الثقافة ويعتبر خبيراً في شؤون الإعلام خصوصاً في الفنون الجديدة للاتصال. ويبدو أن ليبيا والأردن سيقدمان مرشحين للمنصب أيضاً ولا يستبعد أن تقدم المملكة العربية السعودية مرشحاً عنها، غير أن شيئاً لم يظهر في شأن الأسماء المرشحة من قبل هذه الدول الثلاث.