صدر حديثاً في الدوحة عن "المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث"، كتاب "جدلية العجز والفعل في القصة القصيرة في قطر" لمؤلفيه الناقد حسن رشيد والدكتور مراد مبروك. يتناول الظاهرة الفنية والدلالية في القصة القصيرة القطريّة، من خلال تجارب جيل الرواد وجيل الوسط وجيل الشباب. ويقول المؤلفان ان اختيار نموذج القصة القصيرة في قطر دون غيرها من الاجناس الأدبية، يرجع الى ان القصة القصيرة في قطر تعد النوع الأدبي الذي شهد ازدهاراً وتطوراً ملحوظاً منذ أواخر السبعينات، وحتى نهاية التسعينات. ولعل هذا يعود الى المعركة النقدية القصصية التي رادها الدكتور محمد عبدالرحيم كافود في دراساته المتعددة حول القصة القصيرة في قطر، لأن الجنس الأدبي لا يتطور أو يزدهر بمعزل عن الحركة النقدية، وكذلك التطور الفني الذي لحق بالقصة القصيرة في قطر عند جيل الوسط في مرحلتي السبعينات والثمانينات، وظهور جيل من الشباب يحاول تثبيت أقدامه في الابداع القصصي. وقد اختار المؤلفان اللذان قسما الكتاب لدراستين، مسيرة القصة القصيرة في قطر منذ النشأة وحتى نهايات هذا القرن، لتكون نموذجاً للتطبيق على جدلية العجز والفعل، كأحد أنماط الانتاج القصصي العربي، وذلك من خلال اختيار ثلاث قصص لكل كاتب قصصي شرط توافق هذه القصص الثلاث مع جدلية العجز والفعل، ومراعاة اختيار النماذج القصصية التي تمثل مسيرة القصة القصيرة في قطر منذ السبعينات. وتم اختيار نماذج لجيل الرواد مثل يوسف النعمة وابراهيم صقر المريخي، وجيل الوسط مثل حسن رشيد وأم أكثم وكلثم جبر وندرة السعد وزهرة المالكي، وجيل الشباب مثل هدى النعيمي وجمال فايز ومحسن الهاجري وناصر الهلامي وراشد الشيب وأحمد عبدالسلام. وقد رتب المؤلفان هذه النماذج القصصية تبعاً للمراحل. وعنيت الدراسة الأولى لحسن رشيد بجدلية العجز والفعل في قصص التيار التقليدي في قطر، وذلك من خلال التطبيق على قصص كل من يوسف نعمة وابراهيم صقر المريخي وحصة العوضي ووداد عبداللطيف. وجاءت الدراسة الثانية عن القصة المعاصرة، للدكتور مراد مبروك، مكملة لسابقتها، وهي دراسة نصية في قصص التيار التجديدي في قطر. وقد تم التطبيق على قصص كل من حسن رشيده أم أكثم، كلثم جبر، نورة السعد، زهرة المالكي، هدى النعيمي، جمال فايز، محسن الهاجري، ناصر الهلابي، راشد الشيب، أحمد عبدالسلام.