نقلت وسائل الإعلام الفرنسية أخيراً أخباراً وتحليلات كثيرة عن احتمال ضم باريس سان جرمان الفرنسي لاعب وسط منتخب إنكلترا ديفيد بيكهام. وجزمت بعضها أن وفداً من مؤسسة قطر للاستثمار، التي تملك النادي الفرنسي، توجه فعلاً إلى لوس أنجليس، اذ يلعب بيكهام مع فريق لوس أنجليس غالاكسي، لبدء المفاوضات معه، سعياً إلى الفوز بهذه «الصفقة» بعد انتهاء موسم الدوري الأميركي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكان المدير الرياضي لفريق العاصمة الفرنسية البرازيلي ليوناردو صرح قبل أيام أن الباب مفتوح أمام بيكهام (36 سنة) للانضمام إلى سان جرمان، من دون أن يحسم الموضوع، ملمحاً إلى أنه عندما يفكر في إنكلترا يفكر في بيكهام. وتربط بيكهام (115 مباراة دولية – 17 هدفاً) علاقة جيدة بليوناردو الذي أشرف على تدريبه عندما انتقل النجم الإنكليزي إلى صفوف ميلان لفترة ستة أشهر على سبيل الإعارة خلال موسم 2009-2010. ولا يعارض الأخير الانضمام إلى صفوف سان جرمان الطامح إلى لعب دور أوروبي كبير، فضلاً عن بحثه عنه لقب الدوري المحلي الأول منذ عام 1994. ويدافع بيكهام (1.83م – 75 كلغ) عن ألوان لوس أنجليس غالاكسي منذ عام 2007 بعدما انتقل اليه من ريال مدريد في صفقة خيالية بلغت 250 مليون دولار أميركي. وقال ليوناردو في حديث تلفزيوني: «لقد دربته في ميلان ونسجنا علاقة جيدة، وعندما تراه كل يوم تكتشف أنه كالولد يتدرّب ويلعب كل يوم». وزاد: «انه شخص أقدره ومعجب به كثيراً وبقيمه وبكل شيء قام به لكرة القدم»، مجيباً في معرض ردّه على سؤال عما إذا كان باريس سان جرمان مهتماً بالتعاقد مع النجم الإنكليزي، قائلاً: «الباب مفتوح. إنه أكثر من لاعب كرة قدم، إنه ماركة مسجلة، إنه نجم بوب. إنه من الذين أفكر دائماً بالتعاقد معهم لأنه محترف يحترم القوانين ويستمع اليك ويتعاون جيداً ويريد الأفضل للفريق». وحمل بيكهام لقب الدوري الإنكليزي ست مرات مع مانشستر يونايتد آخرها عام 2003 ومع ريال مدريد عام 2007. ولم يستطع العودة إلى مستواه المعهود بعد إصابته بوتر أخيل خلال مباراة ميلان مع كييفو فيرونا (1 – صفر، 14/3/2010) ما منعه من خوض مونديال جنوب أفريقيا. ومن ذلك الوقت، يؤكد المدير الفني ل «منتخب الأسود الثلاثة» الإيطالي فابيو كابيللو أن لا مكاناً في المستقبل لبيكهام في صفوفه، علماً بأن «فتى البهار» لم يعلن بعد اعتزاله دولياً ويمنّي النفس بخوض الألعاب الأولمبية مع منتخب بلاده العام المقبل على أرضها، واضعاً خبرته ومهاراته في التصرّف. وفي الشتاء الماضي، تدرّب بيكهام مع توتنهام هوتسبرز القريب من منزله في ساوبريدج وورث. وقدمّ النادي الإنكليزي عرضاً لضمه رفضه غالاكسي. وأعلن هاري ريدكناب مدرب توتنهام أن «أذرعنا مفتوحة لاستقبال بيكهام إذا أراد الانتقال في تشرين الثاني»، لافتاً إلى أن خبرته «عامل مرجّح في الميدان لا سيما أن أسلوبه لا يعتمد على السرعة، وبالتالي يمكنه مجاراة الآخرين عبر إدارة جهده وتوظيف خبرته في وسط الملعب»، وخلص إلى القول: «بيكهام يساوي وزنه ذهباً». كما أن كوينز بارك رينجرز الصاعد حديثاً إلى الدرجة الإنكليزية الممتازة «يطرح شباكه لهذا الصيد الثمين». ورفض مدربه نيل وارنوك استبعاد استقدام قائد منتخب إنكلترا السابق إلى صفوفه، مشيراً إلى أن قدومه إلى ملعب لوفتوس رود غير مستبعد «فمنذ أسابيع لم أكن أحلم بضم جوي بارتون، لذا لن أستبعد أي فرضية أخرى». وأضاف لصحيفة «دايلي تيليغراف»: «يملك الرئيس فكرة معينة: لماذا القبول في المراكز الوسطية طالما يمكنك بلوغ القمة؟ إنه رجل أعمال ذكي للغاية»، وذلك في معرض تعليقه على تلميح رئيس النادي طوني فرنانديس بضم بيكهام، الذي يخوض موسمه الأخير مع غالاكسي. عموماً، نشط الفريق الباريسي كثيراً في سوق الانتقالات مدعوماً من شركة قطر للاستثمار التي اشترت الغالبية العظمى من أسهمه، وأنفق رقماً قياسياً فرنسياً في التعاقدات بلغ 80 مليون يورو، منها 42 مليوناً لضم النجم الأرجنتيني خافيير باستوري من باليرمو الإيطالي. وفي حال أبصرت صفقة بيكهام النور ونقلته إلى «عاصمة النور»، فإن الغاية الأساس من هذا «الاستثمار» تسويقية وترويجية، ستشع في جادة «مونتينو». وبالتالي لا يجد المالكون غضاضة في منح بيكهام راتباً سنوياً يعادل على الأقل ما كان يتقاضاه في غالاكسي (4.5 مليون يورو)، خصوصاً أن أهداف النادي الفرنسي من ضم النجم الإنكليزي لا تختلف عن نظيرتها الأميركية التي بحثت عن آفاق وأرقام إعلانية مغرية خارج المستطيل الأخضر، وهي تشكل جزءاً من الأهداف الباريسية الاستراتيجية، لا سيما في السوق الآسيوية الخصبة التي طرق أبوابها ريال مدريد حين ضم بيكهام، إذ مثلت وجهة مجزية نظراً إلى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها، والتي تجعل مالكي الأندية المقتدرين يغضون الطرف عن تراجعه الفني بفعل العمر ومشاركة في بطولة لا تقاس بالمستويات الأوروبية التي يسعى خلفها النجوم الطامحين إلى تثبيت مواقعهم في صفوف منتخباتهم. وهذا ما هدف اليه بيكهام حين لعب موقتاً تحت ألوان ميلان ويخطط له ربما في فرنسا أو إنكلترا. وطبعاً ستجد زوجته فيكتوريا في الخطوة المقبلة سوقاً مزدهرة لمشاريعها وتلقف أخبارها، علماً بأن «آل بيكهام» خبر ساخن حتى إشعار آخر.