لم يتمكن فاروق القدومي "أبو اللطف" وزير خارجية منظمة التحرير الفلسطينية المقيم في تونس من زيارة لبنان قبل اسابيع على رغم وجوده يومها في دمشق وعلى رغم الاجتماعات التي عقدها مع كبار المسؤولين السوريين والتي تناول البحث فيها الى عملية السلام وتطوراتها، الوضع الفلسطيني في لبنان في ضوء التوتر الذي نشأ بين السلطة وفلسطينيي مخيم عين الحلوة الجنوبي غير الخاضع لسلطة الدولة اللبنانية وسيادتها وتحديداً حركة "فتح" صاحبة اوسع وافضل حضور جماهيري فيه. ولم تسهّل سورية الفاعلة الوحيدة في لبنان او بالاحرى لم تتدخل في موضوع زيارته لا سلباً ولا ايجاباً، نظراً الى ثقتها بالسلطات اللبنانية والى اشتراكها واياها في النظرة الحذرة واحياناً "الشكاكة" في دوافع تحركات فلسطينيالجنوب الفتحاويين وفي اهدافها فضلاً عن خلفياتها وابعادها. وقد يكون من الاسباب البارزة لعدم تشجيع الحكومة اللبنانية القدومي على القدوم الى لبنان من خلال التأكيد بأنه لن يتمكن من الاجتماع بمسؤولين لبنانيين رد الفعل السلبي للسلطة الوطنية الفلسطينية على ممارسة الدولة اللبنانية سيادتها بإصدار احدى محاكمها حكماً غيابياً بإعدام العقيد سلطان أبو العينين امين السر العام لحركة فتح في لبنان ومحاولته تحريك بعض العرب وجهات اوروبية للضغط عليها بحجة انها تحاصر مخيمات الجنوب وتعرض سكانه من اللاجئين الفلسطينيين الى اقسى انواع القهر. الا ان القدومي تمكن بعد ذلك من زيارة بيروت ومن الاجتماع برئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ومن عقد لقاءات تشاورية مع عدد من الشخصيات والمنظمات الفلسطينية. وقد يكون الهدوء الذي ساد الوضع الفلسطينيالجنوبي وساهم في جعل الزيارة والاجتماع ممكنين طبعاً مع ابتعاد السلطة الوطنية الفلسطينية عن متابعة سياسة التحدي التي مارستها ربما لعدم نجاحها في تحقيق اهدافها. "الوسط" التقت القدومي خلال زيارته القصيرة للعاصمة اللبنانية وحاولت الخروج من اللقاء بمعلومات وتحليلات ومعطيات تلقي الضوء على ما يجري على الساحة الفلسطينية في الداخل والخارج وبين فلسطينيي الدولة المرتقبة واسرائيل وبينها وبين سورية لكنها لم تنجح الا في الحصول على مقابلة ضمَّنها رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير عصارة 50 سنة من العمل الديبلوماسي. في ما يتعلق بالوضع داخل المخيمات في جنوبلبنان والاشكالات التي حصلت داخلها، خصوصاً بين "فتح" والسلطة اللبنانية، هناك وجهتا نظر، واحدة تقول ان المخيمات بؤر امنية تضم خارجين على القانون اللبناني. وأخرى تقول ان الرئيس ياسر عرفات يستعمل هذه المخيمات اولاً للاستعلام وثانياً للتحضير في حال انسحبت اسرائيل بشكل آحادي لكي يشكل الفلسطينيون في الجنوب ضماناً امنياً لها. ما رأيك في هذا الموضوع وما هي الحلول؟ - لا بد ان نضع في اعتبارنا ان الوجود الفلسطيني في لبنان هو وجود قهري بسبب الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية. وقد شكل مشكلة للبنان ومشكلة للفلسطينيين انفسهم لأن اللجوء بحد ذاته هو مشكلة نظراً الى ما رتبه من مشاكل معيشية للشعب الفلسطيني. ولذلك نحن نصر على ان يعود الفلسطينيون الى ديارهم من دون قيد او شرط. لن تكون المخيمات الفلسطينية مطلقاً جزراً امنية في لبنان. اما الوجود الفلسطيني المسلح فكان بناء على اتفاق مسبق هو "اتفاق القاهرة". وقد تم الاتفاق في التسعينات على تسليم الاسلحة التي بقيت لدى الفلسطينيين بعد الهجوم الاسرائيلي على لبنان العام 1982 وخروج المقاومة الفلسطينية منه. وقد سلمت الاسلحة الثقيلة والمتوسطة الى الجيش اللبناني وبقيت بعض الاسلحة الخفيفة. لكن هناك مبالغة تتعلق بالوجود الفلسطيني وبالسلاح الفلسطيني الذي كان دائماً سلاح المقاومة. ولهذا السبب نحن نستغرب مثل هذه التفسيرات التي يراد بها التشكيك في الوجود الفلسطيني. نحن في المقاومة الفلسطينية اوقفنا نشاطنا العسكري في لبنان لأن مقاومة لبنانية نشأت ولأننا لم نشأ ان نثير المشاكل للبنان. لذلك فإن السلاح الفلسطيني هو عبارة عن عدد قليل وخفيف موجود في المخيمات منذ سنوات. تردد الكثير عن عمليات تدريب حصلت من جانب "فتح" وعن استعدادها لتسليم عين الحلوة. وهذا الكلام السياسي ثبتته الفصائل الفلسطينية المعارضة ل"فتح" والموجودة في المخيمات. - ليس صحيحاً ما يقال. لقد شعرنا ان هناك مسائل امنية حصلت وقتل فيها العديد داخل المخيمات. ومنذ سنوات منذ ان كنت آتي الى لبنان، كنت احاول ان اجمع الجميع في هذه المخيمات من كل المنظمات الفدائية، خصوصاً المنظمات التي تنضوي تحت راية منظمة راية التحرير حتى لا يكون بينها اي خلاف. وان يركز الجهد الفلسطيني في هذه المخيمات وفي هذه المرحلة على المسائل المعيشية. وأعتقد بأننا وفقنا الى حد كبير، وهذا هو الهاجس الاساسي الذي كان لدى القيادة الفلسطينية والذي توليت انا بنفسي محاولة معالجته. ولا اعتقد بأن الاخوة في الداخل لهم علاقة بذلك، باستثناء الاموال التي تأتي الى المخيمات ولأن الاخوة فيها بحاجة ماسة الى الرواتب والمخصصات الشهرية. ولا اعتقد بأن هناك نيات لأي فريق من الفرقاء ومن المنظمات الفلسطينية لا سمح الله، للسير في توجه آخر. نحن نعمل من اجل العودة الى فلسطين. كل هذه الاخبار غير صحيحة. هذا المخيم محدود عين الحلوة فأين هي ميادين التدريب وميادين الرماية. الفلسطينيون بطبيعتهم يلبسون "الكاكي"، خصوصاً في المخيمات، وكما قلت هذا السلاح قليل والتدريبات ليست في الواقع تدريبات. ولكن من حمل السلاح يقال عنه انه بالفعل جندي في هذا المجال، على رغم ذلك نحن حريصون كل الحرص على الامن اللبناني وعلى السيادة اللبنانية ونحترم القضاء اللبناني حقيقة، لكن يجب ان يؤخذ في الاعتبار اننا لسنا مواطنين في لبنان وهذه اعتبارات لا بد من اخذها في الحسبان. لماذا برأيك حصلت ردتا فعل عنيفتان: اولهما من السلطة اللبنانية في قضية الحكم على سلطان أبو العينين، واعتقال آخرين. وأخرى من السلطة الفلسطينية عندما حاولت تعبئة الجامعة العربية والمجتمع الاوروبي ضد لبنان. - لم تبحث الجامعة العربية هذه المشكلة ولم تقدم السلطة الوطنية الفلسطينية شكوى اليها ابداً. الا انها اخبرت الجامعة العربية باعتبار ان جميع العرب منضوون تحت رايتها، حتى اذا وجه اي سؤال تكون جاهزة للأخذ والعطاء. وقد ارسل كتاب الى الجامعة العربية بشكل غير رسمي وعن كل ما يدور، حتى لا نقع في فخ الصحافة. وطلبت الا يكون هناك اي تدخل في عمل الامين العام للجامعة، فهو قام بعمله بسبب نشوء مشكلة ومن واجبه ان يسأل. ولكن لم تقدم شكوى من جانبنا ابداً ولم تطرح على الجامعة العربية. الامين العام فقط. اما الوسط الدولي فأين هو الوسط الدولي المتدخل في ذلك. نحن لم نطلب من احد ان يتدخل. هذه مسألة خاصة بيننا وبين لبنان وتعودنا باستمرار ان نحل كل مشكلة طارئة بيننا وبين اشقائنا اللبنانيين في غرف مغلقة. وسبق ان صرحت مراراً وتكراراً في العهد الماضي والعهد الحالي اننا نلجأ الى هذه الوسائل لحل كل المشاكل التي تنشأ. لماذا اتخذت الدولة اللبنانية مثل هذه الخطوات في رأيك؟ - حتى الآن ليس لدي تفسير لهذا. وأرجو بكل اخلاص ان نحل هذه المشكلة بشكل اخوي. لان اي تهم توجه الى اي فلسطيني تأخذ طابعاً اجماعياً لا فردياً، على عكس ما يحصل مع اللبنانيين. اذ لو اعتقل اخ لبناني لا يأخذ ذلك الطابع الجماعي، لكن بالنسبة الى الفلسطينيين ولأن لهم طابع خاص، فإن اي تهمة توجه الى فرد منهم تعمم كأنها على المجموع، وهذا ما نريد ان نتجنبه. أبو العينين ليس فرداً، انه مسؤول، وعندما حصل هذا الاجراء بحقه، رقّاه أبو عمار من عقيد الى عميد. - الترقية سابقة لأوانها. ولكن مع الاسف اعلنت في ذلك التاريخ واسيء تفسيرها. اتصالاتك المستمرة مع الدولة اللبنانية لتحسين الشؤون الاجتماعية والمدنية للفلسطينيين لم تسفر عن نتيجة ايجابية حتى الآن، ما هي العقبات التي تحول دون ذلك؟ - لبنان الشقيق يمر في ظروف استثنائية وصعبة للغاية، خصوصاً بعد هذه الحرب الطويلة، والاحتلال للجنوباللبناني. وفي الوقت نفسه، كان لحرب الخليج اثر كبير على كل البلدان العربية، مثل لبنانوفلسطين ومصر وسورية وغيرها. كان الخليج مورداً اساسياً لكثير من العاملين فيه. ولهذا السبب نقول ان الضائقة المعيشية التي تعاني منها المجتمعات العربية، خصوصاً التي مرت بحروب كلبنانوالاردنوفلسطين اوصلت الى مثل هذه الاوضاع وانعكست على الوضع السياسي. لذلك نحن نقدر كل التقدير الظروف اللبنانية ونقول انه اذا حصلت بعض المشاكل الطارئة فلا بد من حلها بصورة اخوية حتى نتجنب في هذه المرحلة الصعبة حيث نمر نحن بتسوية سياسية ونتجنب اي مضاعفات لأننا بحاجة الى التضامن العربي والى العمل العربي المشترك لنقف في وجه التعنت الاسرائيلي. لننتقل الى سورية، كيف تصف العلاقات بين منظمة التحرير وسورية؟ ولماذا لم تنجح المحاولات التي قيل انك تقوم بها لترتيب لقاء بين الرئيس الأسد والرئيس عرفات؟ - لقد نجحت مراراً. وتمت مقابلة في اللاذقية على مستوى القمة وجاء الاخ ابو عمار الى اللاذقية، وكان هناك اجتماع آخر في طهران اثناء انعقاد المؤتمر الاسلامي. وكان ذلك بعد أوسلو. لذلك نقول بالحرف الواحد ان سورية قالت عندما عرضت عليها أوسلو في وقت متأخر ان هذا امر راجع للفلسطينيين. واذا استشرتمونا، فلا بد ان تعطونا اسبوعين من اجل رأينا. ولكن وقعت أوسلو قبل ذلك، وقال الاخوة السوريون اننا لن نقول اننا مع أوسلو او ضد أوسلو، فهذا امر يخص في البداية الفلسطينيين اي منظمة التحرير والمنظمات الفدائية الاخرى فهي المعنية بالدرجة الاولى. ثم تم التوقيع. وكنا ننسق مع البلدان العربية الاخرى وبعد أوسلو انتهى التنسيق العربي. وهذا هو الخطأ الذي ارتكبه الطرف الفلسطيني. أي الانفكاك عن التنسيق العربي والقبول بالتفاوض على الارض. هذا هو السبب الاساسي للخلاف بين السلطة الوطنية وسورية، وأنت تعرف اننا من الناس التي وقفت ضد أوسلو. السلطة الوطنية ليس لها علاقات مع سورية لأنها اندمجت في أوسلو. من اندمج في أوسلو ليس له علاقات مع سورية ومن لم يندمج في أوسلو له علاقات. أليس هذا نوعاً من توزيع الادوار؟ - لا اعتقد. لا المواقف هي مواقف مبدئية ولا يجوز التلاعب في قضية وطنية مثل هذا. والا وسمنا بالعار. الحملة السورية على السلطة الوطنية الفلسطينية من اسبابها ان الرئيس عرفات، عندما يرى امكانية لبدء المفاوضات على المسار السوري يخشى ان يهمش المسار الفلسطيني فيتحرك انطلاقاً من اقتناعه باستحالة العمل في زمن واحد على هذين المسارين. - هذه كلها ظنون وشكوك لا يجوز ان نبني سياستنا عليها. فالاخ أبو عمار رحب بالخطوة التي اعلنها الرئيس كلينتون لبدء المفاوضات السورية - الاسرائيلية، وقال ان هذا نصر للعرب. ما هي توقعاتكم عن المسار السوري - الاسرائيلي بعد الاعلان عن بدء استئناف المفاوضات؟ - ارجو نجاح هذا المسار، لأن ذلك يعني ان العرب في النهاية وبعد ذلك سيركزون جهودهم على المسار الفلسطيني اذا لم يحصل اي تقدم عليه. واعتقد بأن الهدف الاساسي لاسرائيل هو استعادة الضفة الغربية، استعادة الارض الفلسطينية اولاً وآخراً. وقد قلنا ذلك منذ البداية قبل ان تبدأ أوسلو. ولهذا السبب فإن اي تقدم على اي مسار عربي يخدم المسارات العربية الاخرى. وكنا نتمنى ان نسير معاً، لكن مع الاسف الشديد جاءت أوسلو من اجل ان نفترق. كيف ترى الآن المسار الفلسطيني؟ - ما يجري على المسار الفلسطيني ليس مفاوضات بل "اكروبات" اسرائيلية، ان صح التعبير، فالاسرائيليون يوقعون اتفاقاً ويأتي حاكم آخر او مسؤول آخر فيرفضه فنعود ونتفاوض مرة اخرى على الاتفاق نفسه، ومع ذلك لا ينفذون. واذا نفذوا فلا ينفذون بأمانة، وقد قسمت المفاوضات الفلسطينية الى قسمين. المفاوضات المرحلية او الجزئية لمدة سنتين والمفروض ان يعود خلال هاتين السنتين 750 ألف نازح فلسطيني من الضفة الشرقية اي من الاردن ومن مصر. وان يعاد الانتشار في 90 في المئة من الارض الفلسطينية في الضفة الغربية وان تسلم 37 ادارة. ولم يتم ذلك حتى هذا التاريخ اي بعد 6 سنوات وانقضاء الفترة كلها. وكان من المفروض ان تبدأ مفاوضات الحل النهائي حول المفاوضات الاساسية الخمسة حول اللاجئين والمستوطنات والقدس والمياه والحدود في نهاية السنة الثانية. ومضت السنوات الخمس ولم تحل ونحن ما زلنا في المرحلة الانتقالية. هل تتوقع اتفاق - اطار في شباط فبراير المقبل؟ - كل شيء جائز، للأسف الشديد، وهذا لا يدل على ان اسرائيل نفذت ما وقعت عليه، فضلاً عن انها لم تلتزم بالاسس التي قامت عليها التسوية السياسية، أي الارض في مقابل السلام. وكان من المفروض ان تنسحب لا ان تعيد انتشارها. وهذا هو اعتراضي الاساسي على كل الاتفاقات التي عقدت. ما هو الخيار الذي يمكن اللجوء اليه، او الذي يملكه عرفات في حال لم تعط كل هذه المفاوضات نتيجة؟ - لا يستطيع ان يعود الى الوراء لأنه موجود الآن داخل الارض الفلسطينيةالمحتلة. والخيار صعب في حقيقة الامر، باستثناء ان يعلن فشل هذه المفاوضات وان اسرائيل لا تريد السلام. هل يمكن ان يعلن ذلك؟ - كل شيء ممكن في هذا العالم. هل تعتقد بأن وثيقة أبو مازن - بيلين قد تكون اساساً لمفاوضات الحل النهائي؟ - لا اعتقد بأن مثل هذه الوثيقة التي نفاها الاخ أبو مازن قد تكون اساساً لأي حل دائم في المرحلة القادمة. ما هو الحل الذي قد يحصل لمشكلة اللاجئين؟ - عودة اللاجئين الى ديارهم او التعويض للذي لا يريد ان يعود. هذا ما يجب ان يحصل. لكن برأيك ماذا يمكن ان يحصل؟ - يجب ان نصر على عودة اللاجئين ولا يجوز لنا في اي حال من الاحوال ان ننظر في حل آخر، فكما قلت لمندوب روسي جاء هذا الصباح، غورباتشوف فتح باب الهجرة اليهودية لاسرائيل وتريدون لليهودي الروسي ان يكون في بيتي انا؟ انا كنت اعيش في يافا فكيف اسمح لليهودي القادم ان يعيش في بيتي وأبي وجدي عاشا معاً في هذا البيت ولا يسمح لي بذلك. معنى ذلك ان اتنازل عن حق من حقوقي وهو حق انساني لا يجوز ولا يحق لقائد او لمسؤول او حكومة او بلد ان تحرم الفرد منه. لنرجع الى لبنان، هل لديك صيغة معينة لترتيب الوضع الحالي للمخيمات الفلسطينية، خصوصاً في الجنوب. وهل بحثت ذلك مع الدولة اللبنانية. قيل ان هناك ضرورة لقيام مرجعية مدنية لفلسطينييلبنان تتعاطف معها الدولة. ما رأيك في ذلك؟ - المرجعية المدنية امر ضروري حتى نتجنب في المستقبل اية مشاكل قد تنشأ. لان هذه الجالية الفلسطينية التي تبلغ مئات الآلاف تحتاج الى رأس يعترف به الحكم اللبناني. على الدولة اللبنانية ان تقر بضرورة وجود وسيلة شرعية للتفاهم مع هذا الرأس او هذه المرجعية المدنية. وحتى لا تكون الاشاعات والتقارير المخبرية هي الاساس لذلك او الشكاوى من هنا وهناك. ثم لا بد ان يرتاح الفلسطيني ويشعر ان لديه الحقوق الانسانية. فنحن بالفعل ارتحنا عندما اتخذ فخامة الرئيس اميل لحود ودولة الرئيس سليم الحص القرار بالنسبة الى الوثيقة الفلسطينية، اذ اراحا الفلسطينيين كثيراً. وكانت هذه نقلة في العلاقات الفلسطينية - اللبنانية. وارتاح الفلسطينيون. وهذه الامور تبعد احتمالات وجود نزعة عدوانية او نزعة شريرة عند الانسان، خصوصاً عندما تتوافر له الحقوق الانسانية. لأن انعدام الحقوق الانسانية هو الذي يبعث في النفس الشرور. هل وافقت الدولة اللبنانية على هذا الموضوع؟ - نأمل املاً كبيراً ان تدرس هذا الموضوع الحكومة اللبنانية وتجد الطريقة والوسائل معنا من اجل التخلص من كل الآثار التي تركتها التجربة السابقة على المخيمات الفلسطينية لأن ذلك يجعل الفلسطيني يشعر انه يعامل كانسان. وهذه في حقيقة الامر الطريق الى قلوب الفلسطينيين في لبنان وخارجه. حتى الآن لم يقرر اللبنانيون، ولكن لو قرروا ان تكون المخيمات الفلسطينية بتسلمهم مباشرة مع وجود مخافر وما الى ذلك، هل يقبل الفلسطينيون هذا الامر وهل يوافقون على تسليم السلاح؟ - اولاً يجب ان يكون معروفاً لدينا اذا كانت المشاكل المعيشية التي يعانيها الفلسطينيون قد حلت، عندها اعتقد جازماً بأن كل شيء يحل، ونحن منذ البداية نقول اننا لا يمكن ان نمس السيادة اللبنانية فهذه الارض سيادتها للبنان، وهذا مقدس بالنسبة الى الفلسطينيين. ثم اننا نحترم القضاء، والقانون وهذه هي شريعتنا لأننا لسنا مواطنين، لسنا مواطنين، لسنا مواطنين. نحن لاجئون، وهذه حالة خاصة ونرجو من اخوتنا واشقائنا في لبنان ان يعاملونا بهذه الصفة.