ان ميزان القوى العالمي الحالي يشبه الى حد بعيد ميزان القوى بعد انهيار المانيا واليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية. ففي عام 1945 كانت الولاياتالمتحدة الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك السلاح النووي وهذا ما منع ستالين من اجتياح بقية القارة الأوروبية. وكان من أول اهداف القاء القنابل النووية على هيروشيما وناغازاكي توجيه رسالة غير مباشرة الى الاتحاد السوفياتي كما يقول المؤرخون. وقد اضطر الاتحاد السوفياتي آنذاك، لأن يتنازل عن كثير من الاشياء لصالح الولاياتالمتحدة، حتى تغيرت الاوضاع عام 1953 عندما استطاع الاتحاد السوفياتي وبمساعدة الجواسيس من اختلاس اسرار القنبلة النووية وتصنيعها، ثم لحقت بالاتحاد السوفياتي دول مثل فرنسا والصين فنشأ ما يسمّى "سياسة الرعب المتبادل". وما اشبه الأمس باليوم: فالولاياتالمتحدة اليوم تنفرد بامتلاك صواريخ "كروز" و"توماهوك" التي يتم التحكم بها عن بعد وتصويبها بدقة بالليزر والاقمار الصناعية، ناهيك بصواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ. وحسب اعتقادي لا يوجد اي دول اخرى تمتلك مثل هذه المنظومة. لذلك فان روسيا والصين تشعران بالقلق وستحاولان بكل الوسائل امتلاك انظمة صواريخ مشابهة. ولكن في ظل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والاخلاقي في روسيا فإن هذا سيستغرق عشر سنوات على الأقل. من اهم اخطار الحرب بالريموت كونترول ان الولاياتالمتحدة غير مضطرة لخسارة اي جندي اميركي ما يخفف من ضغط الشارع والاعلام الاميركيين، على عكس ايام حرب فيتنام عندما خسرت الولاياتالمتحدة الآلاف من الجنود الاميركيين.... على الدول العربية ان تتعامل مع هذا التطور العسكري الخطير بوعي وحنكة وصبر حتى تتمكن دول اخرى من انتاج اسلحة مشابهة او منافسة يستطيع العرب شراءها ومقاومة اميركا بها، لأن هذه الاسلحة الخطيرة بيد اسرائيل والولاياتالمتحدة تستطيع ان تدمر مئة منشأة عسكرية واقتصادية مهمة في اي بلد عربي خلال ايام، كما حدث مع القطر العراقي. بسام نصري الخوري - المانيا