عزا مراقبون اعلان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تطبيق الشريعة الاسلامية الى تفاعلات الانتصارات التي حققتها حركة "طالبان" التي باتت تسيطر على 95 في المئة من الأراضي الافغانية. فقد هدد الملا صوفي محمد زعيم ملاكند قرب بيشاور التي شهدت اضطرابات عنيفة خلال السنوات الماضية بسبب الاصرار على تطبيق الشريعة باصدار فتوى لأتباعه بالهجرة الى افغانستان حيث اخوانهم الطالبان اذا لم يطبق النظام الاسلامي في باكستان، وعقد اتباع طائفة البانجبيرية السنية اجتماعاً وعدوا فيه بإرسال اتباعهم لمساعدة "طالبان" في افغانستان. ووعد الدكتور اسرار احمد الذي يعد احد منظّري برنامج تطبيق الشريعة الاسلامية الذي اقترحته حكومة نواز شريف بأن ينطلق جيش من باكستان وأفغانستان "لتحرير ايران ثم بيت المقدس". وكانت هتافات انطلقت في احد الاجتماعات بحضور نواز شريف اعتبرته "اميراً للمؤمنين". ومعلوم ان "طالبان" درسوا وتدربوا في المدارس الباكستانية، خصوصاً مدارس "مولانا فضل الرحمن" ومدارس "مولانا سميع الحق". وانضم اليهم عدد كبير من "الطالبان الباكستانيين". وتشرف "طالبان" على تدريب عدد كبير من الباكستانيين، خصوصاً اتباع "جيش الصحابة"، وكذلك الفصائل الكشميرية التي تطالب بالانفصال عن الهند. وبدأت "طالبان" تشق طريقها الى كشمير الهندية عبر المساعدة التدريبية والفكرية التي تقدمها للثوار الكشميريين، الامر الذي ربما صبغ الوادي الكشميري بطابع طالباني خاص يتمثل في اصدار الأوامر للسيدات الكشميريات بلبس الحجاب وتغطية الوجه، وحديث الناس عن الجهاد وليس عن الحرية كما عرفت كشمير، الامر الذي وصفه قائد الجيش الهندي في. بي. مالك بأنه "اتجاه خطير". ويبدو ان الكشميريين لا يخفون اعجابهم بطالبان، اذ ان احد الفصائل الكشميرية سمّى نفسه "طالبان كشمير". وقال احد قادة الاحزاب الكشميرية وهو عبدالغني لوني اذا ارادت "طالبان" مساعدة الكشميريين فنحن نرحب بهم. وذكر الحاكم الهندي لكشمير الجنرال جيريش ساكسينا ان تخطيطاً مسبقاً قد وضع للحيلولة دون تسرب كوادر "طالبان" من افغانستان. وأوضحت اوساط امنية هندية ان قواتها قتلت منذ كانون الثاني يناير الماضي 200 من الاجانب الذين يقاتلون الى جانب الفصائل الكشميرية، وربما كان مرشد الثورة الايرانية حين حذر من حرب اقليمية يشير الى هذه التطورات لجر الهند الى مواجهة، وهو ما تخشاه ايضاً باكستان. لكن الهند تخشى بدرجة اكبر من دخول العامل الافغاني الصراع بينها وبين باكستان، لا سيما ان الافغان سيطروا مرات عدة على الهند وحكموا كشمير، وهذا يثير قلق الهند من ان يعيد التاريخ نفسه.