للوهلة الأولى، قد لا تبدو مهمتها سهلة جداً من الناحية التسويقية النظرية. فعندما عرضت آودي نموذجها الرياضي الصغير "تي تي" TT في معرض فرانكفورت خريف 1995، كان كل من الصانعين الألمان الآخرين يعد العدة لإطلاق موديله في هذا القطاع تحديداً، وخلال الأشهر التالية. ولم تكد آودي تعلن أوائل 1996 إتخاذ قرار إنتاج "تي تي" حتى كانت بي إم ف بدأت فعلاً تسويق رودستر "زد 3"، بينما كانت بورشه ومرسيدس-بنز تستعدان لإطلاق موديليهما المنافسين في القطاع ذاته، "بوكستر" و"إس إل كاي" على التوالي، في خريف السنة ذاتها. هل تأخّرت "تي تي"؟ لا شك في أن "لعبة" آودي الجديدة لا تشق الطريق في هذا القطاع، فقد سبقها آخرون الى الأسواق، ومنذ سنتين. لكن، ألا تكمن في هذا الجانب تحديداً نقطة قوة الموديل الذي سيبدأ تسليمه الخريف المقبل؟ لعل أكثر ما يثير الإعجاب بكل من تلك الموديلات هي قوة شخصية كل منها. في "زد 3" تجد النزعة الحنينية الى الماضي، وفي "إس إل كاي" مزيج أكثر عصرية في الشكل فينحصر الجانب الحنيني في العلاقة بين السيارة ومالكها، مع ذاك الغطاء المعدني القابل للكشف كهربائياً، والذي يوازي سيارة لوحده. ثم تختلف التجربة تماماً في "بوكستر"، في شكلها التصميمي وفي إنتمائها الى ماركة متخصصة في قطاع السيارات الرياضية دون سواه، ومع النزعة العصبية المعروفة في الترتيب المسطح للأسطوانات الست. وعوضاً عن الشعور ببدء "الإزدحام" في هذا القطاع، تمثّل "تي تي" نسمة هواء جديدة. فمنذ عرض النموذج، إنتزع التصميم مكانته الخاصة في الأذهان. أضف الى ذلك صورة الأناقة المرهفة التي تتميّز بها ماركة آودي، مع ريادتها التقنية المعروفة في تكنولوجيا المحرّكات وأمزجة المعادن وأنظمة التعليق، وخصوصاً الدفع الرباعي في فئات "كواترو"، فيزول إنطباع "الإزدحام" الذي يبدو للوهلة الأولى من الناحية التسويقية. ل"تي تي" مكانتها مثلما لكل من الموديلات الثلاثة الأخرى مكانته في الأسواق. أليس هذا أساس تميّز الموديلات الألمانية عن سواها في زمن فتور التشابه التصميمي تحت عنوان "العولَمة"؟ تقنياً، ستتوافر رياضية آودي الجديدة بخيارَي الدفع الأمامي وحده، أو الرباعي وحده في "تي تي كواترو"، مع علبة يدوية بنسب أمامية ست. وسيعتمد الموديل المبني على قاعدة الجيل الجديد من فولكسفاغن مالكة آودي "غولف"، محرّك الأسطوانات الأربع المتسع ل8.1 ليتر 5 صمامات لكل أسطوانة والمعروف في موديلات أخرى في المجموعة. وسيتوافر محرّك "تي تي" في صيغتين مشحونتين توربينياً، قوة أولاهما 180 حصاناً وعزم دورانها 235 نيوتون-متر وعلى مدى يمتد من 1950 الى 4700 د.د.، بينما سترتفع قوة الثاني الى 225 حصاناً وعزمه الى 280 ن-م من 2200 الى 5500 د.د. بفضل إعتماد مبادلَين حراريين Intercoolers لتكثيف الهواء بتبريده قبل دخوله الى المحرّك. وستبلغ السرعة القصوى في الفئة الأقوى أقراص كبحها الأربعة مهوّأة 243 كلم/ساعة 4.6 ثانية من صفر الى 100 كلم/س، و225 كلم/س في فئة ال180 حصاناً 4.7 ث بين صفر و100 كلم/س. أما تجهيزات الحماية فستضم وسادتين هوائيتين مواجهتين وأخريين مجانبتين للسائق والراكب الأمامي، علماً بأن الفئتين ستجهّزان أساساً بمانع الإنزلاق الكبحي ABS مع نظام إلكتروني لتوزيع قوة الكبح بين العجلات الأربع EBD، وبمانع الإنزلاق الدفعي ASR في الفئة الأمامية الدفع. وخلافاً لموديلات الرودستر الأخرى، ستتسع مقصورة كوبيه "تي تي" لراكبين خلفيين أيضاً لا تتوقع منهما رحابة قصر يلدز في هذا القطاع مع إمكان طي ظهر المقعد الخلفي كلياً أو جزئياً. ويبلغ طول هيكل السيارة 04.4 متر وعرضها 86.1 متر. وستُباع "تي تي" كوبيه في ألمانيا بعد الضرائب لقاء 52800 مارك دفع أمامي، 180 حصاناً أو 62 ألفاً كواترو مع 225 حصاناً. ويُشار الى أن الصانع سيُطلق فئة كابريوليه بغطاء قابل للكشف خلال السنة التالية