لم تتضح الصورة، بعد، في شأن الحالة الصحية لسندريللا السينما العربية سعاد حسني، المعلومات المتوافرة تشير الى أنها في تحسن مستمر، وتستجيب للعلاج المكثف الذي خضعت له في الأشهر الأخيرة، وأنها تمارس حياتها بشكل طبيعي في ظل حالة نفسية جيدة لم تعرف أفضل منها منذ دخولها في دوامة المرض قبل عشر سنوات تقريباً. ومع هذا فلا أحد يعرف على وجه الدقة متى تنهي "السندريللا" رحلة علاجها الطويلة، وتعود الى القاهرة، وما اذا كانت هذه العودة الى مصر سوف تكون مصحوبة بقرار ينتظره الجميع من جانب سعاد حسني بإنهاء عزلتها واستئناف نشاطها الفني. وعلى رغم أن سعاد حسني لم تفصح لأحد عما تنوي فعله في الفترة المقبلة، أو فلنقل انها ترجىء ذلك لحين انجلاء الصورة من الناحية الصحية، فإن زملاءها الفنانين لم يتوقفوا عن محاولاتهم إخراجها من تلك العزلة الطويلة. الفنان حسين فهمي صديقها القديم منذ أيام فيلم "خللي بالك من زوزو"، كان أول قرار اتخذه، بصفته رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي خلفاً للراحل سعد الدين وهبة، تكريم سعاد حسني في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقد أكد أنه حصل على موافقتها المبدئية على حضور حفلة التكريم، وأنه لن يتركها تتراجع عن هذا الحضور و"مقابلة جمهورها الذي اشتاق كثيراً الى بطلته الجميلة". وأغلب الظن أن سعاد ستحضر هذا التكريم بصرف النظر عن تحسن حالتها الصحية أو قرارها في شأن استئناف نشاطها الفني. ويذكر هنا أن آخر تجمع فني شاركت فيه كان ايضاً مناسبة تكريمها في ختام مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي في عام 1991 حين فازت بجائزة التمثيل الاولى عن دورها في فيلمها الاخير "الراعي والنساء" من إخراج زوجها السابق علي بدرخان. أما صديقتها الممثلة نجلاء فتحي التي لم تلتقها فنياً من قبل، فقد ذهبت الى ما هو أبعد من التكريم إذ أعدت مشروعاً سينمائياً لتعود به السندريلا للتمثيل، وتتولى نجلاء اخراجه في أول تجربة اخراجية لها. وعلمت "الوسط" ان فكرة إسناد بطولة الفيلم المذكور وسيحمل عنوان "دموع نجمة" إلى سعاد حسني، نشأت بعد لقاء تم قبل فترة بين نجلاء فتحي وكاتب السيناريو عبد الحي أديب، فقد رأى الاثنان ان مواصفات بطلة الفيلم تتناسب مع سعاد حسني فنياً ونفسياً. وبمجرد ان لمعت الفكرة في رأس نجلاء فتحي شعرت بنشوة بالغة أن تكون زميلتها الكبيرة بطلة لأول فيلم تخرجه، وان تكون هي - أي نجلاء فتحي- طريق سعاد حسني في العودة الى التمثيل. وسريعاً ما تتابعت الاحداث حيث أبدت سعاد موافقتها على المشروع، والتزمت نجلاء بتنفيذ التعديلات التي طلبت ادخالها على السيناريو. ولكن فجأة تبدد كل شيء حين تراجعت النجمة المنعزلة عن الاستمرار في المشروع، ودخلت من جديد في دوامة رحلات العلاج المتعاقبة الى باريس ولندن، فما كان من نجلاء فتحي إلا أن ارجأت مشروع الفيلم برمته، واتفقت مع ميرفت أمين على الدخول معاً في فيلم جديد يحمل عنوان "ابن هانم" يتولى إخراجه أحمد يحىى الذي يخرج لها حالياً بعض حلقات مسلسلها التلفزيوني "زي القمر". فربما تتحسن ظروف سعاد حسني مستقبلاً، وتعود الى فيلمها المؤجل "دموع نجمة" واذا لم يتحقق هذا فالحل الوحيد أمام نجلاء فتحي هو اسناد البطولة الى الممثلة الجديدة "نادين" التي تراها نجلاء أفضل بديلة لسعاد حسني في هذا الدور، مع اجراء بعض التعديلات مرة أخرى على سيناريو الفيلم. مهما يكن، فإن نجلاء فتحي لم تكن وحدها التي ارادت أن تعيد سعاد حسني الى التمثيل، إذ كان الفنان محمود حميدة أعلن عند تأسيسه لشركة انتاجه الخاصة والتي تحمل اسم "البطريق"، أنه يتمنى أن يكون باكورة انتاجه فيلم تتولى بطولته "ست الستات سعاد حسني" على حد تعبيره، غير أن هذا المشروع توقف ايضاً عند حد الامنيات وباشر حميدة انتاج فيلمه "عتبة الشياطين" ثم قامت شركته بتنفيذ فيلم "عبدالناصر" للمخرج السوري انور القوادري. كذلك قام كاتب السيناريو محمد الباسوسي بكتابة فيلم بعنوان "24 ساعة في اسرائيل" وأكد منذ كتابته قبل سنوات أن هذا العمل لن يقوم ببطولته سوى سعاد حسني رافضاً كل العروض التي اتته لشراء حق تقديم هذا الفيلم، ويبدو حسب المعلومات المتوافرة ان سعاد ليس لديها اعتراض على السيناريو من حيث المبدأ، وان العقبة كانت في ظروفها التي حالت دون عودتها إلى الأضواء. وكانت معلومات خرجت في وقت سابق من مكتب المخرج يوسف شاهين في القاهرة تفيد بأن سعاد حسني قد تكون بطلة فيلم شاهين المقبل، وأنه فاتحها في هذا الأمر عقب عودته من مهرجان "كان" العام الماضي، لكن التكهنات التي رددت اسم بطلة "خللي بالك من زوزو" مع اسماء ممثلات اخريات توقفت تماماً حينما أعلن أخيراً وبصفة رسمية عن اسم النجمة نبيلة عبيد كبطلة لفيلم يوسف شاهين الجديد. ولأن الناس في حنين الى عودة السينما الجميلة التي ترمز إليها سعاد حسني أغلب الظن أن محاولات إعادتها للاضواء لن تتوقف في الفترة المقبلة، وان قرار عودتها هذا مرهون برأي الاطباء وباعتدال حالتها المزاجية.