عندما كانت الساحة تغص بقمم الغناء العربي: ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم وفايزة احمد، كان للمطربة شهرزاد حضورها البارز وجمهورها الكبير الذي يطالبها في كل حفلاتها بأشهر اغانيها: "عسل وسكر" "ياناسيني" وغيرهما. وكان من الطبيعي للبنت التي نشأت على اصوات منيرة المهدية وصالح عبد الحي وام كلثوم بفضل عشق والدها للغناء القديم، أن تحقق تلك المكانة. بدأت شهرزاد بالغناء في سن مبكّرة، حتّى اصبحت "المطربة الرسمية" للمدرسة التي كانت تحصّل فيها تعليمها. غير ان نقلتها المهمة كانت على يد الرائد المسرحي الكبير زكي طليمات الذي اكتشفها بالمصادفة في احدى الحفلات، فأسند إليها وهي في الخامسة عشرة بطولة أوبريت "العشرة الطيبة"، غناء وتمثيلاً، واتى لها بمحمد البحر ابن الموسيقار سيد درويش ليدربها على الحان والده. وبعد ذلك شاركت في أكثر من أوبريت: "الباروكة"، "ليلة من الف ليلة"، "يا ليل، يا عين"، "فداين خمسة"... وآمن رياض السنباطي بموهبتها، فلحن لها بعض اغنياتها المعروفة مثل "يا ناسيني". ولكن مع رحيل القمم الفنية، وانحسار الحفلات العامة، واتجاه الذوق العام إلى الاغنية الخفيفة والسريعة، لم تعد شهرزاد قادرة على التكيف مع هذا الواقع الجديد، فتوقفت تقريباً عن الغناء باستثناء بعض المشاركات في الاحتفالات الدينية او اداء الاغنيات التي تنتجها لها الاذاعة المصرية. وكان أن تذكرتها دار الاوبرا، وبادرت إلى تكريمها ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية الاخير، فأثبتت شهرزاد للجميع انها ما زالت بكامل أناقتها الفنية.