غالباً ما إعتُبِرَت هوندا بمثابة "ألمانية" الماركات اليابانية، لا لأي علاقة خاصة بألمانيا، بل لحرصها على السعي الى المضي تلك الخطوة الإضافية في ميادين الأناقة والريادة التقنية والجودة. وكيف لا تستيقظ هوندا إذاً مستدركة "وابل" موديلات الرودستر التي "إنهمرت" من ألمانيا: بورشه "بوكستر" ومرسيدس-بنز "إس إل كاي" وبي إم ف "زد 3"، وأخيراً كوبيه آودي "تي تي" 2"2 الذي تطلقه مجموعة فولكسفاغن حالياً؟ ولئلا نظلم اليابانيين لا بد من التذكير بأن الصانعين الألمان أنفسهم إستوحوا العودة الى إنتاج الرودستر من موديل ياباني نزل جيله الثاني حديثاً: مازدا "إم إكس 5" أو "مياتا" لدى الأميركيين. فمازدا كانت البادئة في العودة، منذ أواخر الثمانينات، الى قيم رودستر الستينات التي وفّرت لمحدودي الميزانية من الشباب وسيلة تنقّل ممتعة ومفيدة. وبينما وَفَت "إم إكس 5" بتلك القيم فتوافرت بأسعار في متناول الفئات الفتية، لا ينطبق الأمر تماماً على موديلات الرودستر الألمانية المذكورة، ولا على "إس 2000" الذي سينزل في الولاياتالمتحدة العام المقبل لقاء 30 ألف دولار يتوقّع بيع 10 الى 15 ألف وحدة منه سنوياً هناك. فقسم كبير من تلك الموديلات يوجّه اليوم الى شباب الستينات والسبعينات الذين "تذوّقوا" أو إشتهوا آنذاك قيادة الرودستر، ثم أصابتهم اليوم "حمّى" الحنين لإسترجاع ذكريات الماضي في سيارات يستطيعون هذه المرّة دفع ثمنها غير البخس على الإطلاق، من مداخيل نمت مع الوقت. وبما أن مواليد تلك السنوات إزدادوا عمراً وبحبوحة، فقد أصبحوا يحتاجون أيضاً الى عدد من تجهيزات الراحة التي كانوا في غنى عنها في عشريناتهم، وقادرون في الوقت ذاته على شرائها اليوم. ومن هذه الزاوية ستسوّق هوندا رودستر "إس 2000"، وهو مطوّر عن نموذج "إس إس إم" الذي عرضه الصانع الياباني أولاً في معرض طوكيو في 1995. وإن وفى "إس 2000" بوعده الحنيني، بمحرّك أمامي ودفع خلفي، جرياً على ما عُرِفَ في معظم موديلات الرودستر القديمة، فتجهيزاته لن تكون مبسّطة على الإطلاق، بل تضم مثلاً كهربائية تحريك الغطاء الطري ومحرّكَ "في تك" VTEC يستخرج من أسطواناته الأربع المتسعة ل0.2 ليتر ما لا يقل عن 240 حصاناً 120 حصاناً في الألف سنتم3... من دون أي شحن لمزيج الهواء/الوقود، لا مباشر ولا توربينياً. وإن لم يكن تخطي المئة حصان في الألف سنتم3 إستثنائياً على الإطلاق في وجود شاحن توربيني أو مباشر، فهو يصبح كذلك إن إعتمد المحرّك على السحب الطبيعي Normally aspired. مع المحرّك المذكور سيُجهّز "إس 2000" بعلبة يدوية ذات نسب أمامية ست. ولا يتميّز المحرّك بإرتفاع قوته المحددة Specific output، أو حصان في الليتر وحدها، بل بتدني إنبعاثاته الى مستوى يُدخله في فئة السيارات المتدنية الإنبعاثات Low Emission Vehicle في التصنيف الأميركي، ومقاييس "يورو 2000" الأوروبية. ومن الميزات الأخرى في الموديل الذي كشفته هوندا حديثاً في الذكرى السنوية الخمسين لتأسيسها، يُذكر توزيع الوزن بين المحورَين الأمامي والخلفي بنسبة 50/50 في المئة لتأمين سلوك متّزن تماماً، وتضمين المحور الخلفي الدافع علبة تروس تفاضلية تنقل العزم من العجلة المائلة الى الإنزلاق بفعل العزم، الى الأخرى المقابلة لها على المحور ذاته. ويبلغ طول الرودستر الذي يتسع لراكبين 115.4 متر وعرضه 75.1 وقاعدة عجلاته 40.2. وهو سيُنتج في مصنع تاكانيزاوا في مجمّع توشيجي في اليابان حيث سيسوّق أولاً جرياً على عادة الصانعين اليابانيين إجمالاً قبل بدء تصديره الى أميركا الشمالية وأوروبا ويقع الشرق الأوسط ضمن الأخيرة في تنظيم هوندا عالمياً وآسيا/ أوقيانيا