ما أن تقع أزمة جديدة بين بغداد والأمم المتحدة، حتى يدخل الأردن في مرحلة الحسابات الدقيقة، لأنه يشعر بأنه سيكون ثاني الخاسرين بعد العراق. وعليه فقد عاش الأردن أسبوعين من الحذر والترقب وحسابات الخسارة قبل أن تنفرج الأزمة الأخيرة. إلا أن تصويت الكنيست الإسرائيلية بالموافقة على اتفاقية "واي ريفر" بين الفلسطينيين وإسرائيل، بعد موافقة السلطة الفلسطينية عليها، أدخلت الأردن، الخارج للتو من حسابات الأزمة العراقية، إلى مرحلة أخرى من الحسابات الطويلة. فمصادقة الفلسطينيين والإسرائيليين على الاتفاقية تعني أن مرحلة الحل النهائي بدأت، والأردن طرف أساسي في هذه المرحلة. والدور الأردني في المرحلة النهائية تمليه العناوين الرئيسية لهذه المرحلة، إضافة إلى نصوص معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية من جهة وخصوصية العلاقة الأردنية - الفلسطينية من جهة أخرى، والرغبة الإسرائيلية في دور أردني من جهة ثالثة. العناوين الخمسة الكبرى لمرحلة الحل النهائي تبدأ من العنوان الأبرز: القدس مروراً بقضايا اللاجئين والحدود والأمن والمياه، إضافة إلى صياغة نوع جديد من العلاقات بين الأطراف الثلاثة. تجدر الاشارة إلى أن الأردن يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى أنه يمتلك أطول حدود مع إسرائيل، كما أن له حدوداً مشتركة مع مناطق السلطة الفلسطينية. وهذه الجغرافيا تطرح مسألة الأمن. كما أن الأردن يعاني من شح في موارده المائية. وعليه فإن كلاً من العناوين الخمسة تشكل هاجساً كبيراً للأردن وتحتم عليه لعب دور "المطلع" و"الشريك" في المرحلة النهائية، وفقاً لمسؤول أردني رفيع المستوى تحدث إلى "الوسط". ويقول المسؤول الأردني: "سنتحرك وفقاً لمصالحنا وليس للبحث عن دور. وستكون مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية، لكنها ليست بعيدة عن مصالحنا الحيوية، وعليه فسنتعامل معها بما ينسجم مع هذه المصالح". وعن موضوع القدس، قال المسؤول الأردني: "القدس وديعة في أيدينا إلى حين قيام السيادة الفلسطينية... لن ننسحب ولن نترك فراغاً قانونياً".