اثار قرب انطلاق المحادثات المباشرة المقرر ان تستأنف بين إسرائيل والفلسطينيين في الثاني من سبتمبر المقبل ردود فعل سياسية متباينة فلسطينية وعربية، فقد استبق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عمان أمس باطلاق تحذيرًا مباشرًا إلى العاصمة الأردنية معتبرا ان نتائج المفاوضات ستكون كارثية على الأردن ومصر على السواء. الأردن بدوره وفي بيان لافت بثته وكالة الأنباء الرسمية على لسان مسؤول سياسي أكد أن الأردن معني بشكل أساسي بقضايا الحل النهائي الأساسية، وهي القدس والأمن واللاجؤون والحدود والمياه، ولهذه القضايا مساس مباشر بالأمن الوطني الأردني، وسيكون للأردن رأي بهذا الخصوص يجب ان يؤخذ به. وأكد ان الأردن لن يفاوض الطرف الإسرائيلي وانه ليس طرفا مفاوضا لكن رأيه سوف يكون متواجدا ويؤخذ بعين الاعتبار. وزارة الخارجية الأردنية من جهتها شكلت عدة لجان مهمتها الرئيسية متابعة قضايا الحل النهائي. فيما أكد المسؤول السياسي الأردني ان عمان لن تقبل بأي حل يفرض عليه أو يتم التوصل إليه من دون علم الأردن في قضايا الحل النهائي الرئيسية. كما اكد ان ما يميز بيان الرباعية هذه المرة على الرغم أنه ليس تفصيليا الا انه أكد التزام الرباعية الدولية المطلق بكل بياناتها السابقة واستخدم البيان عبارة التزام كامل بالبيانات السابقة حيث ان البيانات السابقة وخصوصا بيان موسكو تضمن كل البنود التي يطالب بها الجانب الفلسطيني، ابتداء من الاستيطان إلى القدسالشرقية عاصمة لفلسطين، إلى اللاجئين والحدود وكل القضايا ذات العلاقة، لذلك فهو يشكل أرضية للدخول بمفاوضات تؤدي إلى السلام الشامل. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض ان الالتزام الإسرائيلي في مثل هذه الحالات ليس مضمونا، اشار المسؤول الى ان وجود أمريكا وحرص الإدارة الأمريكية على انجاح هذه المفاوضات يشكل ثقلا وضغطا على الاطراف كلها وتحديدا على إسرائيل، كما ان نتنياهو يشعر بحجم الضغط الدولي كما ان هناك اجماعا دوليا هذه المرة بلا استثناء. وقال السياسي الأردني انه يجب ان لا نحكم على الأمور مسبقا واننا في الأردن مع كل جهد يمكن أن يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. والأردن عندما يدافع عن القضية الفلسطينية وعندما يدعم المفاوض الفلسطيني هو لا يبحث عن دور انما يعتبر ان قيام دولة فلسطينية هو مصلحة أردنية وطنية عليا، مثلما هي مصلحة فلسطينية لذلك فان الأردن لن يكون بمنأى عن قضايا الحل النهائي التي ستكون مطروحة على طاولة المفاوضات المباشرة. من جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات إن الأردن ومصر سيشاركان “بفعالية وقوّة” في محادثات التسوية المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا سيّما في قضايا الثوابت والحقوق الفلسطينية التي تشمل ملفات الأمن والحدود والقدس، مؤكدا ما نقلته الاذاعة الإسرائيلية عن “مصدر أردني رسمي”. وكانت الاذاعة الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر وصفتها ب “المطلعة”، أن الأردن ستكون لها كلمة في ملفي الأمن والحدود، إضافة الى القدس التي تتولى فيها رعاية الأماكن المقدسة، مشيرةً إلى أن الجانب المصري سيشارك أيضًا بفاعلية في المفاوضات المباشرة المزمع بدؤها في الثاني من أيلول المقبل. وأضاف عريقات ان ما يجمع الاردن ومصر بفلسطين هو شراكة تامة في كل القضايا وليس مجرد تنسيق، مؤكدا أنه ومنذ بداية المفاوضات في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود اولمرت لعبت مصر والأردن دورا رياديا في التنسيق والاطلاع على كافة القضايا المتعلقة بالمفاوضات، قائلا إن الحدود حدودهما والقدس قدسهما وإن اللاجئين قضيتهما، فكيف لا يكونوا أصحاب رأي وفصل. إلى ذلك دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل المصريين والأردنيين إلى مقاطعة المحادثات المباشرة التي من المقرر تستأنف بين إسرائيل والفلسطينيين في الثاني من ايلول المقبل. وقال مشعل الذي كان يتحدث في دمشق إنه يناشد الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك إلا يقدما دعمها لهذه المفاوضات التي يرفضها الفلسطينيون. ونقل عن مشعل ان نتائج المفاوضات ستكون كارثية على مصالح وأمن الأردن ومصر وأنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.