لم يتبق سوى ثلاثة اسابيع على بدء فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. ولا أحد حتى الآن بمن فيهم الفنان حسين فهمي، الرئيس الجديد للمهرجان، يعرف على وجه الدقة عدد الأفلام التي ستمثل مصر في المسابقة الرسمية، ولن يحسم هذا الاختيار سوى "لجنة الحكماء" او مجلس الادارة الذي كونه رئيس المهرجان من كبار الفنانين وبعض النقاد والمتخصصين. صحيح ان عدد الافلام لن يزيد على ثلاثة، والارجح ان يكون اثنين، لكن الأهم هو ثقل العناصر الفنية المشاركة في هذه الأفلام لضمان وجود محسوس للفيلم المصري في تظاهرة سينمائية كبرى تستضيفها القاهرة. وما دامت الصورة لم تتضح بعد، فإن كواليس المهرجان تشهد حالياً العديد من المناورات. وعلى أي حال لن تخرج المفاضلة من دائرة الافلام الستة التي انجزت بالفعل او هي على وشك الانجاز وهذه الافلام هي: * "اختفاء جعفر المصري": من انتاج شركة صوت القاهرة التابعة لاتحاد الاذاعة والتلفزيون وهو من اخراج عادل الاعصر وبطولة نور الشريف، رغدة، وحسين فهمي الرئيس الحالي للمهرجان، وهذا هو الفيلم الوحيد الذي اعلن رئيس المهرجان صراحة انه تم اختياره بالفعل. وقال انه لا يوجد ما يمنع الفيلم من المشاركة، وان وجوده بين ابطاله يجب الا يحرم العناصر الاخرى من التنافس. واضاف انه هو شخصياً لا يجد اي حرج في ذلك، وما يرجح كفة هذا الفيلم ان مخرجه انتهى منه منذ اشهر، ورفض عرضه في الصالات، كما تم صرف النظر عن مشاركته في مهرجان الاسكندرية الاخير في ايلول سبتمبر الماضي، انتظاراً لمهرجان القاهرة. * "كونشرتو درب سعادة": من انتاج افلام مصر العالمية يوسف شاهين وشركاه وإخراج أسماء البكري في تجربتها الاخراجية الثانية بعد "شحاتون ونبلاء". أما البطولة فهي لنجلاء فتحي وصلاح السعدني وسلوى خطاب، واللافت ان هذا الفيلم كان مرشحاً للمشاركة في مهرجان العام الماضي لكن مخرجته والجهة المنتجة كانتا تطمحان الى المشاركة به في احد المهرجانات الاوروبية المهمة، فتم الاعلان في حينه عن ان الفيلم غير مكتمل، فلما ذهب "عرق البلح" - الفيلم الآخر الذي انتجته الشركة ذاتها - الى مهرجان "لوكارنو" اصبحت المشاركة بالفيلم الثاني في مهرجان القاهرة 1998 هي البديل الانسب. وعلمت "الوسط" من احد القائمين على شركة يوسف شاهين ان ادارة مهرجان قرطاج كانت طلبت "كونشرتو درب سعادة" لدورة هذا العام، غير ان الشركة فضلت ان تدّخره لمهرجان القاهرة، ولم يتبق سوى ان يقول يوسف شاهين نفسه، والمشغول حاليًا بتصوير فيلمه، كلمته الفاصلة في هذا الشأن. * "أرض الخوف": من انتاج "شركة شعاع" احدى الشركتين العملاقتين اللتين تم الاعلان عنهما اخيرا وإخراج داود عبدالسيد، أما البطولة فهي لأحمد زكي والوجه الجديد فرح فيدرا المصري سابقاً تشير المعلومات الواردة من داخل الشركة الى وجود تيار قوي لا يحبذ المشاركة بالفيلم في المهرجان، وان أحد الشركاء الرئيسيين، لديه على الفيلم بعض التحفظات التي تجعله غير متحمس لتلك المشاركة. فيما يتخذ النجم احمد زكي موقفاً معاكساً، اذ غض الطرف عن كل المشاكل التي واجهته وراح يستكمل التصوير مع المخرج في مدينة مرسى مطروح آملاً اللحاق بالمهرجان كدعم معنوي لصديقه حسين فهمي، وايضاً للمنافسة على جائزة التمثيل، حيث لم يتمكن سابقاً من التنافس على تلك الجائزة في مهرجان القاهرة بعد ان لعبت المصادفات اكثر من مرة دورها في إبعاد افلامه عن المشاركة، وآخرها العام الماضي حين سحبت المنتجة ناهد فريد شوقي فيلم "هيستريا" بعد ايام من بدء فعاليات المهرجان، فهل ينالها احمد زكي هذه المرة؟. * "جنة الشياطين": انتاج شركة البطريق افلام محمود حميدة واخراج اسامة فوزي، في فيلمه الروائي الثاني بعد "عفاريت الاسفلت"، والبطولة في هذا الفيلم لمحمود حميدة ولبلبلة ومجموعة من الوجوه الجديدة. ورغم ان ادارة المهرجان ألمحت الى رغبتها في مشاركة هذا الفيلم على خلفية المردود الطيب الذي حققه الفيلم الاول لأسامة فوزي، فإن الاحتمال الارجح هو عدم المشاركة، ليس فقط لأن الفيلم لم ينجز كله بعد، وانما ايضا لأن الشركة المنتجة لا تتحمس لتلك المشاركة، لاعتبارات تتعلق بالتوقيتات بروزنامة المهرجانات الدولية المقبلة. * "ظل الشهيد": من انتاج راضي كلر واخراج ايهاب راضي الذي يقدم محاولته الاخراجية الاولى، ويشارك في بطولة الفيلم محمود ياسين وفاروق الفيشاوي ورغدة وخالد النبوي، وقد تحمل مشاركة هذا الفيلم بالذات مغزى سياسيا. فالموقف المتشدد الذي تبناه المهرجان من التطبيع مع اسرائيل في عهد رئيسه الراحل سعد الدين وهبه يجعل من مشاركة فيلم يناهض التطبيع بمثابة تأكيد من جانب الادارة الجديدة على ثبات موقف المهرجان من هذه القضية. غير ان احدى القائمات على المهرجان حرصت على ان توضح لپ"الوسط" ان عدم اشتراك الفيلم المذكور - اذا حدث - لا يعني تغير موقف المهرجان من التطبيع مع اسرائيل، وانما قد يكون لاسباب فنية بحتة لا دخل للادارة الجديدة فيها. * "الجسر": من انتاج قطاع الانتاج في اتحاد الاذاعة والتلفزيون، واخراج عمرو بيومي الذي يخوض هو الآخر تجربته الاخراجية الاولى. والفيلم بطولة محمود مرسي ومادلين طبر. وفضلا عن ارتفاع مستوى هذا الفيلم فقد دفع به الى دائرة الاحتمالات انسحابه المفاجئ من مهرجان الاسكندرية الاخير، قبل ساعات من بدء فعالياته، بحجة عدم استكمال مونتاجه. غير ان هناك عاملاً مهماً يقلل بالمقابل من امكان تنافس هذا الفيلم في مسابقة مهرجان القاهرة، وهو ان الفيلم من انتاج اتحاد الاذاعة والتلفزيون، الجهة نفسها المنتجة لفيلم "اختفاء جعفر المصري" الذي تأكدت مشاركته بالفعل، وليس من المستساغ ان تشارك جهة انتاجية واحدة بفيلمين في المهرجان. فما بالنا اذا كانت هذه الجهة غير معنية بالسينما في المقام الاول؟. ومهما يكن فإن الايام القليلة المقبلة وتحسم الاختيار، ولعله ليس الموضوع الوحيد الذي يحتاج الى الحسم حيث يعكف حسين فهمي حالياً على وضع اللمسات الاخيرة فيما يتعلق باختيار اعضاء لجنة التحكيم والضيوف العالميين الذين يحضرون فعاليات المهرجان هذا العام.