كاسبار واينبرغر، وزير الدفاع الأميركي السابق من خريجي جامعة اوكسفورد. وهو الآن باحث في معهد هوفر. وقد نشر قبل فترة قصيرة كتاباً بعنوان "الحرب المقبلة"، بالاشتراك مع بيتر شوايزر. يقول واينبرغر إنه لا يضمن دقة التواريخ التي يتوقعها للحروب والصراعات المقبلة التي يتحدث عنها في كتابه ولهذا فهي مجرد "توقعات". ويسرد في كتابه خمس قصص تشير إلى أن الولاياتالمتحدة ستخوض حروباً ضد كوريا الشمالية والصين في العام المقبل، وضد إيران في العام التالي، وضد المكسيك في العام 2003، ثم ضد روسيا في العام 2006 وضد اليابان بعد ذلك بعام. والسيناريو الذي تصوره واينبرغر هو أن تغزو كوريا الشمالية جارتها كوريا الجنوبية كوسيلة لحل أزمتها ومشكلاتها الاقتصادية. ونظراً إلى وجود حوالى 40 ألف جندي أميركي في كوريا الجنوبية، فإن كوريا الشمالية ستجد نفسها في حالة حرب مع الولاياتالمتحدة. وتستخدم كوريا الشمالية الأسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. وعندئذ تنتهز الصين فرصة انهماك أميركا في كوريا فتقرر الاستيلاء على تايوان مستخدمة الصواريخ النووية القصيرة المدى للقضاء على المقاومة العنيدة. وهكذا ستجد الصين نفسها متورطة في الحرب الكورية. وإثر ذلك تلجأ الولاياتالمتحدة إلى الانتقام من الدولتين باستخدام الأسلحة النووية. وبعد سقوط عشرات الآلاف من الضحايا بين الكوريين والصينيين والأميركيين والتايوانيين تتوصل جميع الأطراف إلى وقف لاطلاق النار يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً. وربما كانت هذه القصة أقل القصص الخمس صدقية لأنها تفترض لجوء كوريا الشمالية إلى سيناريو الغزو نفسه الذي لجأت إليه العام 1950 بدلاً من اللجوء إلى عمليات الانزال الجوية واستخدام السفن الحربية. والواقع ان أكثر ما تخشاه كوريا الجنوبية الآن هو أن تتعرض ل "غزو" ملايين الجياع من الشمال. المكسيك وفي هذه الحرب يفترض واينبرغر وزميله بيتر شوايزر، ظهور رئيس مكسيكي فاسد. وهذا الرئيس هو اسقف سابق على علاقة وطيدة مع عصابات المخدرات، يحاول اخراج البلاد من الفوضى الاقتصادية التي تعاني منها عن طريق ارسال مئات الآلاف من المكسيكيين لدخول الولاياتالمتحدة بصورة غير قانونية. وعندئذ تستخدم الولاياتالمتحدة سلاح المدرعات لصد هؤلاء المهاجرين ثم تتابع القوات الأميركية زحفها حتى تدخل مدينة مكسيكو وتنصب فيها حكومة عميلة لها. ويظهر في روسيا رئيس جديد يتمتع بشعبية واسعة، ويبدأ في محاولة استرداد بعض أجزاء الامبراطورية السوفياتية السابقة بغزو بولندا. ومثلما حدث في العام 1939، تهب بريطانياوفرنسا لنجدة بولندا وتنضم إليهما المانياوالولاياتالمتحدة التي ستضطر إلى ارسال قوات من الولاياتالمتحدة نفسها لأنه لن يكون لها قوات في أوروبا. وتواصل روسيا تقدمها فتغزو جمهورية ليتوانيا والجمهورية التشيكية وتهدد باستخدام الأسلحة النووية ضد أميركا ما لم تسحب واشنطن قواتها من أوروبا. وتنجح موسكو في إلحاق الهزيمة بالمانيا بعد استخدام الأسلحة النووية وتجبر بريطانياوفرنساوالولاياتالمتحدة على سحب قواتها. وعندئذ يطالب الرئيس الروسي الدول الرأسمالية، أي الولاياتالمتحدةواليابان وكندا وبريطانيا، بدفع مئة مليار دولار لروسيا أو أن تواجه التعرض لهجمات صاروخية نووية تزيد في قوتها مئة مرة على القنبلة النووية التي استخدمتها الولاياتالمتحدة ضد هيروشيما. وهكذا تجد الدول الرأسمالية نفسها مضطرة إلى الاذعان والقبول. في هذه الأثناء تجدد الولاياتالمتحدة انتاج الصواريخ المضادة للصواريخ التي كان واينبرغر وخلفه قد طالبا بها، لكن الكونغرس يرفض تخصيص الأموال اللازمة لانتاجها. وبعد مرور عامين تعلن واشنطن أنها أصبحت تتمتع بحصانة كاملة ضد أي هجمات صاروخية عابرة للقارات وتوجه انذاراً لروسيا بأنها "ستمحوها عن الخريطة". لكن روسيا ترى في ذلك الانذار مجرد خدعة فتقرر اطلاق صاروخين عابرين للقارات لاختبار الدفاعات الأميركية، وتنجح هذه الدفاعات في تدمير الصاروخين في أعالي الجو مما يجبر روسيا على الانسحاب من فرنساوالمانيا وبولندا. اليابان وتواجه اليابان حرباً جمركية مع الولاياتالمتحدة مما يترك آثاراً عميقة المدى على اقتصادها. ومما يزيد من خطورة الأوضاع في اليابان ارتفاع نسبة البطالة إلى 18 في المئة وارتفاع أسعار النفط نتيجة حرب أميركا ضد إيران. وهكذا تقرر اليابان تحقيق حلمها الذي يعود إلى الثلاثينات وهو فرض نظام جديد في شرق آسيا. ولذا تهاجم اليابان الدول النفطية في المنطقة مثل بروناي واندونيسيا والفيليبين وجزر كوريل التي تحتلها روسيا وجزر مارشال وجزيرة غوام الأميركية وتحتلها جميعاً. وبعدئذ تطلق اليابان سلاحاً جديداً وهو فيروس الكومبيوتر مما يؤدي إلى شلل القوات المسلحة الصينية وسوق وول ستريت في نيويورك ونظام المصارف الأميركية، مما يمكن اليابان من احتلال تايوان وشبه الجزيرة الكورية والموانئ الرئيسية في الصين. وترحب واشنطن في البداية بهذه التطورات لأن اليابان "ملأت الفراغ السياسي" في المنطقة. لكنها سرعان ما تبدأ في تنظيم قوة مشتركة مع استراليا وبريطانيا ونيوزيلندا وغيرها من الدول، تتمكن من تحرير الأراضي التي احتلتها اليابان، ثم تطلق الصواريخ على اليابان نفسها. وعندئذ تهدد اليابان باستخدام تكنولوجيا جديدة تحمل الصواريخ النووية إلى المدن الأميركية نفسها وتنجح في فرض سلام على "أسس متكافئة بين دولتين عظميين". إيران في العام 1999 تقرر إيران اقامة امبراطورية إسلامية في الشرق الأوسط، فتؤدي هذه الخطوة إلى مواجهة مع دول "اوبك" بسبب أسعار النفط، مثلما حدث في عهد الشاه السابق قبل ربع قرن. وتشجع إيران على حدوث انتفاضات في بعض الدول فتقع صدامات على الحدود بين القوات الايرانية والقوات الخليجية والأميركية هناك. وتسارع طهران إلى اجراء تفجير نووي جوي لتجربة سلاحها النووي الجديد، وتعلن أنها ستشن هجوماً بالصواريخ النووية على "باريس أو روما أو برلين" ما لم تسحب الولاياتالمتحدة جميع قواتها. إثر ذلك، تسحب الولاياتالمتحدة قواتها إلى جزيرة دييغو غارسيا. وتحدث قلاقل في المنطقة وسرعان ما تنتشر موجة من الهجمات الانتحارية فتنفجر السيارات المفخخة، وعندئذ تهاجم مقاتلات خليجية القوات الإيرانية فترد طهران على ذلك بارسال طيارين انتحاريين لمهاجمة مصافي النفط، مما يؤدي إلى حال من الذعر في أسواق النفط العالمية، ويرتفع سعر برميل النفط إلى 100 دولار. وبمجرد مغادرة آخر سفينة أميركية مياه الخليج تقصف القوات الايرانية اهدافاً في الخليج وتغلق مضيق هرمز وتبدأ في تقاضي رسوم باهظة من جميع السفن والناقلات التي تعبر المضيق. في مواجهة ذلك لا تستطيع الولاياتالمتحدة ان تفعل اكثر من الدعوة الى انعقاد مجلس الامن الدولي واستصدار قرار يندد بالتصرفات الايرانية، لكنها سرعان ما تجد نفسها مضطرة للتدخل فتعزز قواتها الجوية في تركيا وتنقل طائرات حربية الى منطقة الخليج وتعيد ثلاث غواصات سراً الى الخليج. التهديد الاميركي النووي وتطلق الغواصات الثلاث حوالي ثلاثين صاروخا من طراز كروز على مركز قيادة العمليات الجوية والصاروخية الايرانية قرب مدينة قم وعلى جميع منصات اطلاق الصواريخ الايرانية في البلاد. ثم تنطلق قاذفات بي - 51 وبي - 52 من دييغو غارسيا وتركيا وطائرات خليجية لضرب الاسطول الحربي الايراني والمنشآت العسكرية الاخرى. وترد ايران على هذا الهجوم باطلاق صواريخ نووية على روما، لكنها تخطئ هدفها وتصيب ميلانو. واثر ذلك تبدأ الطائرات الاميركية عملية قصف شاملة ومكثفة لتقضي على جميع منصات اطلاق الصواريخ. وتنجح في ذلك لكنها تخفق في ضرب منصة اخيرة. وتعيد الولاياتالمتحدة احدى حاملات طائراتها الى مياه الخليج ثم تبدأ في ارسال فرق الكوماندوس الى الساحل الايراني. وانتقاماً من ذلك ينجح عميل لبناني يعمل لمصلحة ايران في وضع قنبلة كيماوية في سوق وول ستريت في نيويورك والهرب الى جنيف حيث يختفي هناك من دون اثر. وتنفجر قنابل مشابهة في شيكاغو وسياتل وريتشموند وفرجينيا. ويتمكن مجلس الامن القومي الاميركي من كسر الشيفرة الايرانية واكتشاف الهدف الجديد الذي تعتزم ايران مهاجمته وهو برلين. واثر ذلك تعلن الولاياتالمتحدة انها ستهاجم ايران بالاسلحة النووية فتذعن ايران وتطلب السلام