يبدو ان "عين الحسود" اصابت نجمات التمثيل في مصر، فقد تعرضت خمس منهن لاصابات مفاجئة خلال الفترة الاخيرة وفي وقت شديد الأهمية، قبل بدء شهر رمضان المعظم، مما يعني مزيداً من الاخلال بمواعيد تجهيز الاعمال الدرامية التي يشاركن فيها، لا سيما ان ثلاثاً منهن اضطررن الى السفر لباريس لاستكمال العلاج. آخر هذه الحالات تعرضت لها الفنانة نجوى فؤاد التي تشارك يحيى الفخراني وآثار الحكيم بطولة حلقات "زيزينيا" للمخرج جمال عبدالحميد، وتؤدي دور احدى راقصات الاسكندرية في الاربعينات، وتربطها الاحداث بمعظم شخصيات العمل. فقد فوجئت الفنانة المعروفة بأن عليها - بناء على تعليمات الاطباء - إجراء جراحة عاجلة في قدمها اليمنى لنزع المياه الزائدة. وإلا تضاعفت آثارها في قدمها. وهكذا قررت اجراء العملية الجراحية في باريس، ولم يكن امام المخرج جمال عبدالحميد غير الموافقة مرغماً على تأجيل تصوير مشاهد نجوى فؤاد اسبوعين، حتى تعود الى الاستوديو. وقالت الراقصة والممثلة المعروفة ل "الوسط" قبل مغادرتها القاهرة انها لم تكن تتمنى ان تتسبب في هذا التأجيل لمخرج الحلقات الذي يسابق الزمن كي يلحق بعروض رمضان. وذكرت انها بدأت تتكيف مع الشخصية التي تؤديها وتشعر بمزيد من المتعة في تقمصها، خصوصاً المشاهد التي تجمعها مع يحيى الفخراني. واضافت انها - مع ذلك - على يقين بإمكان استكمال تصوير دورها بعد عودتها الى القاهرة. واذا كان المخرج جمال عبدالحميد قد تعرض لهذا الموقف بسبب اصابة نجوى فؤاد، فإن احمد توفيق مخرج حلقات "رد قلبي" المفترض عرضها ايضاً في رمضان تعرض لموقف مماثل أشد صعوبة، اذ وجد نفسه مكتوف اليدين امام الاصابة المفاجئة التي لحقت باثنتين من بطلاته وليست واحدة. إذ ان الممثلة نرمين الفقي اصيبت بتسمم شديد نقلت على اثره للمستشفى. وبعد الاسعافات نصحها الاطباء بالراحة التامة في المنزل بضعة أيام حتى تستعيد عافيتها وتتخلص من شحوب وجهها. وكان لا بد من توقف تصوير مشاهدها الكثيرة في الحلقات على الاقل في الايام الثلاثة الاولى التي تلت التسمم، غير ان نرمين الفقي ومن منطلق حرصها على عدم تعطيل التصوير تحاملت على نفسها وعاودت الوقوف سريعاً امام الكاميرات لتستكمل اداء دور "انجي"، وهو الدور الذي لعبته الفنانة مريم فخر الدين في الفيلم الذي حمل العنوان نفسه واخرجه عز الدين ذو الفقار في 1957. وكانت اصابة البطلة الثانية في هذا المسلسل اشد وطأة واكثر ضرراً للمخرج، اذ اصيبت الممثلة دلال عبدالعزيز بانزلاق غضروفي حاد منعها من العمل ثلاثة اسابيع. ولا يدري المخرج احمد توفيق الآن ما اذا كان عليه ان يتغاضى عن المشاهد التي صورها مع دلال عبدالعزيز ويبحث عن ممثلة اخرى لاستكمال الدور لكسب الوقت ام ينتظرها حتى تتجاوز هذا الظرف الطارىء مستعيضاً في فترة غيابها ببقية مشاهد الممثلين الاخرين؟ والأرجح انه سيركن الى الحل الثاني، لا سيما انه يرى ان دلال عبدالعزيز هي الأنسب لهذا الدور، وهو دور الراقصة "كريمة" الذي لعبته ببراعة الفنانة هند رستم في الفيلم الذي عرض العام 1957. ومن منزلها حكت دلال عبدالعزيز ل "الوسط" هاتفياً حكايتها فقالت: "منذ اسابيع شعرت بآلام حادة في ظهري وقدمي اليسرى فظنه الدكتور حسين عبدالفتاح اختصاصي العظام نقصاً في الكالسيوم، ونصحني - الى جانب الادوية - بجلسات للعلاج الطبيعي، ولم أكد اكمل ثلاث جلسات فقط حتى زالت الآلام، فسارعت لإجراء صورتي اشعة تحت اشراف الدكتور احمد الشرقاوي، الاولى بالرنين المغناطيسي، والاخرى مقطعية للعمود الفقري، فتبين ان الفقرتين الرابعة والخامسة تضغطان الحبل الشوكي وعصب القدم اليسرى، مما تسبب في الآلام التي اشعر بها، وأجمع اكثر من طبيب فحصها على ضرورة التزامي الراحة التامة ثلاثة اسابيع. وما أحزنني ان هذه الاصابة جاءت في الوقت الذي كنت فيه على وشك البدء في تدريبات الرقص تمهيداً لتصوير بعض مشاهد حلقات "رد قلبي"، وهذا معناه ان شهر رمضان سيبدأ من دون أن اكمل تصوير مشاهدي، وعزائي الوحيد ان هذه المشاهد لا تأتي في بداية احداث المسلسل بما يخفف قليلاً من احساسي بأنني قد وضعت اسرة المسلسل في مأزق. كل ما استطيع قوله انني سأحاول اختصار فترة الراحة للحاق بالمسلسل". وسبقت نجوى فؤاد ونرمين الفقي ودلال عبدالعزيز كل من ليلى علوي ويسرا اللتين توجهتا الى باريس لاستكمال العلاج، الاولى من آلام العنق والتواء القدم اثر تعثرها في حفرة، والاخرى من آلام الحنجرة واحتباس الصوت إثر تعرضها لفيروس تمكن من النفاذ الى جهازها التنفسي. واللافت ان الاثنتين كانتا في غمار التجهيز لعملين مهمين، اذ قطعت ليلى علوي شوطاً في تصوير حلقات "التوأم" الموضوعة على خريطة الأعمال الفنية التي ستعرض في رمضان، فيما كانت يسرا تستعد لبدء تصوير مشاهدها في فيلم "رسالة الى الوالي" امام عادل امام، وهو الفيلم الذي تحدد لعرضه اول ايام عيد الفطر، مما اصاب اسرة العملين بالقلق. وعلى رغم عودة النجمتين من باريس بعد تحسن حالهما الصحية، فإن ليلى علوي لم تعد الى التصوير الا قبل ايام فقط. ولا تزال يسرا بعيدة عن الاستوديو خشية تعرضها لانتكاسة، والامل الآن أن تستعيد النجمتان لياقتهما الفنية سريعاً قبل ان تتأزم الامور.