إرتفعت خلال العام الجاري أجور كبار الفنانين والفنانات، وأيضاً كبار المؤلفين والمخرجين سواء الذين يعملون من البداية في أعمال تلفزيونية أم الذين اتجهوا إليها أخيراً. وعلى رغم وجود لوائح مالية تحددها لجان الأجور في اتحاد الإذاعة والتلفزيون ممثلة في قطاعاته الانتاجية المختلفة سواء في مدينة الانتاج الإعلامي أم قطاع الانتاج أم شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، إلا أن هذه اللوائح يُضرب بها عرض الحائط ولا تطبق إلا مع صغار الممثلين والمخرجين والمؤلفين. ومع ظهور ما يُسمى بنظام المنتج المنفذ أو المشارك ارتفعت أجور النجوم إلى أرقام قياسية خصوصاً أن موازنات الأعمال الفنية تتحدد وفقاً لأسماء النجوم الذين يعرفون هذه الأمور إلى جانب أن الأعمال توزع بأسمائهم إلى سائر الأقطار العربية، الأمر الذي يجعلهم يغالون في أجورهم، ويشترطونها خالية من الضرائب ورسوم النقابة وغيرها. واللافت أن المنتجين لا يشترطون أي شيء على النجوم على رغم ارتفاع أجورهم، ولكنهم يساومون بقية الممثلين ويدفعون لهم بالكاد أجورهم المعلنة في لوائح الأجور وأحياناً يحاسبونهم بما يُعرف بالأجر الشامل الذي يقل كثيراً عن الأجر الحقيقي على رغم نداءات نقابة المهن التمثيلية بتطبيق اللوائح والقوانين. ولا يتم في كثير من الأحايين الإعلان عن المبالغ الحقيقية التي يتقاضاها النجوم، كما تتوقف الموازنات التي ترصد لهذه الأعمال على مدى قوة العلاقات التي تربط بين المنتجين وجهات الانتاج المختلفة، وكلما كانت العلاقة قوية تمت الموافقة على الموازنة على رغم المغالاة فيها وكلما كانت ضعيفة تُرفض أو تعدل أو تخفض. والمتتبع لأجور النجوم في الأعمال التلفزيونية التي تصور حالياً يلحظ هذا الأمر، إذ تقاضت ليلى علوي ما يقرب من مليون ومئتي ألف جنيه نظير قيامها ببطولة مسلسل "كلمني عن بكره" أمام حسين فهمي الذي تقاضى في العمل نفسه 750 ألف جنيه وكان تقاضى في مسلسل "الخريف لن يأتي أبداً" الذي عرض في رمضان الماضي 600 ألف جنيه. وتقاضت إلهام شاهين 900 ألف جنيه عن بطولة مسلسل "نجمة الجماهير" أمام محمود قابيل ونهال عنبر وأحمد بدير وسوسن بدر ورفعت هذا المقابل إلى مليون جنيه في مسلسل "مسألة مبدأ" أمام خالد النبوي وجميل راتب وغادة عبد الرازق. وبعد ما وقع صلاح السعدني على 500 ألف جنيه لقيامه ببطولة مسلسل "بنت بنوت" أمام غادة عادل وهالة فاخر وخالد أبو النجا وعمرو واكد رفع هذا المبلغ إلى 650 ألف جنيه نظير قيامه ببطولة مسلسل "كفر عسكر" أمام دلال عبدالعزيز وأحمد بدير. والطريف أن أبو بكر عزت طلب مئتي ألف جنيه نظير قيامه بتجسيد 40 مشهداً فقط في مسلسل "بنت بنوت". وعلى رغم أن منة شلبي تقاضت ثمانية آلاف جنيه فقط عن دوريها في كل من مسلسلي "أين قلبي" أمام يسرا و"لدواعي أمنية" أمام كمال الشناوي إلا أنها رفعت أجرها العام الحالي إلى 150 ألف جنيه لقيامها ببطولة مسلسل "البنات" من تأليف نادر خليفة وإخراج أحمد يحيى. وكانت فاتن حمامة تقاضت الأجر الأعلى بين النجوم قبل ثلاثة أعوام عند عودتها إلى التلفزيون من خلال مسلسل "وجه القمر" أمام أحمد رمزي وجميل راتب إذ تقاضت 30 ألف جنيه في مقابل كل حلقة من الحلقات التي بلغت 35 حلقة. وتقاضى نور الشريف ما يزيد على المليون جنيه نظير قيامه ببطولة مسلسل "رجل الأقدار"، كما تقاضى يحيى الفخراني ما يقرب من هذا المبلغ عن بطولة مسلسل "الليل وآخره" أمام هدى سلطان ونيرمين الفقي. وتقاضى محمود ياسين المبلغ نفسه مسلسل "ثورة الحريم" أمام نيرمين الفقي ومحمود قابيل. وفي حال تعاقد أحد النجوم في عمل يُنفذ مباشرة إلى قطاع الانتاج مثلاً فإنه يحصل على أجر استثنائي بعيداً عن أجره الموجود في اللائحة كما حدث العام الماضي مع يحيى الفخراني ومنى زكي في مسلسل "جحا المصري" من تأليف يسري الجندي وإخراج مجدي أبو عميرة، وهو ما طالب به هذا العام هشام عبدالحميد لقيامه ببطولة مسلسل "بعد الطوفان" أمام صفية العمري، وما طالبت به كل من نيرمين الفقي وغادة عبد الرازق لقيامهما ببطولة مسلسل "ذنوب الأبرياء". وما ينطبق على النجوم ينطبق على كبار المخرجين والمؤلفين إذ يتقاضى الكبار منهم أجوراً "فلكية" تتناسب مع ما قدموه خلال مشوارهم الفني الطويل من أعمال متميزة وعلى رغم أنهم لا ينجزون أوقاتاً طويلة في معدلات التصوير اليومية الأمر الذي يمثل عبئاً على الجهات الانتاجية إلا أنها تتغاضى عن ذلك أمام الاسماء الكبيرة للمخرجين، ومن أبرزهم محمد فاضل الذي تقاضى العام الماضي 13 ألف جنيه عن الحلقة الواحدة في مسلسل "لدواعي أمنية" ورفع هذا المبلغ مع المنتج نفسه هذا العام إلى 16 ألف جنيه نظير إخراجه مسلسل "زينات والثلاث بنات" لفاروق الفيشاوي وفردوس عبد الحميد ويتساوى معه اسماعيل عبد الحافظ في مسلسل "كناريا وشركاه" من تأليف أسامة أنور عكاشة وبطولة فاروق الفيشاوي وسمية الألفي ونبيل الحلفاوي ولوسي، ويأتي بعدهما أحمد توفيق ومجدي أبو عميرة وأحمد صقر، وانضم إليهم مخرجو السينما الذين اتجهوا إلى التلفزيون بكثرة ومنهم علي بدرخان في مسلسل "الفراشات تحترق دائماً"، وعلي عبدالخالق في "نجمة الجماهير"، وخيري بشارة في "مسألة مبدأ"، وأحمد يحيى في "البنات"، ومحمد كامل القليوبي في "بعد الطوفان". وينطبق الأمر نفسه على كبار المؤلفين ومنهم وحيد حامد حال كتابته إلى التلفزيون وهو أمر نادر إذ لم يقدم خلال مشواره إلا مسلسلات قليلة منها "البشاير" و"أحلام الفتى الطاير" و"العائلة" و"أوان الورد"، ويليه أسامة أنور عكاشة، وكان يتساوى معه الراحل محسن زايد ويأتي بعدهما محفوظ عبدالرحمن ويسري الجندي ومحمد جلال عبدالقوي وانضم إليهم محمد صفاء عامر ومجدي صابر وأسامة غازي قبل رحيله قبل أشهر قليلة.