وصفت مصادر ديبلوماسية عربية في الرياض الزيارة التي يقوم بها الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران إلى اليمن هذا الاسبوع يرأس خلالها الجانب السعودي في اجتماعات اللجنة العليا السعودية - اليمنية المشتركة بأنها مهمة، وقد تنقل العلاقة بين البلدين إلى مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق السياسي. وتتجاوز اهمية الزيارة موالاة اعمال اللجان المشتركة التي تأسست بموجب مذكرة التفاهم التي وقعها البلدان في شباط فبراير 1995 في مكةالمكرمة إلى البحث في سبل تطوير مجمل العلاقات بين المملكة العربية السعودية واليمن، ومناقشة القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً بعد التطورات الاخيرة في منطقة البحر الاحمر والازمة التي تجددت بين اليمن واريتريا بسبب الاحتلال الاريتري المفاجئ لجزيرة حنيش الصغرى. وقال محللون ان ملف العلاقات السعودية - اليمنية حافل بالعديد من القضايا التي تهم الجانبين، والتي سيتباحث فيها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع الفريق علي عبدالله صالح وكبار المسؤولين اليمنيين في صنعاء. ويعلق اليمنيون آمالاً كبيرة على هذه الزيارة التي يتوقع ان تتطرق إلى التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني بين البلدين، اضافة إلى اعطاء دفعة قوية لأعمال اللجان الحدودية المشتركة. ويأملون بأن تساعد الزيارة على إفساح المجال واسعاً لاستقدام مزيد من العمالة اليمنية إلى السعودية. وتكتسب زيارة الأمير سلطان لليمن اهمية بالغة، لأنها الاولى التي يقوم بها إلى صنعاء منذ 1988، غير ان الجانبين عقدا اجتماعات مهمة وزار مسؤولون يمنيون كبار السعودية منذ ذلك الوقت، ويتصدر ذلك قمة الرئيس علي عبدالله صالح مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في مكةالمكرمة في 26 شباط 1995، والمباحثات التي اجراها الرئيس اليمني مرة كل من الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء رئيس الحرس الوطني والأمير سلطان بن عبدالعزيز، إلى زيارات عدة قام بها الشيخ عبدالله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني إلى السعودية آخرها الاسبوع الماضي، وقد التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين والأمير سلطان. ويذكر ان ابرز احداث مسيرة العلاقات السعودية - اليمنية توقيع البلدين اتفاق تعاون امني وصفه وزير الداخلية اليمني العقيد حسين محمد عرب بأنه يضم اطاراً عاماً للتعاون الأمني وقسماً هاماً لتبادل المجرمين وآخر لمكافحة تهريب المخدرات. ويتوقع المراقبون ان يصادق مجلس الوزراء السعودي على هذا الاتفاق قريباً. وكانت الحكومة اليمنية صادقت من جانبها على الاتفاق الذي يسري مفعوله لمدة خمس سنوات من تاريخ مصادقة الطرفين. وبات في حكم المؤكد ان زيارة الأمير سلطان لليمن ستحرر اعمال اللجنة الحدودية المشتركة من القيود التي عرقلت سيرها خلال الاشهر الماضية. وكان الرئيس اليمني وصف عمل هذه اللجان بالبطء الشديد، ولمح الأمير سلطان إلى ذلك اخيراً عندما قال "إذا كان هناك تعثر لعمل اللجان رغم ما قامت به المملكة من جهود فإن هذا دون شك لا يتماشى مع رغبتنا"، وأكد وزير الدفاع السعودي الذي يرأس جانب بلاده في اللجنة العليا المشتركة مقدرة اللجنة على ازالة تلك العثرات مع الاشارة إلى امكان الرجوع إلى القيادات السياسية العليا للبلدين في حال تعذر ذلك.