السيد رئيس التحرير المتابع لتفاصيل العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية لا يسعه الا ان يحتار في أمر هذا السلام الذي يعلن الجميع انهم ملتزمون باقامته وتعزيز مسيرته، على رغم ان الحرب لا تزال مستمرة وان كانت من طرف واحد! أقصد هنا ان اسرائيل، كدولة لها اجهزة وجيش ومؤسسات عسكرية، لم تتوقف عن شن حربها غير المعلنة ضد فلسطين والفلسطينيين، بينما لا يمكن لتل أبيب او غيرها اتهام السلطة الوطنية في مناطق الحكم الذاتي بأنها خططت لاغتيالات أو أعمال عنف موجهة ضد مواطن اسرائيلي. اذن التزام السلطة الوطنية خيار السلام، يقابله انتهاك مستمر من الطرف الآخر لاستحقاقات هذا الخيار الاستراتيجي الذي يُفترض ان الجانبين قد اتفقا على التمسك به في أوسلو وغيرها من العواصم العربية والاجنبية. واذا كنت مخطئاً في فهمي للأحداث وما تبطنه الوقائع، فهل يستطيع محلل ما ان يقول لي لماذا اغتالت السلطات الأمنية الاسرائيلية المهندس يحيى عياش في غزة؟ ثم لا ننسى ان تل أبيب لم تتردد في القيام بأعمال "ارهابية" ضد الأشخاص خارج حدود فلسطين. وأنا لا أشير هنا الى استشهاد أبو جهاد أو أبو اياد، بل الى اغتيال الشهيد فتحي الشقاقي قبل أشهر في مالطا! لكن قتلة يحيى عياش فاتهم انه لا يموت، كما يدل اسمه، وهو رمز باق سينهض من تحت الرماد كطائر الفينيق في ضمير المخلصين. مروان عطاىا القاهرة - مصر