قال مسؤول أردني كبير ل "الوسط" ان لقاء العاهل الأردني الملك حسين ورئيس وزرائه عبدالكريم الكباريتي وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الأسبوع الماضي شكل بداية جديدة للعلاقات بين البلدين، خصوصاً مع بدء تنفيذ صيغة النفط مقابل الغذاء. وحظي الصحاف بمعاملة فريدة في الأردن لم يلقها مسؤول عراقي منذ حرب الخليج الثانية قبل نحو ست سنوات. فقد كان في استقباله ووداعه وزيران، وتباحث مطولاً مع الملك حسين ورئيس وزرائه وتحدث باسهاب عن افكار مستقبلية تتعلق باصلاحات سياسية في العراق. وفي مقابل ذلك استمع الوزير العراقي من القيادة الأردنية الى انتقادات عنيفة للسياسة العراقية ولسياسة "ادارة الظهر" للجميع. وكان رئيس الوزراء الأردني التقى في غضون اسبوعين نائب الرئيس العراقي طه محيي الدين معروف كما استقبل مرتين وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح الذي التقى كذلك رجال الأعمال الأردنيين وطالب بحدود مفتوحة بين البلدين. وأشار صالح الى ان مبيعات النفط العراقية من خلال صيغة النفط مقابل الغذاء لا تمثل سوى 20 في المئة من مجمل مستوردات العراق السنوية. وأعلن وزير الصناعة والتجارة الأردني علي ابو الراغب انه سيزور بغداد في 4/1/1997 للتباحث في شأن تجديد البروتوكول، وقال ل "الوسط" ان النية تتجه لرفع حجم البروتوكول الذي خفض العام الماضي الى النصف فأصبح حجمه 250 مليون دولار وان الحكومة الأردنية تدرس حالياً تأمين التمويل اللازم لرفع حجمه. وزيرا الطاقة والنقل الأردنيان توجها الى العراق لبحث آليات نقل النفط الى وعبر الأردن بموجب الصيغة الجديدة. لكن الاقتصاد الأردني غير متفائل بالاستفادة من تطبيق الصيغة الجديدة لأن التعامل يتم من خلال لجنة العقوبات وليس مع العراق مباشرة وعليه فان الافضلية هي للجودة والاسعار والمواد من المنشأ لا عبر الوسطاء وليس حسب الرغبات العراقية.