جدد مجلس الأمة البرلمان الكويتي في جلسة "تاريخية" الثلثاء الماضي الثقة بوزير التربية والتعليم العالي الدكتور أحمد الربعي بعدما رفض طلب حجب الثقة الذي قدّمه عشرة نواب. وجاء اقتراع مجلس الأمة ليحسم قضية ساخنة شغلت الشارع الكويتي طوال شهر رمضان منذ أعلن النائب مفرج نهار المطيري من الاسلاميين السلفيين نيّته استجواب وزير التربية في مخالفات ادارية وردت في تقرير لديوان المحاسبة المكلف مراقبة اداء وزارات الدولة ومؤسساتها ادارياً ومالياً، اصدره في النصف الثاني من العام الماضي في شأن الامتيازات المالية لسكن أساتذة جامعة الكويت وسياسة البعثات الخارجية الدراسية والمناقصات فيها. وشهد البرلمان الكويتي في الاسبوع الثالث من الشهر الماضي اول استجواب لوزير منتخب في تاريخ الحياة البرلمانية في الكويت التي بدأت في عام 1963 وقدمت خلالها عشرة استجوابات كلها لوزراء معينين غير منتخبين. وقدّم النائب المطيري في جلسة مناقشة استجواب الربعي معلومات وصفها معظم النواب بأنها ضعيفة لا ترقى الى مستوى يبرر الاستجواب. وأوضح وزير التربية في ردّه خططه لإنهاء المخالفات البسيطة وللاصلاح في الجامعة، مشيراً الى ان معظم المخالفات سجل قبل توليه الحقيبة الوزارية إثر الانتخابات النيابية في عام 1992. وعلى عكس ما توقعه المراقبون قدم عشرة نواب في نهاية مناقشة الاستجواب، معظمهم من التيار الاسلامي، طلب حجب الثقة عن الوزير الربعي. وكانت المواجهة بين التكتل الاسلامي الذي يضم الاخوان المسلمين والسلفيين والمدعومين منهم في البرلمان من جهة والدكتور الربعي من جهة اخرى بدأت مع بدء تطبيق برنامجه الاصلاحي وتفاعله مع بروز قضية الطالبات المنقبات في كلية الطب ومشروع النواب الاسلاميين لمنع الاختلاط بين الجنسين في جامعة الكويت. وخلال المواجهة على طرح الثقة بوزير التربية الليبيرالي وصف كتاب ليبيراليون حملة الاسلاميين لإسقاط الربعي بأنها حملة لإرهاب كل من يتولى وزارة التربية ولديه مشروع لاصلاح هذه المؤسسة ومحاولة لإبقاء قبضة الاسلاميين عليها. وحظيت القضية باهتمام بالغ لدى الاوساط الشعبية وعقدت ندوات واجتماعات جماهيرية. وعقد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله اجتماعات مع العديد من النواب لبحث موضوع طرح الثقة بوزير التربية، وقال وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد في جلسة التصويت على حجب الثقة ان "الوزير الربعي هو شريك في الحكومة لا يمثل عبئاً عليها". وجُمعت في الدائرة الانتخابية للدكتور الربعي تواقيع مواطنين على عريضة تطالب بدعمه وتجديد الثقة به. وحضر حشد من المواطنين الاقتراع البرلماني على حجب الثقة الثلثاء، وصوّت 17 نائباً لمصلحة الربعي في حين صوّت 21 نائباً لحجب الثقة عنه وامتنع اربعة آخرون عن التصويت. وعلى رغم انتصار وزير التربية بصعوبة اعلن النواب الاسلاميون نيتهم تقديم استجواب آخر له حول تعليق تدريس بعض الآيات القرآنية المتعلقة باليهود في مناهج المرحلة الثانوية الأمر الذي ينفيه الربعي، ويبدو الوزير مقبلاً على مواجهات ساخنة مع التيار الاسلامي الذي لم يربح معركة حجب الثقة عنه.