شهد عام 1995 تقلبات مناخية وجوية عدة واكبتها كوارث طبيعية واضرار مادية ضخمة وخسائر بشرية مؤسفة. وحذرت المنظمات البيئية من قنبلة زمنية مناخية بعدما ثبت وجود علاقة كبيرة بين الظواهر الجوية العنيفة مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير وارتفاع درجة حرارة الأرض بفعل غازات الدفيئة الكلوروفلوروكربونات التي يساهم الانسان في انبعاثها عبر المصانع ووسائل النقل والملوثات البيئية الأخرى. ويخشى العلماء ان يؤدي تآكل طبقة الأوزون التي تحيط بالكرة الأرضية وتحول دون نفاذ أشعة الشمس فوق البنفسجية UVB بفعل غازات الدفيئة الى موجات من العواصف المطيرة تليها فترات جفاف طويلة. فقد تعرضت أوروبا هذا العام لأسوأ كارثة طبيعية تصيبها منذ 60 عاماً، اذ غمرت الفيضانات مناطق شاسعة منها نتيجة هطول امطار هي الاسوأ منذ 150 عاماً مع ذوبان الثلج وهبوب الرياح العاتية وتداعي الحواجز المائية. وتشير الاحصاءات الى ان فصول الشتاء في السنوات التسع الماضية كانت أكثر دفئاً من سابقاتها، بينما أصبحت درجات الحرارة قياسية مقارنة بما كانت عليه منذ 140 عاماً. اما الاضرار المادية الناتجة عن الكوارث الطبيعية فتقدر بنحو 60 مليار دولار سنوياً. غير ان الخبراء يأملون بانخفاض تلك الخسائر مع ازدياد دقة التوقعات الخاصة بالأحوال الجوية. ولا تقتصر الخسائر على الامور المادية، فاضمحلال طبقة الاوزون يهدد صحة الانسان والحيوان والنبات، لأن ارتفاع كمية الاشعة فوق البنفسجية النافذة يضعف جهاز المناعة ويؤدي الى توليد خلايا لمفية كابحة تمنع الجسم من الدفاع عن نفسه ضد الأوبئة والأمراض. ويساهم التسخين العالمي ايضاً في انتشار الجفاف وتغيير الاجواء الصحية ونشر الأوبئة التي اعتقد العلماء انهم قضوا عليها كالملاريا والكوليرا والتدرن او السل. دور الانسان في التسخين العالمي اتفق العلماء وممثلو الحكومات في العالم لأول مرة على ثبوت دور الانسان في التغييرات الطارئة على المناخ العالمي خلال اجتماعهم في مدريد أواخر العام 1995. تأثير غازات الدفيئة 1- انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون من الطائرات والمصانع والوقود الحجري المشتعل وعوادم السيارات 2- تمتص الارض اشعة الشمس ويطلق سطحها الحرارة في الاجواء مرة اخرى 3- تحتبس الحرارة في الاجواء بفعل ازدياد كمية غاز ثاني اوكسيد الكربون فيزداد التسخين