"المسرح المغربي - بحث في الأصول السوسيوثقافية" عنوان كتاب لافت، صدر عن "المركز الثقافي العربي"، ويحمل توقيع الناقد حسن بحراوي وأستاذ مادة المسرح في "جامعة محمد الخامس" في الرباط. يتناول الكتاب الذي قدم له حسن المنيعي، مجموعة من الظواهر الشعبية ذات الصلة الوثيقة بالقوالب المسرحية البدائية السابقة على ظهور المسرح - بمعناه الحديث - في المغرب. ويستند بحراوي في بحثه الى كتابات الاثنوغرافيين الاجانب حول هذه الاشكال الفرجوية القائمة على التشخيص والتنكر والتعبير العفوي، والتي كانت تزدهر في المناسبات الدينية كعيد الأضحى وعاشوراء ومواسم الأولياء وتتخذ مظهراً طقوسياً يقع في منتصف المسافة بين التعبد والفرجة الدنيوية. ويعنى الكتاب باستعراض مكونات وآليات اشتغال اشكال وتقاليد شعبية ك "الحلقة" و "البساط" و "سيد الكتفي" و "بو جلود" و "عبيدات الرما" و "سلطان الطلبة" و "فرجة بغيلة" وهزليات اليهود المغاربة، وغير ذلك من الاشكال ال "ما قبل مسرحية" التي سادت في أقطار المغرب العربي ولا يزال بعضها قائماً الى اليوم. ويطرح بحراوي في كتابه تساؤلات بصدد العلاقة المفترضة بين هذه القوالب التعبيرية وفنون المسرح الوافدة الينا من الغرب. "المسرح المغربي" دراسة مرجعية من دون شك، تدفع الى طرح تساؤلات كثيرة حول دور الموروث الاحتفالي العربي في بناء مسرح حديث: الانقطاع عنها او استعمالها وتطويرها؟ علماً ان المسرح المغاربي تحديداً، والعربي بشكل عام، يكاد يرزح تحت عبء هذه الاشكال التي تأخّر اكتشافها في مرحلة اولى، ثم شاعت بصورة كاسحة، بحيث تراجع الفن والابتكار وطغى خطاب فارغ يتشبث بالفرجة الشعبية ويدعي الاصالة والثراء. وتزيد من قيمة الكتاب وأهميته مجموعة الصور المرفقة وأغلبها يعود الى بداية القرن العشرين اذ تم التقاطها من طرف اثنوغرافيين بارزين من أمثال فاتبي، ولاووس. وهي صور اعاد معالجتها فنياً استاذ التصويرالفوتوغرافي في "المعهد العالي للصحافة" في الرباط الفنان نور الدين حليم.