عندما استقرت منى حاطوم في بريطانيا عام 1975، هرباً من الحرب الاهلية المندلعة في مسقط رأسها بيروت، لم تكن الشابة الفلسطينية تدري انها ستقرع بعد عشرين سنة باب "تيرنر برايز" ارقى الجوائز الفنية، وأشدها اثارة للجدل في البلد الذي بات "وطنها الثاني". فحاطوم برزت خلال العقدين الماضيين في عالم الفن". وشقت لنفسها طريقاً بين تشكيليين معروفين عالمياً. وقعت اعمالاً "حية" - استعانت بجسدها لانجازها - ابتكرتها من مواد اولية شتى مثل الحديد والصباغ وأشرطة الفيديو ... اعمالاً تنتمي الى الفن الادراكي Conceptual Art ما خولها الانضمام الى قائمة المرشحين الخمسة للجائزة التي تمنحها سنوياً غاليري "تيت" المعروفة لتكافئ واحدة من اكثر التجارب تجديداً وأصالة في بريطانيا. ومنى حاطوم غذت الخطى منذ أوائل الثمانينات على طريق الفن الادراكي، حتى صارت على مرمى حجر من المكافأة المهمة. والموهبة التي صقلها التدريب في مدراس فنية عريقة مثل "سليد" كانت جناحها الى الشهرة في بريطانيا وخارجها. كما احتفى بها "مركز بومبيدو" في باريس، فأقام لها العام الماضي معرضاً استعادياً، ثم استقبل "بينالي فينيسيا" مجموعتها الانشائية Installation "جسم أجنبي" التي عرضت ايضاً في غاليري "تيت". وعدا التوق المتأجج الى خلق البارع من نماذج الفن الادراكي، هجست منى حاطوم دوماً بالتوصل مع المشاهد وباشراكه في المغامرة المشاغبة، فقدمت اعمالاً "ادائية" حية، قاربت في معظمها موضوعات المنفى والسجن والمعاناة التي الحت على نتاجها كله. وفي مجموعتها الاخيرة "جسم اجنبي" التي تضم عملاً هو عبارة عن فيلم التقطته عدسة ابتلعتها وتركتها تصور جوفها لمدة 12 دقيقة، تطمح الفنانة الى "سبر الجميل المحفوف بالخطر" في آن. وهذا العمل المعروض حالياً في غاليري "تيت" مع نماذج من نتاج المرشحين الاربعة الآخرين، يلقى اهتماماً ملحوظاً، ما يعني ان الحظ قد يحالف منى حاطوم فتكون أول فنانة عربية تنال هذا التقدير الرفيع وما يرافقه من الشرعية والشهرة 20 ألف جنيه. يعلن عن اسم الفائز بجائز "تيرنر" في 28 تشرين الثاني نوفمبر الجاري.