هل نقول إننا خسرنا نقاط مباراة تايلاند قبل أن نلعبها؟ أم نقول إننا خسرناها على أرض الملعب بعدما فقدنا نقطتين مهمتين جداً بفعل لاعبينا الذين خذلونا وخيبوا آمالنا باكراً، فهذه المرة الحقيقة أن بوادر الخسارة لاحت باكرة أولاً في التردد الذي كانت عليه إدارة المنتخب قبل المباراة ووقت المغادرة إلى مكان المباراة (بانكوك)، التي صورت كأنها ساحة حرب من دخلها غير آمن وكل ما يتم من إجراءات احترازية قبل وقوع الخطر هو نتيجة حرص أو هو خوف على حياة أفراد البعثة حتى ساد الشارع الرياضي القلق مما قد يحدث هناك، فساعة يصرح المسؤولون: «لن نغادر إلا قبل وقت قصير»، وتارة «نخشى عقوبات الفيفا التي تتعدى الغرامة المالية»، وأخيراً بعد مشاورات ومداولات يستقر الرأي على السفر، وفي الملعب تطل الخسارة برأسها عياناً بياناً من انعدام الروح وفتور الحماسة، فربما لاعبونا اعتادوا لاعبي شرق آسيا حملاناً وديعة وشباكهم تكرم في الذهاب وتهان في الإياب، على رغم أن كوريا الشمالية صفعتهم في التصفيات الماضية لكنهم لم يستوعبوا الدرس جيداً وعادت الكرة هذه المرة مع تايلاند، المنتخب الذي سجله خالٍ من الإنجازات على مستوى القارة الآسيوية، لكنه يقف بثبات وقوة أمام (البطل السابق لآسيا والمتأهل لكأس العالم أربع مرات)، والتي صارت من الماضي الذي يبدو والله أعلم أنه من الاستحالة إعادته. تايلاند يا سادة تلعب بقتالية عالية، تتحصل من خلالها على اربع نقاط، في حين أننا نكاد نلامس قاع المجموعة بنقطتين بفارق نقطة عن متذيلها في سابقة سيئة جداً، لا أعلم بعدها أين سيهوي المنتخب وفي أي مركز سيقبع في التصنيف الشهري المقبل للمنتخبات. في الرياض سيعاني المنتخب كثيراً، ومصدر المعاناة أنه سيكون أمام جماهيره في قمة الحرج وهو يفشل في صناعة كرات خطرة يمكن أن تكون أهدافاً، أما التسجيل فهو حكاية أخرى أكثر إيلاماً، فهدف واحد في ثلاث مباريات يكشف الحال المزري الذي عليه هجوم المنتخب على رغم تواجد المهاجمين كافة البارزين في الدوري، وهنا مربط الفرس، وقد تكون المباراة المقبلة أمام تايلاند هي القشة التي ستقصم ظهر الألماني وتحيل الأحلام رماداً تذروه الرياح، فمنتخب بهذا الشكل الغريب ولاعبون بتلك الروح واللامبالاة لن يبرحوا مكانهم في ترتيب المجموعة وسيستمر الفشل، وسرادق العزاء الذي أقمناه من سنين يبدو أنه سيبقى مفتوحاً، ومن جديد عظم الله أجركم في المنتخب. [email protected]