وزير المالية: 55 مليارا لمعالجة العشوائيات والتضخم تحت السيطرة    إسرائيل تقصف وسط بيروت لأول مرة    دعوة خادم الحرمين لحضور القمة الخليجية بالكويت    زيارة رسمية لتعزيز التعاون بين رئاسة الإفتاء وتعليم منطقة عسير    وزير الشؤون الإسلامية: ميزانية المملكة تعكس حجم نجاحات الإصلاحات الإقتصادية التي نفذتها القيادة الرشيدة    نائب وزير الدفاع يرأس وفد المملكة في اجتماع الدورة ال 21    الخريف يبحث تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الصناعة والتعدين مع تونس وطاجيكستان    "موهبة" توقع 16 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم لرعاية الموهوبين    مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة    نوف بنت عبدالرحمن: "طموحنا كجبل طويق".. وسنأخذ المعاقين للقمة    العراق يشهد اجتماعًا ثلاثيًا حول أهمية الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق البترول العالمية    يايسله يطلب تعاقدات شتوية في الأهلي    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقر الميزانية العامة للدولة لعام 2025    تنفيذ 248 زيارة ميدانية على المباني تحت الإنشاء بالظهران    مسؤول إسرائيلي: سنقبل ب«هدنة» في لبنان وليس إنهاء الحرب    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة يحصد 4 جوائز للتميز في الارتقاء بتجربة المريض من مؤتمر تجربة المريض وورشة عمل مجلس الضمان الصحي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    «الإحصاء»: الرياض الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية للقطاع السكني بنسبة 28.1 %    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    سجن سعد الصغير 3 سنوات    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    فصل التوائم.. أطفال سفراء    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    خسارة الهلال وانتعاش الدوري    حكايات تُروى لإرث يبقى    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    ألوان الطيف    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ب"حساب المواطن" والدعم الإضافي لعام كامل    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    القتال على عدة جبهات    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    866 % نمو الامتياز التجاري خلال 3 سنوات    التظاهر بإمتلاك العادات    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوسط تنفرد بنشر صور مذبحة مسجد انصار السنة ومنفذيها . التكفير والهجرة يضرب في الخرطوم و الافغان العرب ينقلون خلافاتهم اليها

السلطات السودانية لمحت الى مسؤولية جماعة التكفير عن المذبحة التي سقط فيها 16 قتيلا في مسجد انصار السنة في أم درمان، وعن الهجوم على مباني منظمة الدعوة ومنزل رجل الاعمال اسامة بن لادن7 كما لمحت الى تورط اجنبي في هذه الاحداث7 لكن المعارضة حملت الجبهة الاسلامية ونظامها مسؤولية فتح ابواب البلاد امام جماعات الارهاب7
كانت الساعة تقترب من الخامسة عصر السبت الخامس من الجاري، عندما استوقف احد ابناء اسامة بن لادن والده بينما كان في طريقه الى حديقة المنزل كعادته عصر كل يوم ليجتمع بضيوفه وموظفيه في شركة الهجرة7
وقبل ان يكمل رجل الاعمال المقيم في الخرطوم وابنه حديثهما انطلقت اصوات طلقات رشاش آليّ كان واضحاً انها آتية من جهة الحديقة فاحتمى ابو عبدالله وابنه فيما خفّ الى المكان عدد من حرسه الشخصي بمسدساتهم، ورمى احدهم الى اسامة بمسدسه... وسرعان ما اشتعل المكان بمزيد من الطلقات، بعدما اشتبك المهاجمون والحراس7
وروى شاهد عيان ما جرى: في الخامسة بعد الظهر اقتحم 3 من المسلحين حديقة المنزل وتوجهوا نحو وسطها حيث اعتاد ابو عبدالله ان يجلس مع ضيوفه في ذلك الوقت، كل يوم باستثناء الجمعة* وكان هناك عدد من الاشخاص اصيب اربعة منهم، بينهم يمني اصيب اصابة خطرة في بطنه* ولم تقع ضحايا* وعندما تبين للمهاجمين ان أبا عبدالله لم يكن بين الحضور تلفتوا حولهم كأنهم يفكرون في خطوتهم الثانية... عندها بدأ الحراس بالرد عليهم، واطلق عليهم احدهم النار من مسدس عادي مما اربكهم، وعلى الأثر وصل مزيد من الحراس السودانيين المكلفين حماية بن لادن والمقيمين في مبنى مجاور لداره7
وسقط في تبادل النار اثنان من المهاجمين، بينما جرح الثالث وقبض على اثنين احدهما نجح في الوصول الى سقف غرفة تطل على الحديقة ولم يعرف هل وصل اليها اثناء المعركة أم انه كان يكمن في انتظار خروج اسامة بن لادن7
وتابع الشاهد ان المهاجمين بدوا كأنهم يعرفون المكان جيداً، ويعرفون موعد استقبال بن لادن لضيوفه7 ولا يستبعد ان يكونوا زاروا المنزل من قبل، وربما التقوا أبا عبدالله الذي يرحب بمن يزوره ولا يسأل عادة عن سبب الزيارة خصوصاً اذا كان الزائر متديناً او من قدامى المجاهدين في افغانستان7
وقال أحد المقربين من بن لادن الذي قاد بضع مئات من المجاهدين العرب في الحرب الافغانية ضد الاحتلال السوفياتي قبل ان يستقر في الخرطوم حيث يعمل في بناء الطرق، ان أبا عبدالله يتساهل في الناحية الأمنية فهو يعلم انه هدف لأكثر من جهة، وان الأمن السوداني حذره غير مرة وطلب منه ان يكون اكثر حيطة، لكنه لم يتخذ أي اجراءات أمنية في ذلك اليوم على رغم الحادث الخطير الذي وقع في مسجد الشيخ ابو زيد في أم درمان يوم الجمعة7
ويرى مطلعون ان الاعتداء على بيت بن لادن في حي الرياض في الخرطوم لم يكن عشوائياً، كما حاول وزير الداخلية السوداني العميد عبدالرحيم محمد حسين ان يوحي في مؤتمره الصحافي عندما قدم الرواية الرسمية لأحداث الجمعة والسبت بقوله ان ثلاثة أشخاص أحدهم مغربي واثنان من دولة في غرب افريقيا تردد انهما موريتانيان نفذوا الهجوم على مسجد جماعة انصار السنة شمال أم درمان الجمعة، وفي اليوم التالي انضم يمني اليهم وهاجموا مباني عدة في حي الرياض، في شكل عشوائي7
وكان المهاجمون، استناداً الى الرواية الرسمية، اقتحموا مقراً للشرطة واوثقوا رجلي أمن واستولوا على بنادق آلية ومدفع يوغوسلافي الصنع صباح الجمعة، ثم توجهوا الى مركز شرطة بجوار المسجد المنكوب واطلقوا النار على افراده7 ثم هاجموا المصلين الذين كانوا انهوا صلاة الجمعة واطلقوا النار عليهم عشوائياً فسقط 61 قتيلاً وجرح عشرون آخرون في حادثة تعد من أبشع الحوادث الارهابية التي شهدتها الخرطوم في تاريخها، واختفى المهاجمون الذين استقلوا سيارة نقل صغيرة7
وعصر اليوم التالي وقع الهجوم في حي الرياض، وصفه وزير الداخلية بأنه كان عملاً عشوائياً ليست له علاقة برجل الاعمال او منظمة الدعوة، وانما وقع اثناء مطاردة الشرطة للمسلحين7 وكانت مباني منظمة الدعوة التي تعد اهم منظمة عمل اغاثي اسلامي في افريقيا تعرضت لاطلاق نار7
واستبعد الوزير وجود دوافع سياسية او جهات اجنبية وراء الحادث، وأشار الى ان المهاجمين ينتمون الى جماعة متطرفة تكفر المجتمع، وذلك استناداً الى ورقة او بيان وجد في جيب احدهم، وبالتحري عنهم بعدما اهتدت الشرطة الى منزلهم، ونتيجة للتحقيقات مع المعتقلين منهم7 لكن وزيراً سودانياً طلب عدم ذكر اسمه اتهم الاستخبارات الاميركية واستخبارات دول عربية بأنها وراء الحادثة7
ولم ينتظر عدد من اعضاء المجلس الوطني الانتقالي برلمان معين حملة المعارضة على الحكومة، فانتقدوا بحدة سياسة الباب المفتوح التي تمارسها السلطات مع العرب والمسلمين فتسمح لمن يصل الى مطار الخرطوم بدخول البلاد من دون تحريات عنه، وهي السياسة التي انتقدتها الولايات المتحدة واتهمت السودان بايواء جماعات متطرفة، ووسعت دائرة اتهامها شاملة حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وهما جماعتان تعتبرهما الخرطوم شرعيتين ولم تستجب المطالب الاميركية بالتضيق على افرادهما، كما يؤكد المسؤولون السودانيون7 اما الجماعات المتطرفة كجماعات التكفير أو انصار تنظيمات الجهاد، فالمعروف ان الخرطوم لم ترحب بهم وان افادوا من سياسة الباب المفتوح التي يتوقع ان تتغير قريباً7 كما يقول المسؤولون في السودان7
خلافات الافغان
وعلى رغم ان كثيراً من الادلة يرجح رواية وزير الداخلية السوداني، ان مرتكبي الحادثين هم أفراد مجموعة واحدة، فان حديث المعارضة عن خلافات بين الافغان العرب ليست بعيدة عن الحقيقة، فظاهرة المكفراتية، كما يسميهم الاسلاميون، أو التكفير والهجرة كما اطلقت عليهم دوائر الأمن المصرية ظاهرة يعتبرها المجاهدون العرب خطيرة في جسم الحركة الاسلامية الحديثة7 وظهر انصار التكفير للمرة الأولى في السجون المصرية في الستينات بسبب ما تعرض له المعتقلون، وأطلقوا فكرة لا يمكن ان يفعل هذا بنا مسلم7 وحاولت قيادة الاخوان المسلمين استيعابهم لاسقاط الفكرة فأصدر مرشد الاخوان الراحل الشيخ حسن الهضيبي كتابه الشهير دعاة لا قضاة7 لكن هذه الجماعة الجديدة واصلت طريقها7
وهناك انصار ل التكفير والهجرة في مجتمعات عدة لكنهم لا يظهرون الا في شكل مفاجئ، في حادث عنف كحادثة أم درمان، ومعظمهم صغار السن ومنعزلون7 وبعضهم لا يصلي مع جماعة المسلمين، ويرفض العمل في الدوائر الحكومية معتمداً في دخلهم على التجارة7 ويشارك بعضهم بعضاً في المال7 ومع ظهور التيار السلفي اصبح في امكان انصار التكفير أن يتخفوا كسلفيين في المظهر والحديث ويهتموا كالسلفيين في مسائل العقيدة، لكنهم يتجاوزهم الى تكفير مخالفيهم7
وحلّ انصار التكفير من دول عدة في بيشاور التي اصبحت عاصمة الجماعات الاسلامية في الثمانينات، ولكن لم تعرف لهم مشاركات حقيقية في العمل العسكري داخل افغانستان، اذ اقتصرت إقامتهم على بيوت الضيافة المتعددة7 ولم يستقروا في بيت واحد اذ سرعان ما كانوا يختلفون مع المسؤولين فيه لينتقلوا الى آخر7 وتوترت العلاقات بين بعضهم وقيادات العرب في بيشاور كالشيخ عبدالله عزام، واسامة بن لادن ووائل جليدان7 ولم يترددوا في توزيع منشور سري يكفرون فيه الثلاثة لأسباب عدة بعضها سياسي كاتهامهم بالتعامل مع استخبارات بعض الدول، أو لاسباب عقائدية كجملة وردت في كتاب او خطبة جمعة7
ويقول بعض المطلعين ان هؤلاء حاولوا بالفعل اغتيال الشيخ عبدالله عزام ما أدى الى طرد عدد منهم من بيشاور بمساعدة الشرطة الباكستانية7 اما أخطر ما قاموا به هو استيلاؤهم على عدد من سيارات هيئة الاغاثة الاسلامية ومحاولتهم قتل شاب تونسي عام 0991 قيل انه كان معهم وخرج عليهم، وهي قضية تولتها أيضاً الشرطة الباكستانية وانتهت باعتقال عدد منهم7 ولا يستبعد بعض المراقبين ان تكون حادثة الخرطوم من مشاكل هؤلاء الذين كانوا في بيشاور7
ولمحت جهات رسمية سودانية الى احتمال تورط اجهزة أمنية عربية في حادثتي الخرطوم، اضافة الى الاستخبارات الاميركية وبررت ذلك بأنه محاولة لارهاب السلطات السودانية وتحذيرها وكذلك التخلص من اسامة بن لادن الذي تتهمه دوائر امنية في بلدان عربية عدة بأنه يمول التنظيمات الاسلامية المعارضة لها، وكذلك محاولة لاثارة الخلافات في الصف الاسلامي السوداني بعد الانتصارات التي حققتها الخرطوم في معارك الجنوب7
ولم تستبعد هذه الجهات ان يكون انصار التكفير أداة في أيدي جهات أمنية معادية للسودان، خصوصاً ان عدداً منهم دخل في مناظرات جديدة مع جماعات انصار السنة تميزت بالحدة وانتهت بغضب المكفراتية وتوعدهم انصار السنة... الى ان انتهى الأمر الى صلاة الجمعة الدامية ومحاولة اغتيال اسامة بن لادن7
المعارضة تتهم الحكومة
المعارضة السودانية المقيمة في الخارج رأت في الهجوم المسلح على مسجد انصار السنة مؤشراً ذا دلالة يكشف تورط الحكومة السودانية في التشجيع على ممارسة العنف باسم الإسلام7 وفي هذا السياق قال السيد مبارك الفاضل المهدي، المسؤول عن العمل الخارجي في حزب الامة وزير الداخلية السابق ان العملية المسلحة نفذها خمسة مسلحين تابعين لأجهزة الامن7 وهم سودانيون مئة في المئة يرتدون جلاليب بيضاء7 وكشفت سحناتهم، على رغم غطاء الوجه الذي استخدموه، أنهم مواطنون من وسط السودان وشماله7 واستهدف الحادث العنيف مسجد انصار السنة تأديباً لهذه المجموعة التي صعدت مواقفها الرافضة حكومة البشير7
وقال مبارك الفاضل لالوسط: ان الفريق عمر حسن البشير سبق ان أرسل قبل ايام من وقوع الحادث تهديداً صريحاً الى الشيخ ابو زيد احد زعماء انصار السنة المحمدية لكي يكف عن انتقاده اللاذع للنظام7
وأعرت بيان لحزب الأمة وزع داخل السودان عن قلقه وتخوفه من ان تستغل الحكومة هذا الحادث كي تستأنف حملة الاعتقالات في صفوف معارضيها7 اما الحادث الذي استهدف منز رجل الاعمال اسامة بن لادن بعد 24 ساعة على مجزرة مسجد انصار السنة، فاعتبره مبارك الفاضل تصفية حسابات داخلية بين جماعات الافغان العرب وزعيمهم اسامة بن لادن الذي استهدف الهجوم المسلح مكتبه ومنزله في الخرطوم7 وقد حاولت السلطات السودانية الربط بين الحادثين وهذا الأمر ليس صحيحاً7
وصرح السيد صديق الصادق المهدي نجل زعيم حزب الامة رئيس الوزراء السابق في اتصال هاتفي مع الوسط في لندن بأن الجبهة القومية الاسلامية في الخرطوم صارت في غاية الانزعاج من تحركات الجماعات الاسلامية المناوئة لها7 وقال صديق الذي يدرس في جامعة الكويت وكان غادر الخرطوم يوم الحادث: لقد تحولت خطب يوم الجمعة في مساجد الخرطوم وأم درمان الى مناسبات سياسية يشن فيها أئمة المساجد حملات لا هوادة فيها على السلطة الحاكمة7 فالناس ضاقت ذرعاً بصعوبة الاحوال المعيشية والغلاء وتفاقم عزلة السودان عربياً ودولياً والحرب مستمرة في جنوب البلاد7 ان الحكم الذي اعلن انه المنقذ للسودان تحول جلاداً لا يرحم ينزل سياط الغلاء والعنف بكواهل الناس7
وأضاف مشيراً الى انه يتحدث بصفته مواطناً سودانياً فحسب: ان جماعة انصار السنة النبوية ابرز الجماعات الاسلامية التي تواظب على شن حملات الاتهام للسلطات الحاكمة في الخرطوم، ولم تحترف السياسة اصلاً ولم تأبه بذلك غير ان السلطة استفزت هذه الجماعة ما اضطرها الى الرد متخذة خطأ سياسياً مناوئاً للجبهة القومية الاسلامية الحاكمة7 وخلال الاحتفال الذي اقيم في 27 رجب الماضي داخل مسجد الانصار في ود نوباوي في ام درمان القى الشيخ محمد هاشم الهدية شيخ جماعة انصار السنة خطبة نارية لاذعة وشن هجوماً عنيفاً على حكومة الفريق البشير7
وتابع صديق: تشكل في السودان ما يشبه التحالف الاسلامي غير المعلن بين مختلف الجماعات الاسلامية المناوئة للسلطة وتحول مسجد ود نوباوي الى خلية سياسية تلهج بالمعارضة والهجوم الصريح على سياسات السلطة الحاكمة في الخرطوم7 وتحولت المناسبات الدينية في الخرطوم وأم درمان الى مهرجانات دينية ذات طابع سياسي تحييها الجماعات الاسلامية، وجماعة الانصار والختمية في صورة جماعية في المسجد التابع للأنصار في ود نوباوي7
وأشار الى ان جماعة التكفير والهجرة، التي تناقلت بعض الانباء تورطها في الهجوم على المسجد يست تنظيماً سودانياً محلياً7
القيادة الشرعية
الفريق عبدالرحمن سعيد، رئيس الاركان السابق في الجيش السوداني والرجل الثاني في تنظيم القيادة الشرعية المناهض للحكومة، قال لالوسط هاتفياً من مقره في القاهرة: المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجبهة الاسلامية7 وأنا ادينها انطلاقاً من تصريحات وزير الداخلية عن حادث الاعتداء على المسجد اذ زعم الوزير ان مرتكبي الحادث ليسوا سودانيين وهم غرباء7 وأنا بدوري اسأل من الذي سمح لغير السودانيين بدخول البلاد ومكنهم من اقامة معسكرات تدريب لممارسة العنف المسلح؟ أليست هي الجبهة الاسلامية التي سمحت لكل المسلمين بالحصول على الجنسية السودانية؟ ان الهجوم المسلح على مسجد أنصار السنة يكشف ضيق صدر النظام من أصحاب الرأي الآخر7 وجماعة انصار السنة اتخذت مواقف سياسية جريئة منتقدة النظام وأعلنت مواقفها في غير مناسبة7 ومجزرة المسجد رسالة النظام الى كل المعارضين في الداخل7 واذا كانت جهات في وزارة الخارجية السودانية وقفت ضد حال التسيب الأمني الذي تخوفت منه اثر فتح ابواب البلاد امام حشود الغرباء المتدفقين على السودان كي ينطلقوا منه لاحقاً ليعيثوا في دول الجوار العنف والارهاب باسم الاسلام، فان جهات اخرى داخل الحكومة تنتمي الى الجبهة الاسلامية تقف مواقف مناهضة لوزارة الخارجية وترى ضرورة تطبيق مبادئ الاممية الاسلامية في السودان، ما يكشف عمق الخلافات الناشبة في اوساط حكومة البشير7
الاتحاد الديموقراطي
السيد التوم محمد التوم الناطق باسم الحزب الاتحادث الديموقراطي في الخارج ووزير الاعلام السابق، قال لسالوسط: وجه العجب ان يصدر بيان عن وزارة الداخلية يشار فيه الى ضلوع اجانب في العملية المسلحة فماذا يعنون؟ هل يريدون تبرئة الجبهة الاسلامية وتوابعها من الاتهام تماماً كما فعلوا حين اتوا بالترابي ورهطه مع قيادات المعارضة الى سجن كوبر في بداية الانقلاب كحركة تمويهية؟ ثم من هم هؤلاء الاجانب؟ هل هم الذين شملهم قرار وزير الداخلية بالانعام عليهم بالجنسية السودانية؟
وأضاف: ان بلادنا لم تشهد في تاريخها عنفاً دموياً بهذه الفظاعة ونود التذكير بحادثة جامعة الخرطوم في الشهر الماضي حين اشتبكت جماعة من الطلاب ينتمون الى الجبهة مع جماعة طلابية من انصار السنة توعد خلالها الجبهويون انصار السنة بولويل والثبور وعظائم الامور7 واذا اخذنا برواية السلطة ان الذين قاموا بالحادث من الجماعات الوافدة، لتذكرنا خطاب الرئيس اسياس افورقي من بداية هذا العام حين أشار الى التحرشات التي قامت بها عناصر مسلحة متسللة من السودان، حين قال أن بعضهم ينتمي الى المغرب العربي 777 اننا نطالب المجتمع الدولي وبريطانيا وأميركا على وجه الخصوص بأن يعمل مجلس الامن على انقاذ السودان7
الحزب الشيوعي
الدكتور عزالدين على عامر، المسؤول عن الحزب الشيوعي السوداني في بريطانيا وايرلندا قال لالوسط: إنها اضافة دموية الى الرصيد الاجرامي للجبهة القومية الفاشية فهي جبهة ارهابية تستغل الدين الاسلامي لتحقيق مآربها7 وتحاول سلطة الجبهة أن تنحي باللائمة في هذا الحادث على جهات اجنبية مدعية ان الجناة اجانب7 لكن الشعب السوداني الذكي وجه اصابع الاتهام الى اجهزة النظام التي استخدمت الحادث للقضاء على معارضيها السياسيين من انصار السنة الذين هددهم عمر البشير قبل خمسة ايام من الحادث بأن الثورة ستتصدى لهم بعنف، ثم رفع قمصانهم والمطالبة بدمائهم التي يحملونها من يرون مناسباً من المعارضين السياسيين الأخرين7
ان هذه الجريمة البشعة، حتى اذا سلمنا ببراءة السلطة من تدبيرها تعكس حالة انفراط عقد الأمن التي هي من المقام الاول مسؤولية سلطة الجبهة القومية 777
واذا قبلنا بما تطلقه السلطة من شائعات عن وجود صراعات بين أنصار السنة وجماعة التفكير والهجرة والتي يشير بعض الاصابع اليها بالاتهام فالسلطة هي المسؤولة ايضاً بفتحها بلادنا لتكون مسرحاً لعمليات التصفيات بين الجماعات الدينية المهووسة والتنظيمات والمنظمات المأجورة7
واللافت في الاعتداء على مسجد انصار السنة ان ردود فعل المعارضة السودانية عليه جاءت متعارضة، ففي حين اجمعت القيادات الحزبية المعارضة في الخارج على نسب مسؤولية الحادث الى مواطنين سودانيين، وتحميل الجبهة الاسلامية مسؤولية التسيب الامني، لوحظ ان المعارضة الداخلية، وفي طليعتها السيد الصادق المهدي، استبعدت ان يكون الحادث من تدبير مواطنين سودانيين7 وقال المهدي انه يستبعد وجود اي تخطيط سوداني وراء الحادث، حتى لو كان بين الجناة سودانيون7 لكنه حمل الحكومة مسؤولية الأحداث التي وقعت في مسجد انصار السنة، وشكك في تصريح ل الوسط بجدية الحكومة في القبض على الجناة، وقال: كيف يعقل ان ينفذ عدد من الأجانب هجوماً على مركز للشرطة في أقصى غرب ام درمان ثم يتوجهون إلى منزلهم لجمع أغراضهم وبعدها الى شمال أم درمان للاعتداء عي مركز آخر للشرطة ثم على مسجد ثم يأتون الى جنوب الخرطوم وبعدها إلى شرقها لتبدأ معركة أخرى بعد اكثر من 24 ساعة ولا يتم القبض عليهم او اعتراضهم7
ولوحظ ان جماعة انصار السنة اوفدت عدداً من قياداتها اثر تعقب الشرطة السودانية الجناة وقتلها عدداً منهم، لمقابلة وزير الداخلية العميد عبدالرحيم محمد حسين وابلاغه شكرها الحكومة على الجهود التي بذلتها لكشف ملابسات الحادث ما يضعف الرواية القائلة أن مدبري الحادث ينتمون الى أجهزة الامن الرسمية او من المقربين الى الجبهة الاسلامية7 في المقابل تعاملت المعارضة السودانية المسلحة ممثلة بفصيلي الحركة الشعبية لتحرير السودان، مع الحادث بهدوء ملحوظ، ورأت فيه مبرراً يدعم مطالبة الحركة بحق شعب جنوب السودان في تقرير المصير7 وفي هذا المجال قال فيليب لومودونغ المسوول عن شرق أفريقيا في التيار الرئيسي للحركة بقيادة العقيد جون قرنق: حادث المسجد يؤشر الى قوى الهوس الديني التي انطلقت من الخرطوم محاولة تغيير هوية افريقيا باعتماد العنف وسفك الدماء7 فنحن اضطررنا الى طلب حق تقرير المصير حفاظاً على ارواحنا ودماء نسائنا وأطفالنا7
وقال رياك مشار، زعيم الحركة المتحدة لتحرير السودان لالوسط خلال زيارة خاصة قام بها للندن بعد وقوع حادث المسجد، ان قوى التطرف الديني تهدد ارواح المسلمين والمسيحيين والوثنيين في السودان ودول القرن فهل سيتصدى مجلس الامن لهذه الظاهرة الخطيرة؟7


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.