تأسست منظمة المؤتمر الاسلامي مباشرة بعد احتراق المسجد الأقصى في العام 1969 كتعبير عن تضامن العالم الاسلامي حيال قضاياه المشتركة. إلا أن المؤتمرات الاسلامية الأولى سبقت هذا التاريخ بعشرات السنوات. ففي المملكة العربية السعودية تأسست في العام 1899 "جمعية الموحدين" واجتمعت قياداتها في مكةالمكرمة وواصلت اجتماعاتها السنوية. وكان المفكر الاسلامي عبدالرحمن الكواكبي أطلق فكرة تأسيس الجمعية في كتابه "أم القرى" ودعا الى عقد اجتماعاتها في مكةالمكرمة. وعاد محمد رشيد رضا في جريدة "المنار" ودعا الى تطوير آلية العمل الاسلامي المشترك وتبنى الدعوة الى عقد مؤتمر اسلامي سنوي. ويرى قادة العالم الاسلامي ان أول مؤتمر اسلامي حقيقي في القرن العشرين عقد في مكةالمكرمة سنة 1926 بدعوة من الملك عبدالعزيز آل سعود الذي اعتبره في خطابه الافتتاحي انه "أول اجتماع في التاريخ الاسلامي"، وشاركت فيه 35 دولة اسلامية. وإذا كان المؤتمر الأول غلب عليه الطابع الديني البحت، غير أن المؤتمرات اللاحقة أخذت تتسم بالطابع السياسي، وتكرس هذا الطابع لمؤتمرات القمة الاسلامية عندما دعا مفتي فلسطين الأكبر الشيخ محمد أمين الحسيني الى عقد مؤتمر اسلامي شعبي في القدس الشريف عقد عام 1931 في رحاب المسجد الأقصى بهدف التنبيه الى خطورة الأحداث التي تشهدها فلسطين تحت الانتداب البريطاني. واتسم مؤتمر القدس بالطابع الشعبي الموغل في الشعارات السياسية، أما الحضور السياسي للبلدان الاسلامية فتميز بالندرة والتحفظ كون غالبيتها كانت يومها خاضعة اما للانتداب الفرنسي واما للانتداب البريطاني. وبعد الحرب العالمية الثانية نالت غالبية الدول الاسلامية والعربية استقلالها ودخلت الدعوة الى الوحدة الاسلامية طوراً جديداً، نظراً الى احداث سياسية شهدتها فلسطين وشبه القارة الهندية بعد اعلان دولة باكستان عام 1947. وحافظت منظمة المؤتمر الاسلامي على بقائها بعيدة عن بازار الصدامات السياسية بين بلدانها، لا سيما بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران وظلت على الحياد الى حد ما. وتتفرع عن منظمة المؤتمر الاسلامي مؤسسات تابعة لها مقر معظمها في المملكة العربية السعودية، وأبرزها: المؤسسة الاسلامية للعلوم والتكنولوجيا والتطور. منظمة التضامن الاسلامي، وكالة الأنباء الاسلامية، أكاديمية فقه القانون الاسلامي، الى جانب الرابطة الدولية للبنوك والمصارف الاسلامية ومقرها في مصر، كما تحتضن تركيا عدداً من المؤسسات التابعة للمنظمة وابرزها: مركز أبحاث التاريخ الاسلامي، ومركز الأبحاث والاحصاءات والدراسات في البلدان الاسلامية. ويشرف المؤتمر الاسلامي على 11 وكالة مختصة، من بينها المصرف الاسلامي واتحاد الغرف الاقتصادية، وقد انشأ عدداً من المعاهد في مختلف عواصم العالم، لا سيما الأوروبية منها. وحدد المؤتمر الاسلامي لنفسه الأهداف الآتية: إرساء أسس التعاون والتعاضد بين الدول الأعضاء فيه. تنمية المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدان الاسلامية. تشجيع البحث العلمي والتأهيل التقني لتكوين الكوادر التي تحتاجها تلك البلدان. تعليم العربية، لغة القرآن الكريم، في البلدان الاسلامية. احياء التراث الاسلامي والعمل على نشره. الدفاع عن قضايا المسلمين في العالم وعلى رأسها قضية القدس.