كشف مسؤول أردني رفيع المستوى ل "الوسط" النقاب عن أن العاهل الأردني الملك حسين "تدخل في اللحظة الأخيرة ووضع الأمور في نصابها وحال دون الاستعجال في الاعلان عن اعتزام الأردن توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل". وقال ان كبار المسؤولين الأردنيين كانوا نصحوا الملك حسين بأن من مصلحة الأردن توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل في أقرب وقت ممكن وان الولاياتالمتحدة واسرائيل طلبتا من الأردن التعجيل في توقيع المعاهدة الا ان الملك حسين رفض هذه النصائح. وأضاف ان العاهل الأردني أبلغ موقفه هذا الى رئيس وزراء اسرائيل اسحق رابين خلال اجتماعهما الأخير في العقبة الأمر الذي تحدث عنه رابين فيما بعد عندما قال أمام الكنيست الاسرائيلية انه يتفهم موقف الأردن. لكن رابين قال أمام الكنيست ايضاً انه يتوقع توقيع معاهدة سلام مع الأردن قبل نهاية العام الحالي. ويرجح المسؤول الأردني نفسه ان يكون الملك حسين اتخذ هذا القرار "لأسباب عربية" خصوصاً بالنسبة الى سورية ولبنان اللذين لا يملك الأردن معلومات كافية عن طبيعة المفاوضات على جبهتهما مع اسرائيل، إلا ان اعلاناً رسمياً لم يصدر حتى اليوم عن حقيقة ما يجري عليهما. التقدم الكبير الذي كان متوقعاً في لقاء الرئيس بيل كلينتون والأمير حسن ولي عهد الأردن وشمعون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلي في واشنطن حدث فعلاً على رغم عدم الاعلان عن موعد لتوقيع معاهدة سلام أردنية - اسرائيلية. وأشار الرئيس الأميركي بنفسه الى هذا التقدم خلال كلمته في حديقة البيت الأبيض بحضور الأمير حسن وبيريز. ويبدو ان التقدم الكبير باتجاه معاهدة السلام تركز في نقطتين جوهريتين: الأولى، وضع جدول أعمال مشترك وتفصيلي لقمة الدار البيضاء 30 اكتوبر - 1 نوفمبر لطلب تمويل مشاريع اقتصادية كبرى، بعضها أردني - اسرائيلي مشترك واخرى على مستوى الاقليم. الثانية، اتخاذ قرار سياسي على أعلى مستوى يتيح للمفاوضين الأردنيين والاسرائيليين الاتفاق على انسحاب اسرائيل من الأراضي الأردنيةالمحتلة واعطاء الأردن حصته من المياه خلال الشهر الجاري.