أسدل الستار في التاسع من الشهر الجاري على دورة قطر الدولية في كرة المضرب التي استضافتها ملاعب الدوحة وضمت نخبة اللاعبين العالميين. وكان الاقبال على الاشتراك من قبل النجوم هذا العام أكثر منه في الدورة الأولى التي أقيمت في الوقت نفسه من العام الماضي. وكان كل من بطل العالم الأميركي بيت سامبراس والثاني في الترتيب العالمي الألماني ميكايل شتيش والمصنف الخامس السويدي ستيفان أدبرغ أعلنوا عن اشتراكهم في بطولة الدوحة قبل فترة طويلة اضافة الى الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش الذي خسر المباراة النهائية العام الماضي. وعوَّض وجود هذه الأسماء غياب بطل الدورة السابقة الألماني بوريس بيكر الذي فضل عدم الدفاع عن لقبه لأن زوجته تنتظر مولوداً. وفي حين توقع الجمهور ان تأتي الاثارة من أحد النجوم العالميين خطَّ النجمان المغربيان يونس العيناوي المصنف 51 في العالم وكريم العلمي المصنف 205 صفحة جديدة في تاريخ كرة المضرب العربية. وفجر العلمي مفاجأة ما زال دويها يصم الاذان. إذ توقع النقاد والمراقبون مهمة سهلة للمصنف الأول الأميركي سامبراس لكن العلمي أقصاه من الدور الأول بنتيجة 3/6، 6/2، 6/4 لتفقد الدورة أهم لاعبيها وتشهد في المقابل ولادة نجم عربي جديد. وهذا النصر المذهل حال دون إخلاد العلمي الى الراحة لم تغمض له عين طوال الليل لتلقيه سيلاً من اتصالات التهنئة فسقط أمام الهولندي بول هاهوس بعد مباراة ماراثونية في الدور الثاني انتهت بنتيجة 4/6، 7/6، 3/6. وخرج الالماني شتيش المصنف ثانياً أمام الهايتي المغمور رونالد اجينور بنتيجة 7/5، 4/6، 4/6. أما العيناوي فشق طريقه الى الدور الثالث حيث جمعته القرعة مع صاحب الارسالات الصاروخية غوران ايفانيسيفيتش وخسر المغربي مباراته أمام الكرواتي بمجموعة واحدة في مقابل مجموعتين 6/7، 7/6، 2/6 وكان قد سقط في الدور نفسه من بطولة العام الماضي. ولا بد أن تستجيب جهات مختلفة لدعوة العيناوي الذي صرح بأنه في حاجة ماسة الى دعم مادي لكي يتمكن من تعيين مدرس متمرس يناقش معه الأخطاء التي يرتكبها في كل مباراة حتى لا يقع بها من جديد. وإذا كان العيناوي تقدم الى المركز ال 51 في العالم من دون مدرب فبامكانه ان يحقق قفزة أكبر في حال قدر له أن يعيّن مدرباً قديراً. وبات من المؤكد ان يشارك العيناوي في بطولة استراليا المفتوحة من دون ان يخوض دورة تصفية وسيكون أول لاعب عربي ينال هذا الشرف. وأهمية دورة قطر الدولية لكرة المضرب لا تعود فقط الى الاسماء التي شاركت فيها بل الى حسن تنظيم واشراف وتوفير سبل الراحة كافة حتى باتت الدورة جنة للاعبي كرة المضرب. فالاتحاد القطري للعبة، نظم للاعبين نشاطات شتى منها امتطاء الهجن بالزي العربي.... كما ان الدورة الثانية عرفت اقبالاً جماهيرياً كبيراً على غرار نظيرتها الأولى. وبالعودة الى الدورة كان اللقب من نصيب السويدي ستيفان ادبرغ الذي هزم في النهائي الهولندي هارهوس 6/3، 6/2، وكان الأخير فجّر مفاجأة في نصف النهائي بفوزه على ايفانيسيفيتش 6/3، 6/4. وظهر النجم السويدي في قمة أدائه وذكر عشاقه بأيام العز يوم تصدر الترتيب العالمي. وأكدت الدورة ان قطر على الطريق الصحيح في جعل كرة المضرب لعبة أساسية وعلى الدول العربية الأخرى ان تحذو حذو قطر في توفير الماديات لتخريج نجوم عرب يواصلون انجازات العيناوي والعلمي ويضعون كرة المضرب العربية على خارطة اللعبة الدولية.