ما ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها حتى عادت مصانع السيارات في بريطانيا الى الانتاج واحدها مصنع كان ينتج قبل الحرب سيارة اسمها إس. إس SS. فاستبدل الاسم، الذي كان يذكر بغستابو الرايخ النازي الثالث، ب "جاغوار". عام 1948، انزلت جاغوار طرازها "إكس كاي 120" الرياضي، فأصاب هوى عند محبي السرعة ورياضة السيارات، فأقبلوا عليه. نجاح طراز "إكس كاي 120" شجع "جاغوار" على اعتماد المحرك ذاته في طرازها الفخم "جاغوار مارك 5"، الذي نزل الى اسواق العرض والطلب في العام نفسه فلم يكذب خبراً، برفاهيته وفخامته. وكرت سبحة جاغوار، وتعددت الاطرزة الرياضية "إكس كاي 140 و150" والاطرزة الفخمة مارك 7 و8، اسم "مارك 6" كان يومها مملوكاً ل "دايملر". عام 1956، فازت جاغوار بسباق "لومان 24" وب "رالي مونتي كارلو" بعده. وفي العام التالي، حقق طراز جاغوار الرياضي فوزاً تاريخياً في "لومان 24" بحلوله في المراكز الاربعة الاولى. عام 1957 شب حريق في مصنع جاغوار في "كوفنتري"، أتى عليه وعلى ما احتواه من سيارات ودراسات وتصاميم. وفيما ساورت جاغوار الظنون من ان يكون الحريق حادثاً مفتعلاً، ثبت من التحقيقات ان النيران شبت في المصنع عرضاً. وما كادت جاغوار تنفض عنها رماد الحريق حتى اكتوت من جديد بالركود الاقتصادي الذي اصاب الشركات الصغيرة بالضرر. فتدنت مبيعات جاغوار واصيبت بنكسة مالية جعلت السير وليام ليونز مؤسس الشركة ورئيس مجلس ادارتها يوافق عام 1966 على دمج شركته بشركة BMC "بريتيش موتور كوربوريشن" ليصبح اسمهاBMH "بريتش موتور هولدينغ". وما لبثت الشركة الجديدة ان دمجت نفسها بمجموعة "ليلاند" ليصبح اسمها "بريتيش ليلاند". في خضم هذه التغييرات بدأ اسم واستقلالية جاغوار يضمحلان، خصوصاً بعد الهزة المالية التي انتابت "بريتيش ليلاند" عام 1975 فما كان من امر الحكومة العمالية عامذاك الواصلة حديثاً الى السلطة من دعم الشركة مالياً. عام 1980، تسلم جون ايغن ادارة فرع جاغوار في الشركة. وبدأ يخطط لاعادة استقلالية جاغوار صناعة واسماً. وما ان حل عام 1984 حتى كان جاغوار تستعيد تدريجاً اصالتها. ولما تمكن ايغن من تحقيق جزء من الاستقلالية طرح في البورصة اسهم جاغوار المستقلة. الا ان ما كان يصبو اليه ايغن، تعرض الى نكسات متلاحقة، فاستمرت جاغوار حتى عام 1989 تعاني من اضرابات العمال، فأثر ذلك بشكل او بآخر على جودة انتاجها، فانهكت مادياً ومعنوياً واخذت تفقد ثقة المستهلكين... حتى جاءت فورد الاميركية تمد لها العون، وتتوصل عام 1989 الى شراء الشركة. ما كان ينقص جاغوار مع المال هو حسن الادارة والتخطيط الانتاجي المدروس. فضخت فورد المال في شرايين الشركة المنهكة والمثقلة واستفادت من خبرات عمال ومهندسي جاغوار في توجيه الخطط الانتاجية وتحسينها... فأدى ذلك الى انطلاقة جاغوار من جديد واخذت تسترجع مكانتها في الاسواق وعند المستهلكين. العصر الجديد في أواسط آب اغسطس الماضي، افتتحت جاغوار مركزاً للتجميع جهزته في غضون 21 يوماً. يستطيع هذا المركز تجميع سيارة واحدة كل 5 دقائق، من دون تدخل الرجل الآلي، فأيدي الحرفيين وحدها في الورشة الميكانيكية المستمرة، فهم يعملون بحرفة عز نظيرها، تحت رقابة مزدوجة من العمال انفسهم ومن المشرفين على برمجة الانتاج، فعزز ذلك من جودة الانتاج وحدا بفرع التسويق في الشركة الى اعطاء المستهلك ضمانة لمدة ثلاث سنوات او 100 الف كيلومتر. والجديد الآتي الى جاغوار تصميم محرك من 8 اسطوانات اضافة الى المحركين الجبارين من ست اسطوانات ومن 12 اسطوانة المعتمدة في جميع اطرزة جاغوار. والمحرك الجديد 8 اسطوانات سيعتمد في بعض الاطرزة التي تصمم للعام 1994. المهندسون يتكتمون الى الآن عن هذا الانجاز الجديد. جاغوار، تتحضر لدخول عصر جديد يعيد لها ريادة صناعة السيارات الى سنوات آتية.