حافظ :العديد من المنجزات والقفزات النوعية والتاريخية هذا العام    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    "رفيعة محمد " تقنية الإنياغرام تستخدم كأداة فعالة لتحليل الشخصيات    رئيس جمهورية جامبيا يصل إلى المدينة المنورة    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    المملكة تؤكد على أهمية استدامة الفضاء الخارجي وضمان استمرار الفوائد التكنولوجياته    تشكيل النصر المتوقع أمام الاتفاق    تراجع أسعار النفط إلى 73.62 دولارًا للبرميل    الجبير ل "الرياض": 18 مشروعا التي رصد لها 14 مليار ريال ستكون جاهزة في العام 2027    محافظ بيش يطلق برنامج "انتماء ونماء" الدعوي بالتزامن مع اليوم الوطني ال94    أمطار متوسطة على منطقة المدينة المنورة    محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    الأخدود يتعادل سلبياً مع القادسية في دوري روشن للمحترفين    الأمم المتحدة تؤكد أنها نفذت خطط الاستجابة الإنسانية ل 245 مليون شخص    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    «المجنون» و«الحكومة» .. مين قدها    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    «الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف    إسرائيل - حزب الله.. هل هي الحرب الشاملة؟    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    التزامات المقاولين    ماكرون: الحرب في لبنان «ليست حتمية».. وفرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين    قصيدة بعصيدة    شرطة الرياض: القبض على مواطن لمساسه بالقيم الإسلامية    حروب بلا ضربة قاضية!    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    قراءة في الخطاب الملكي    سوق المجلس التراثي بشقراء يواصل استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني 94    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    ديفيد رايا ينقذ أرسنال من الخسارة أمام أتلانتا    هدف متأخر من خيمينيز يمنح أتليتيكو مدريد على لايبزيغ    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    مصادرة صوت المدرجات    النصر وسكّة التائهين!    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    جازان: إحباط تهريب (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    أمانة الطائف تكمل استعداداتها للإحتفاء باليوم الوطني 94    سَقَوْهُ حبًّا فألبسهم عزًّا    نائب أمير جازان يطلق البرنامج الدعوي "انتماء ونماء" المصاحب لليوم الوطني ال 94    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    نائب أمير منطقة جازان ينوه بمضامين الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى    فريق بحثي سعودي يطور تكنولوجيا تكشف الأمراض بمستشعرات دقيقة    أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالبرد وتؤدي لجريان السيول على 5 مناطق    المواطن عماد رؤية 2030    وفد من الخطوط السعودية يطمئن على صحة غانم    المهندس الغامدي مديرا للصيانة في "الصحة"    الأمير سعود بن مشعل يشهد اجتماع الوكلاء المساعدين للحقوق    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 7,922 رجل أمن من مدن التدريب بمناطق المملكة    تعزيز التحول الرقمي وتجربة المسافرين في مطارات دول "التعاون"    سلامة المرضى    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل ما يجب أن تعرفه عن أمراض العيون . وداعاً للنظارات والعدسات اللاصقة و ... بشرى لفاقدي البصر
نشر في الحياة يوم 05 - 07 - 1993

على الرغم من التقدم الهائل الذي تحقق خلال السنوات الماضية في تطوير وسائل العلاج وتحسين نوعية وجودة النظارات والعدسات اللاصقة، فان ذلك لم يثنِ العلماء والباحثين، من اطباء عيون وجراحين، عن تحقيق المزيد والارتقاء بابحاثهم لبلوغ ما يشبه المستحيل من اجل تصحيح حالات قصر البصر "MYOPIA" في عمليات لا تتجاوز ثواني معدودة، والسعي لتصحيح وعلاج حالات قدُ البصر "HYPEROPIA" والسّد "CATARACT" وحرج البصر "ASTIGMATISM" والزرق "GLAUCOMA" ومرض بقعة الشبكية "MACULA" المسؤول الاول عن حالات فقدان البصر.
في بريطانيا يعاني اكثر من نصف عدد السكان من مشاكل في النظر، اذ يرتدي حوالي 25 مليون شخص نظارات طبية، ويستخدم مليون ونصف المليون شخص العدسات اللاصقة. وعلى الرغم من ذلك فان الاطباء متفائلون بأنه خلال 10 سنوات لن يحتاج اي انسان تحت سن الاربعين الى نظارات او عدسات لاصقة لأن تطوّر تكنولوجيا جراحة العيون سيكون كفيلاً بمعالجة اي قصور في حاسة النظر. ويقوم الاطباء بابتكار وسائل علاجية رائدة تشمل تركيب نظارات تحتوي على كاميرات فيديو وشاشات مصغرة، بالاضافة الى زرع شرائح دقيقة داخل مقلة العين لتمكين الضرير من الرؤية. اما قمة التكنولوجيا في علاج مشاكل العيون هذه الأيام فترتكز على استخدام اجهزة الليزر وأشعتها. ولقد انتشرت هذه التقنية بشكل واسع حيث يتم تطبيقها في علاج حالات قصر البصر عند الشباب الذين تكون عيونهم في قمة صحتها، غير ان مقلاتها تكون طويلة فوق العادة مما يؤدي الى تركيز الصور امام شبكية العين بدل من ان تتركز هذه الصور فوقها. ووجد الباحثون ان اجراء بعض التعديلات على قرنية العين يساعد في تركيز الصور فوق الشبكية. وتعتبر القرنية في غاية الاهمية لأنها تقوم بالعبء الاكبر حيث تعكس الاشعاعات الضوئية الآتية قبل تمريرها الى العدسة الزجاجية الغنية بالبروتينات، والمسؤولة عن توضيح الصور التي تصل اليها بصفة نهائية.
عمليات الاصلاح والعلاج
يتم اصلاح قصر البصر "MYOPIA" جراحياً عن طريق تسطيح القرنية لدرجة تمكنها من تركيز الصور التي تستقبلها فوق الشبكية. وتقوم اجهزة الليزر الحديثة بتغيير شكل القرنية بدقة فائقة باستخدام مزيج من غازات الآرجون والفلور التي تولد ذرات اشعاعية قوية جداً تدعى فوتونات يتم توجيهها نحو العين حيث تقوم بتفكيك الروابط الموجودة بين ذرات القرنية وتبخّر نسيجها بسهولة، بعد ازاحة الغشاء الخارجي جانباً لاتاحة المجال امام الليزر كي يزيل طبقات من القرنية تقل عن عُشر كثافتها. ويسمح ذلك الشكل المسطح الجديد بتركيز الصور بطريقة صحيحة فوق الشبكية خلف العين.
يعتمد علاج قصر البصر بالليزر على الاشعة فوق البنفسجية الصادرة عن جهاز "EXCIMER LASER". ولقد تلقى هذا العلاج عشرات الآلاف من الاشخاص وكانت النتائج ناجحة ومشجعة في معظمها. ويقول البروفسور جون مارشال، اخصائي العيون في مستشفى سان توماس في لندن، ان المخاوف التي ابداها الباحثون حول المضاعفات التي يمكن ان تظهر على المدى البعيد لا أساس لها، حيث تبين من مراقبة عدد كبير ممن تلقوا العلاج لمدة ثلاث سنوات ان تصحيح حالات قصر البصر عملية سليمة وثابتة ليست لها اعراض او آثار جانبية تدعو للقلق.
ويتم حالياً تمديد حقل المعالجة بالليزر ليشمل مشاكل اخرى تصيب قرنية العين كتصحيح حالات قدُّ البصر "HYPEROPIA" عن طريق زيادة حدة تقوس القرنية بواسطة اشعة الليزر تحت الحمراء، بحيث تتمكن من ثني الضوء عبر زاوية اكبر ومن ثم تركزه فوق الشبكية لا خلفها. وعلى الرغم من عدم نجاح هذا الاسلوب بصورة تامة، فان البروفسور ثيو زايلر من مستشفى جامعة برلين والبروفسور جون ميتشيل من مستشفى سان توماس في لندن والدكتور بريت هاليداي من مستشفى كالاتر بريدج في تشستر متفائلون بنجاحه، خاصة وان غالبية المرضى الذين عولجوا به تمكنوا من التخلص من نظاراتهم وعدساتهم اللاصقة بعد عشر دقائق من اجراء العملية.
ويقوم البروفسور جون مارشال ايضاً باستخدام الليزر لعلاج الاشخاص الذين يعانون من مرض حرج البصر او اللابؤرية "ASTIGMATISM" الناتج عن تشوه شكل قرنية العين وعجزها عن تركيز الصور ورؤيتها بشكل واضح. تعتمد هذه الطريقة العلاجية على تجسيم عدسة لاصقة تناسب عين المريض ووضعها بين العين والليزر بدل وضعها فوق العين مباشرة، بحيث تشكل حاجزاً موقتاً يسمح لأشعة الليزر تصحيح شكل القرنية. وما زال هذا الاسلوب في بدايته.
ان استخدام الليزر يصلح لعلاج حالات النظر التي تتطلب تعديلات متوسطة، اما اذا ازدادت هذه المشاكل تعقيداً فانها تتطلب، علاجاً جراحياً يعتمد على الاستفادة من القرنيات المأخوذة من الاشخاص المتبرعين بعد وفاتهم. حيث يتم تجميد القرنية المتبرع بها بعد تصقيعها عن طريق استخدام غاز ثاني اوكسيد الكربون، لأن ذلك يسهّل عملية تغيير شكلها، ثم تقوم "مخرطة" مبرمجة بالكومبيوتر بتقطيعها حسب الشكل المطلوب. يدفع الجراح الغشاء الظاهري للقرنية ثم يقطع اخدوداً حول سطحها الخارجي حيث توضع القرنية المتبرّع بها ويتم تثبيتها ببعض الغرز الموزعة حول الاطراف. ومع مرور الوقت يتجدد نمو الغشاء الظاهري فوق القرنيتين وتتحسن حالة البصر عند المريض. ولا يخلو هذا الاسلوب العلاجي من بعض السلبيات، كما يؤكد الدكتور بريت هاليداي، اخصائي جراحة العيون الذي يقوم بمثل هذه العمليات، لأن قوة عدسة القرنية الجديدة تتغير بصورة كبيرة تقلل من جودة البصر، ولأن هذا الاسلوب العلاجي ما زال في بداية عهده ولا يمكن التكهن بنتائجه بصورة مؤكدة. اما اهم مميزاته العلاجية فهي امكانية عكسه واعادته الى الوضع السابق في حال فشل العملية وعدم الحصول على نتائج ايجابية منها. كما انه من اكثر الاساليب العلاجية اماناً وسلامة. ويبدو ان هذا الاسلوب اكثر نجاحاً في علاج حالات قد البصر من علاجه لحالات قصر البصر، لأن العدسة المحدبة لمن يعاني من مد البصر اسهل للخياطة والتثبيت من العدسة المقعرة عند قصيري البصر. ويعتقد الدكتور هاليداي انه سيتم استخدام هذا الاسلوب مستقبلاً لعلاج حالات حرج البصر او اللابؤرية الخطيرة التي تصيب الشباب، حيث يعاني المرضى من نحالة وسط القرنية ونتوئها الذي يؤدي الى هبوط درامي في الرؤية.
مزيد من التطورات العلاجية
من التطورات الجراحية ايضاً استخدام الحلقات القرنية CORNEAL RINGS وهي عبارة عن قطع من البلاستيك مصممة خصيصاً للاحاطة بقرنية العين، يمكن سحبها لتسطيح القرنية ومساعدة الذين يعانون من قصر البصر الخفش، او يمكن دفعها والضغط عليها لزيادة تدويرها لمساعدة الذين يعانون من مد البصر. وما زالت هذه التجارب في بداية عهدها ولم تتم تجربتها سوى في الولايات المتحدة الاميركية على الموتى وفاقدي البصر. وحالياً تجرى الاستعدادات للبدء بتجربة واسعة النطاق تشمل اوروبا. وتجدر الاشارة الى ان مثل هذه العمليات الجراحية لا تستغرق اكثر من 15 دقيقة يكون فيها المريض تحت تأثير التخدير الشامل، حيث توضع الحلقة البلاستيكية خارج اهم جزء من القرنية. وفي حالة فشل العملية فانه سيكون من الممكن عكسها واعادتها الى وضعها السابق. ويخشى بعض الجراحين، بمن فيهم الدكتور هاليداي، من ان تتسبب مثل هذه الحلقات بهرس الخلايا القريبة منها والقضاء عليها، خاصة وان قرنية العين ومادة البلاستيك لا يتفقان.
من جهة اخرى ابتكر الباحثون في معهد لندن للعيون فحصاً جديداً يعتمد على الكمبيوتر، بامكانه تحديد التغيرات التي تطرأ داخل العين قبل سنتين من ظهورها او اكتشافها عن طريق الفحوص التقليدية. حيث وجدوا ان الاشخاص المصابين بداء الزرق او الغلوكوما يعجزون عن كشف الحركات البسيطة الواقعة فوق اطراف حقل الرؤية لديهم. وفقدان هذه الحاسة خفيف جداً لدرجة انها تمر غالباً دون ان يلاحظها المصابون ودون ان يكتشفها الاطباء الذين يقومون بفحصهم. ومن المعروف ان الغلوكوما هي من الامراض الخطيرة التي تصيب العيون وتتسبب احياناً في عماها نتيجة لتراكم السائل امامها وحجبه لحقل الرؤية. ولا يمكن للفحوص التقليدية ان تكتشف هذا الضرر الذي تسببه الغلوكوما الا بعد موت اكثر من نصف الخلايا العصبية داخل العين.
يجلس المرضى خلال هذا الفحص امام شاشة للكمبيوتر ويحدقون مباشرة امامهم، ثم يطلب الطبيب المختص منهم الضغط على زر معين كلما لاحظوا خطوطاً تتحرك فوق اطراف الشاشة. ويمكن قياس اي نقص في حساسية العيون لهذه الخطوط المتحركة بعناية فائقة تتيح المجال للطبيب كي يباشر العلاج قبل ان تتطور حالة القصور الى الأسوأ.
في الدول النامية يعتبر مرض بقعة الشبكية "MACULA" السبب الرئيسي للاصابة بالعمى وفقدان البصر. ويؤثر هذا المرض على واحد من كل ثلاثة اشخاص تجاوزوا سن 75 سنة. يشعر المصابون به بأنهم يعانون من وجود فراغ او حفرة وسط حقل رؤياهم. وتعود اسبابه الى ضمور الخلايا الحساسة للضوء المتواجدة داخل شبكية العين والتي تعرف بالنبابيت "RODS" وهي عبارة عن خلايا طويلة ونحيلة تحتوي على صباغ حساس للضوء دائم التجدد. تقوم البلعمات الكبيرة "MACROPHAGES" بابتلاع البقايا والفضلات الناتجة عن عملية التجدد هذه، الا انها تتقاعس عن القيام بهذه المهمة عندما يتقدم الانسان في السن ويصل الى 65 عاماً، حيث تبدأ البقايا بالتراكم ويتدهور معها البصر. وحالياً يتم علاج هذا المرض بالليزر الذي يبطئ عملية انتاج الصباغ ويخفف بذلك من ظهور الفضلات او تراكمها. الا ان هذا العلاج لا ينجح تماماً ما لم يتم اكتشاف المرض في مراحله الأولى. ويأمل الباحثون في ان يتمكنوا من انتاج ادوية قادرة على تحسين اداء البلعمات الكبيرة بحيث تساهم في ابتلاع الفضلات قبل تراكمها فوق شبكية العين.
وفي الولايات المتحدة الاميركية، تمكنت مجموعة من الباحثين العاملين في وكالة ناسا الفضائية وكلية الطب في جامعة جون هوبكنز في بالتيمور ميريلاند من ابتكار نظارات مجهزة بكاميرا للفيديو مع شاشتين صغيرتين جداً يمكنها نقل الصور التي تلتقطها مباشرة عن طريق الكاميرا، وبمساعدة برامج خاصة للكمبيوتر تعوّض هذه الصور المنقولة عن العجز في الرؤية الذي تسببه الحفرة الموجودة وسط الشبكية. ويقوم الاطباء بمحاولة كشف مواقع الخلل في الشبكية وتحديد نسبة الضرر من خلال عرض كلمات فوق الجانب الخلفي للعين ثم يسألون المريض عن الكلمات التي يمكنه قراءتها. بعد ذلك يقوم الكمبيوتر بتحليل الاجابات وتحديد موقع الضمور ومن ثم يتم ضبط الشاشتين الصغيرتين بحيث يقتصر عملهما على توجيه الصور التي تلتقطها الى الجانب السليم والفعّال من الشبكية، هذا يسمح لدماغ المريض باغلاق اية ثغرات في الصور التي تصله بصورة تلقائية. ويتوقع الباحثون ان يصبح بامكانهم اتمام هذه العملية بواسطة كمبيوتر دقيق للغاية يتم تثبيته داخل النظارت بعد 5 سنوات.
وأظهرت الابحاث التي اجريت في جامعة روتشستر في نيويورك ان زراعة خلايا الشبكية المأخوذة من اجنة الجرذان نجحت في علاج جرذان ضريرة. ويقوم الدكتور مانويل ديلسيرو وفريق من الباحثين حالياً بالاعداد لتجربة هذا الاسلوب في علاج القرود العمياء. الا انه يتوقع ان تستغرق عملية التأكد من نجاح هذه التجارب 3 سنوات على الاقل. فاذا نجح تطبيق هذا الاسلوب العلاجي على القرود فانه سيصبح بالامكان تجربته على الانسان. ويعتقد الدكتور ديلسيرو ان اكتشاف ادوية وعقاقير جديدة في المستقبل سيوفر افضل امل لعلاج ضمور بقعة الشبكية. الا ان تحقيق ذلك قد يستغرق سنين عديدة. في هذه الاثناء يمكن اللجوء الى عمليات زراعة خلايا الشبكية، لكن ذلك لن يعيد الرؤية الى المريض بشكل كامل الا انه سيزيد من قدرته على تمييز الاشياء بصرياً.
من جهة اخرى، تقوم مجموعة من الباحثين الاميركيين بدراسة احتمالات زرع شرائح الكترونية رقيقة ودقيقة حساسة للضوء، فوق سطح الشبكية وذلك لاستقبال الضوء وتحويله الى نبضات كهربائية تنشط خلايا العقدة. غير ان ذلك ليس بالامر اليسير لأنه يتطلب تثبيت الشريحة الالكترونية باحكام فوق الشبكية المعروفة بطراوتها ويتطلب البقاء في السائل المالح للعين. وعلى الرغم من ذلك فان الجراح جوزيف ريتزو من مستشفى ماساتشوستس للعيون والاذن الاميركية والمهندس جون وايات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يأملان بزراعة الشرائح الالكترونية في عيون الارانب خلال عام واحد. فاذا نجحت تتم تجربتها على الانسان خاصة اذا قبلت الشبكية عملية الزرع ولم ترفضها. وهذا سيفتح مجالاً جديداً للأبحاث سيساعد آلاف المرضى على استعادة نسبة كبيرة من بصرهم المفقود ويمكّنهم من تمييز الليل من النهار، وهذا بحد ذاته انجاز عظيم للانسان الضرير.
عمليات الليزر المتوافرة
يقوم بعض المراكز الطبية المختصة بعلاج امراض العيون في بريطانيا حالياً باجراء عمليات جراحية بسيطة تعتمد على استخدام اشعة الليزر لتصحيح مشكلة قصر البصر خلال ثوان معدودة، لا يشعر المريض خلالها بآلام شديدة ولا يحتاج للبقاء داخل المستشفى للنقاهة. يعرف هذا الاسلوب الجراحي الحديث بعملية خزع القرنية الكاسر للضوء PRK PHOTO REFRACTIVE KERATOTOMY يتم خلاله تغيير شكل قرنية العين بطريقة تسمح بعودة البصر الى طبيعته. وستساعد هذه العملية مئات الملايين من الاشخاص حول العالم وعشرة ملايين في بريطانيا على الشفاء من مشكلة قصر البصر او تساهم في تحسين بصرهم بدرجة تسمح لهم بالاستغناء عن استخدام النظارات والعدسات اللاصقة. وتجدر الاشارة الى ان هذه الطريقة العلاجية ما زالت مكلفة مادياً بالنسبة الى بسيطي الحال، الا ان هذا الوضع قد يتغير في المستقل. ولا بد لمن يرغب في اجراء مثل هذه العمليات ان يجتاز اختباراً اساسياً لتحديد مدى تدهور بصره قبل الموافقة على اجرائها.
ومنذ مدة باشرت عيادة "لندن كلينيك" وعيادة "آرنوت للعيون" في مستشفى كرومويل في العاصمة البريطانية، باستخدام جراحة الليزر لعلاج حالات قصر البصر الشديدة، حيث يقوم الجراح بازالة قرص بسيط من سطح القرنية يقوم بتغيير شكل سطحه السفلي بواسطة اشعة الليزر فوق البنفسجية بدقة متناهية مبرمجة على الكمبيوتر تبعاً لحالة قصر البصر التي يعاني منها المريض، ثم يعاد هذا القرص الى موقعه الاصلي السابق فوق قرنية العين بطريقة تكفل عودة الرؤية الجيدة او المحسنة الى المريض. وتجدر الاشارة الى ان البروفسور كوتشيو زوراتو، جراح العيون الايطالي، كان اول من ابتكر هذا الاسلوب العلاجي المسمى INTRASTROMAL KERATOMILEUSIS، وهو عبارة عن بديل من الاسلوب القديم الذي يعتمد على تغيير شكل قرص القرنية بواسطة سكاكين الماسية تبعاً لحالة قصر بصر المريض. وكان البروفسور الروسي سياستوسلاف فيودوروف، رائد جراحة العيون في العالم، اول من ابتكر اسلوب شق القرنية شعاعياً RADIAL KERATOTOMY.
اما بالنسبة الى المضاعفات الناتجة عن مثل هذه العمليات فقد اظهرت الدراسات التي اجريت في مراكز جراحة الليزر الخاصة بعلاج قرنية العين في كل من مستشفى كلاتربريدج في تشستر ومستشفى سان جيمس في ليدز ومستشفيات سان توماس وكرومويل ومورفيلد في لندن، واضافة الى عدد كبير من مراكز جراحة العيون في العالم، ان علاج قصر البصر بالليزر اسلوب ناجح وسليم في معظم الحالات وان مضاعفاته وآثاره الجانبية لا تتعدى بضعة اضطرابات عابرة تعود الى طبيعتها بعد مرور فترة على تاريخ القيام بالعملية الجراحية. ولقد اكد ذلك البروفسور جون مارشال، رائد جراحة الليزر في بريطانيا، والجراح الشهير اريك آرنوت من مستشفى كرومويل والجراح آرثر ستيل من مستشفى مورفيلد في لندن والبروفسور ثيو زايلر من مستشفى جامعة برلين، وحوالى 2000 اخصائي جراحة عيون حضروا مؤتمر الاكاديمية الاميركية لطب العيون مطلع هذا العام.
معلومات "بصرية"
- منذ حوالي 1000 سنة اكتشف عالم عربي يدعى "الحزان" اهمية الكرات البلورية وقدرتها على تكبير الاشياء في كتابه "كنز البصريات".
- لم يدرك العالم اهمية هذا الاكتشاف الا بعد 200 سنة من تاريخه.
- ظهرت النظارات التي يمكن تثبيتها على الانف عام 4671 ميلادية.
- ليوناردو دي فينشي، كان اول من اكتشف مبدأ العدسات اللاصقة.
- بدأ تطور صناعة هذه العدسات في القرن التاسع عشر.
- علاج قصر البصر يتم بأشعة الليزر فوق البنفسجية، وعلاج مد البصر يتم بأشعة الليزر تحت الحمراء.
- الوقاية من فقدان البصر تعتمد على علاج حالات حرج البصر واستخدام النظارات المزودة بالفيديو.
- مراكز العلاج عديدة وموزعة في اوروبا وأميركا. اما اهم المراكز في بريطانيا فهي عيادات الليزر الموجودة في مستشفيات كرومويل ومورفيلد وسان توماس في لندن. وبالطبع يمكن استشارة مراكز اخرى موزعة في مختلف المدن البريطانية او الفرنسية او الاميركية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.