سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" تحاور الناطق الرسمي باسم "الاخوان المسلمين" الهضيبي : اتصالاتنا بالسفارة الاميركية بدأت قبل 6 سنوات الاعدامات رادع موقت وعمر عبد الرحمن ليس الخميني
نشر في الحياة يوم 19 - 07 - 1993

ضربت التفجيرات التي تشهدها مصر على ايدي الجماعات المتطرفة، الفرص المحدودة التي كان "الاخوان المسلمون" يأملون من خلالها كسب اعتراف الدولة بهم، والسماح لهم بممارسة العمل السياسي. وعلى رغم ادانة "الاخوان" الاعمال الارهابية واراقة الدماء في مصر، يعترف الناطق الرسمي باسم الجماعة المستشار مأمون الهضيبي بأن "الاخوان" لن يُسمح لهم بوجود "شرعي" او اي تمثيل "وهناك من يدفع الدولة الى التخلص منهم نهائياً مثل رفعت السعيد الأمين العام لحزب التجمع اليساري وعبدالستار الطويلة كاتب يساري وخالد محيي الدين" رئيس حزب التجمع الوطني.
وكشف الهضيبي في حديث الى "الوسط" ان آخر اتصال بين "الاخوان" والسفارة الاميركية في القاهرة "كان ايام حرب الخليج"، وأن هذه الاتصالات بدأت قبل 5 - 6 سنوات. وقال: "لا شأن للأميركيين بما بيننا وبين الحكومة المصرية، ولسنا مستعدين للدخول في اي علاقة مع سلطة اجنبية". وأكد ان الجماعة تصر على لقاء الرئيس حسني مبارك "ليرى اننا لسنا سفاحين"، وان "الذين هاجموا القطارات والمقاهي" في مصر "اعطوا سلاحاً لأعداء الحركة الاسلامية ... ورجال السفارات يعطون معلومات لجهات اخرى". ورأى ان الاعدامات في مصر رادع موقت، وان الشيخ عمر عبد الرحمن ليس الخميني.
في الحوار الآتي يدافع الهضيبي عن طروحات "الاخوان المسلمين"، مصراً على توجههم السلمي ورغبتهم في حرية الجميع: "نريد ان نكون مثل اميركا حيث توجد احزاب محلية كثيرة"!
تطرح فكرة مواجهة التطرف الديني بالاسلام المعتدل، فماذا عن امكان السماح للاخوان بالظهور جماعة وليس حزباً لممارسة هذا الدور؟
- لا اعتقد ان النظام في مصر يمكن ان يسمح بأي لون من التمثيل للاخوان. اوقفوا جريدة لنا اسمها "الاسرة العربية" كانت تصدر بترخيص من حزب الاحرار. صدر امر من رئاسة الجمهورية بوقفها، وهذا يؤكد انه لا يمكن السماح لنا بالظهور. واذا كان هناك من يعتقد ان السطة ستسمح بوجود للاخوان لا بد من ان يُسأل هل يكون هذا الوجود سرياً ام علنياً، ام صورياً؟ وهل تكون لنا حرية الكلمة والحركة؟ اذا كان لنا حق حرية الكلمة والحركة سنتوجه الى الجمهور ولن نمارس هذا الحق في غرفة مغلقة.
سيكون وجودنا رمزياً بلا فاعلية او قيمة ان لم يتح لنا التعبير عبر وسائل الاعلام، الاذاعة او التلفزيون او الصحف، اي ان مجرد زعم بالاعتراف لا يحقق اي غرض. ووجود حزب او جماعة من دون حرية هو وجود غير منطقي. اذا نظرنا الى الأحزاب القائمة وتساءلنا ماذا فعلت وماذا قدمت نجدها عاجزة عن فعل شيء، بما فيها الحزب الوطني الحاكم الذي يفتقد التأثير في الحياة السياسية، ولا يشارك في اقناع اية فئة من فئات الناس، وليس له وجود في الشارع. حتى في الوطن!
يدعي بعضكم ان القيود التي تفرضها الحكومة تحول دون نشاط المعارضة، فلماذا يبدو الحزب الوطني عاجزاً كما قلتم؟
- الحزب الوطني ايضاً عليه قيود!
ممن؟
- من السلطة، من الجهات العليا، يتلقى اوامر وينفذها من دون مناقشة. الاحزاب المصرية ليست حرة وليست ذات فاعلية.
هل تعتقد ان قيادات احزاب المعارضة مفروضة عليها؟
- انشأ الرئيس السابق انور السادات مجموعات سياسية تحولت الى احزاب، وقياداتها ما زالت هي هي لم تتغير، لا تمارس العمل الشعبي الذي يمكن ان تفرز فيه القواعد قيادات جديدة.
النظام وضع قيوداً
اذا اعتبر بعضهم ان السلطة لا يتم تداولها او تدويرها بين الحكومة والمعارضة، فپ"السلطة" لا يتم تدويرها داخل الاحزاب ايضاً...
- بل قل ان عدم تدوير السلطة داخل الاحزاب، هو الذي ادى الى عدم تداولها بين الحكومة والمعارضة.
اذاً كل ما تتحدث عنه ليس مسؤولية النظام بقدر ما هو مسؤولية المعارضة وأحزابها.
- بل مسؤولية النظام الذي وضع قيوداً وصاغ هذه الصورة للأحزاب لتصبح عاجزة. اليوم من لا يعجبه السلوك السياسي لرئيس حزبه لا يستطيع ان يترك الحزب، وأين سيذهب؟ احمد مجاهد حسين، مثلاً، انشق عن ابراهيم شكري في حزب العمل، وحاول ان ينتزع منه "السلطة"، ولو سمحت له الاوضاع القانونية بانشاء حزب لكان خرج من حزب العمل.
هناك كيان تاريخي لحزب العمل يرى احمد مجاهد ان صفته تغيرت بدخول عنصر سياسي عليه.
- لكنه يستطيع ان ينشئ كياناً سياسياً جديداً اذا اراد، وليسمه حزب العمل الاشتراكي الجديد.
هو يريد حزبه الاصلي ويرى ان الاخوان المسلمين انتزعوه.
- لو كان النظام يسمح بانشاء احزاب لنشطت الحركة الفكرية والعقائدية والثقافية، وعرف السياسيون ان وجود الحزب واستمراره رهن بتأييد الجماهير له واعطائه الثقة. ولأن الاحزاب مفروضة فقدت الناس ثقتها بها.
ماذا عن اتصالاتكم بادارات الدولة في سياق مطالبتكم بالسماح لجماعة الاخوان المسلمين بمعاودة نشاطها؟
- لم يحدث اي اتصال بالدولة، بل اتصالات ببعض القيادات الامنية. وكلما طرحنا مطالبنا سمعنا من يقول: نحن رجال امن ولسنا رجال سياسة. فطلبنا ان يرفعوا مطالبنا الى الجهة التي تصنع السياسة لتعالج الوضع الذي يشكو منه جهاز الامن.
ما هي المناسبات التي جمعتكم بقيادات امنية؟
- مناسبات كثيرة على امتداد فترة طويلة. مثلاً بدء مفاوضات مدريد للسلام حيث قامت حركة احتجاجات في الجامعة، واستدعى جهاز الامن بعضنا، وأرسل الينا وزير الاوقاف الدكتور محمد علي محجوب لنلتقيه عند فضيلة الشيخ الغزالي. والتقينا ايضاً وزير الداخلية لنساهم في تهدئة الاحوال داخل الجامعة.
وهل نسبت حركة الاحتجاج الى شبان الاخوان؟
- نعم... ونحن اقتصر تحركنا على اعلان معارضتنا مؤتمر مدريد، لأن الاطار الذي دفعت عبره عملية السلام ينهي القضية الفلسطينية.
نريد لقاء مبارك
اجريتم اذاً اتصالات بالدولة.
- لا، بل مجرد لقاءات عابرة لمواجهة موقف عارض، والقيادات الامنية اكدت انها ليست معنية بالسياسة وبالتالي لن تفيدنا في تحقيق مطالبنا. الاتصالات تكون عادة مع جهات صاحبة قرار.
الرئيس مبارك هو رئيس الدولة ورئيس الحزب الوطني، ونحن فصيل سياسي ضمن الشعب المصري، نريده ان يرانا. هو يقرأ عنا في تقارير ولم يرَ احداً منا. نريد ان نكلمه ويكلمنا، ربما أقنعنا بشيء لا نعرفه، وربما اقتنع منا بشيء. نريد مقابلته ليرى اننا اناس عاديون، نتكلم ونفكر بأدب ولسنا سفاحين. نحن لا نعرف ماذا يكتبون عنا للرئيس.
حين يطلب احد السياسيين او مجموعة سياسية لقاء على هذا المستوى لا بد من ان يكون حدد نقاطاً معينة لاثارتها.
- في ذهننا ان نتحدث الى الرئيس عن الجماعة ودورها، وحقيقة ما نسب اليها تاريخياً، وحقيقة اهدافها وأسلوبها ومناهجها. وبالطبع نريد ان نطلب منه الا تقف الدولة دون الاعتراف الرسمي بالجماعة ككيان يصبح له حق العمل المباشر والاتصال الجماهيري شأنه شأن اي جماعة سياسية.
ما كان في ذهنكم اذاً هو جماعة وليس حزباً...
- أنا لم أقل جماعة.
قلت انكم ترغبون في التحدث الى الرئيس عن الجماعة ودورها.
- انه لفظ محبب لدي، ما حيلتي اذا وصفت الدولة نشاطي بأنه حزب سياسي، هل اقول للدولة انني ارفض قانونها هذا!
لا وقوف عند المسميات
اذاً ما الذي يطلبه الاخوان، حزب ام جماعة؟
- المطلوب ان نمارس نشاطنا المعروف، وليتم توصيفه كما يريدون. يقولون لنا جماعة وحين نحاول دخول انتخابات محلية تجري على اساس القائمة يقولون لنا: لستم حزباً، واذا اردنا جريدة قيل لنا: لستم حزباً لتحصلوا على ترخيص... وهكذا في الاجتماعات العامة وغيرها.
اريد ان اباشر حقوقي ولن اقف عند المسميات. صحيح ان لفظ "جماعة" محبب عندي لكنني لن الغي وجودها لاحافظ على التسمية. وفي القانون حيز لأشياء كثيرة، ويمكن ان نسمى "حزب جماعة الاخوان المسلمين".
مرة قال الرئيس السادات للمرحوم الاستاذ عمر التلمساني: فلتنشئوا جمعية تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية تحمل اسم الاخوان المسلمين، وبالطبع رفض الاستاذ عمر، فهل ينشئ جمعية لتتولى تكفين الموتى مثلاً!
للجمعية حق اصدار صحيفة.
- ومن حق وزارة الشؤون قانونياً ان تحل الجمعية اذا مارست نشاطاً سياسياً. نحن نطالب بحق وليس بمنحة، واذا سمح لنا بالوجود يجب الا يتم ذلك كأنه رشوة، ونحن نطلب لغيرنا ايضاً حرية التحرك وحق التمثيل.
من غيركم؟
- اي تجمع يريد ان يعبر عن نفسه ما دام ان ذلك في اطار النظام العام للدولة، مثلما كان الوضع قبل ثورة 1952. نريد ان نكون مثل اميركا حيث توجد احزاب محلية كثيرة لا احد يسمع بها. ورأينا تجربة اليمن اذ كانت هناك احزاب كثيرة جداً ثم جاءت الانتخابات فاختزلتها الى عدد من الاحزاب المؤثرة ذات القاعدة الجماهيرية. واعتقد ان فوز الاسلاميين بالمركز الثاني في هذه الانتخابات خطوة طيبة. كذلك اثبتت تجربة الاردن انها مستقرة ناجحة، اذ اقترب المجلس النيابي من استكمال مدته، ولم يؤد وجود الاخوان فيه، كمكون رئيسي، الى كارثة او نكبة.
الاتصالات الاميركية
برز في الفترة الاخيرة موضوع الاتصالات بين السفارة الأميركية في القاهرة والاسلاميين في مصر، ونفت وزارة الخارجية الاميركية اي اتصال بين السفارة والجماعة الاسلامية، لكنها اكدت ان الامر اقتصر على الاخوان، وهو ما اكدته انت. هل يعكس هذا الحوار رغبة الاميركيين في التعرف اليكم، ام انطلق من النظر اليكم كبديل سياسي؟
- الاتصالات بالاخوان لم تزد على لقاءين او ثلاثة في السنة.
على مدى كم سنة وما هو محورها؟
- على مدى خمس او ست سنوات، وكنا نقول لهم انهم يعملون ضد مصلحتهم وضد الصداقة مع الشعوب العربية والاسلامية في سبيل دولة اسرائيل المخالفة للحق والحرية.
من الذي تولى الاتصال من جانب السفارة الاميركية؟ وهل سألوكم عن موقف الاخوان من القوى المحلية الاخرى في مصر؟
- هناك من قال انه مستشار، ومن قال انه سكرتير ثانٍ. كانوا يسألون عن كل شيء، وسألونا عن رأينا في العلمانيين وهل نقبل بأن يجيء الى الحكم حزب علماني. اسئلة كتلك التي يطرحها الصحافيون. واستقبلت أخيراً صحافياً من "صانداي تايمز" البريطانية وسألني عن العلمانيين فقلت له: أنت محروق للغاية على العلمانيين وليس على المسلمين الذين يقتلون في البوسنة. قلنا لأحد رجال السفارة: تتساءلون لو جاء الاسلاميون الى الحكم هل تكون علاقتهم بالغرب طيبة، والاحرى بكم ان تحسنوا علاقتكم بنا. هل يفترض ان تقتلونا ونحن نصفق لكم ونقبلكم؟ حسنوا علاقتكم بنا ومعاملتكم لنا، بعد ذلك لن تكون بيننا ضغائن.
وهل اتصلت السفارة الاميركية بك كناطق رسمي باسم الاخوان ام اتصلت بالسيد مصطفى مشهور نائب مرشد الجماعة؟ هل تناولت الاسئلة قضايا رئيسية؟
- احياناً يأتون الى المرشد الاستاذ حامد ابو النصر، او اليّ او الى الاستاذ مصطفى. ونحن حريصون جداً على ان نفهم من يتصل بنا اننا لسنا مستعدين للدخول في اية علاقة مع سلطة اجنبية. هذا قيل للأميركيين بوضوح، وما بيننا وبين الحكومة المصرية سنسويه بالطول او بالعرض، ولا شأن لهم به.
هل سألوكم عن علاقة الاسلام بالتيار الديني المتطرف؟
- نعم، سألونا عن علاقتنا بالجماعات المتطرفة، واحياناً قالوا اننا جميعاً اصحاب فكرة واحدة وهدف واحد.
اتعتقد انهم متخصصون في الشؤون المصرية؟
- جداً، وهم دارسون في شكل نادر كل تفاصيل الحياة المصرية، تاريخها وتاريخ المنطقة.
ما ذكرت عن اسئلتهم الموجهة اليكم يوحي كأن هناك نفسا عدائياً اميركياً لكم، الم تشعر مثلاً بأنهم اقتنعوا بأن الاسلام المعتدل يمكن ان يواجه التيار الديني المتطرف؟
- لا يظهرون حقيقتهم اطلاقاً، انهم جامعو معلومات فحسب.
ألم يتطور موقفهم الى ابداء رأي؟
- انا لا اقبل منهم هذا.
هل اوضح لك احدهم نظرته الى القوى السياسية الاخرى في مصر، الى الماركسيين والقوميين وغيرهم؟
- في هذه الامور ينصحوننا بأن نقبل الكل، لأنهم ابناء مجتمع ديموقراطي.
مسح للمجتمع المصري
عدد ضخم من الصحافيين والاكاديميين والباحثين في مراكز الدراسات يأتي من الغرب الى مصر ويجعل الاتصال بكم في قائمة اولوياته. فهل هناك خطوط عريضة تنظم ما يطرحونه؟
- يقيني انهم يجرون عملية مسح للمجتمع المصري، واحياناً اشعر بحيرة واتساءل، عن هدف هذه العملية الضخمة، والحد الذي يمكن ان تتوقف عنده. جميع الاجانب الذين اراهم هذه الأيام اجدهم حاملين تصاريح من هيئة الاستعلامات المصرية، يجوبون البلاد من اقصاها الى اقصاها ويدخلون الاماكن التي لا استطيع دخولها مثل مدينة صنبو في اسيوط ومسجد الرحمة في اسوان.
رجال السفارات يعلمون بالحوادث ويذهبون الى اماكنها قبل ان نذهب اليها. لم استطع ان اعرف ما هو وجه اهتمامهم الواسع الذي يدفعهم الى هذا، لكنهم حتماً يعطون معلومات لجهات اخرى. وفي كل الاحوال اوضح لهم مناهجنا وفهمنا للاسلام الصحيح، ونظام الدولة في الاسلام الذي يقوم على الشورى والاختيار، وليس القهر. نوضح ايماننا باختلاف الفكر وتعدد وجهات النظر، واننا لا نحمل حقداً لغير المسلمين يدفعنا الى اتخاذ موقف من الغرب. وليس لدينا اتجاه الى عداء اذا حفظ الغرب حقوقنا ولم يحاول الاعتداء علينا وعلى عقائدنا، او اجبارنا على اشياء لا نؤمن بها.
نحن نستطيع ان نعيش مع العالم في هدوء وسلام، نتبادل المصالح والافكار والمعلومات والثقافات، وايماننا لا يتزعزع بالحرية وبحق الشعب في اختيار الحكام ومراقبتهم، ومحاسبتهم عن طريق نوابه، وتغييرهم سلماً. حتى الامور العقائدية التي نعتبر الخروج عليها كفراً، لا نستطيع ان نفرضها على غيرنا، وما تختاره الغالبية الساحقة من الشعب نخضع له.
قلق دولي على مصر
اللافت ان الاجانب يطرحون فكرة واحدة عن ضرورة ايجاد تمثيل سياسي للاسلام المعتدل في مصر. ما تفسيرك؟
- اعتقد ان هناك حال قلق شديد في العالم على مصر واستقرارها السياسي، ويتساءل الجميع عن ماهية التغيير الذي يمكن ان يحدث، وكيفيته، وربما لديهم معلومات لا نعرفها.
هل ما زلتم تطالبون بلقاء رئيس الجمهورية، وهل اجري اتصال في هذا الشأن؟
- نعم ... ما زلت اطلب، والمرشد يطلب. قدمنا طلبات كثيرة، ولم اعد اتذكر متى كان آخرها.
بعد الضجة الاعلامية التي ثارت حول اتصالاتكم بالسفارة الاميركية هل حدث اتصال جديد؟
- لا... آخر اتصال كان ايام حرب الخليج. وأرجو الا تستخدم كلمة اتصالات لأنها تعطي انطباعاً بعلاقة غير موجودة. انا اعتبر لقاءاتنا مع رجال السفارة مثل اي لقاء صحافي، ناس تسأل ونحن نجيب، وفي بعض القضايا من واجبنا ابلاغ الاميركيين رأينا، مثل موقفنا من القضية الفلسطينية لاظهار مدى عدوان السياسة الاميركية واحساسنا بالظلم. بهذا الشكل لا اكون اجريت محادثات معهم، فليست في يدي سلطة.
اختلاف داخل الوعاء
حين يتحدث بعضهم عن تمثيل شرعي للتيار الاسلامي المعتدل، لا بد من ان يقترن هذا بمطالبة التيار بتقديم صيغ عصرية لمواجهة كل قضايا المجتمع المصري. فهل انتم قادرون على ذلك ام قيدتم انفسكم بما هو عقائدي وفقهي؟
- يقيدنا الجزء العقائدي، اما المسائل المتعلقة بالاصلاحات الداخلية فلنا فيها مبادئ على رغم وجود وجهات نظر مختلفة داخل الوعاء الاسلامي نفسه. القضية هنا هي اجتهاد مصلحي، مثل قضية الصناعة. ففي الوقت الذي تحول الدولة منشآت صناعية الى الملكية الخاصة، ما هي الضمانات لأن تحسن الحكومة التصرف في المؤسسات التي ستباع. هناك ايضاً قضية التعليم ومحاولة محو الصبغة الاسلامية عنه. هذه المسألة محددة بالصفحات التي تحذف.
ما طرح في ضبط مناهج التعليم هو استبعاد ما يمكن ان يؤدي الى الفكر المتطرف.
- وما الذي يتصورون انه سيؤدي الى هذا الفكر؟ شرح موقف الاسلام من اليهود وحروب الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود، او تحديد وجود كفر وايمان هل يكون فكراً متطرفاً؟ الا يجوز ان نذكر كلمة كفر؟
اصرار على التخلص من الاخوان
نعود الى ما بدأنا به الحوار، هل تتوقع ان تسمح لكم الدولة بوجود شرعي؟
- لا ارى اي بادرة في هذا الاتجاه، بل ارى اصراراً من بعض الجهات الحكومية على التخلص من الاخوان نهائياً، وما اسهل تدبير قضية من هذا النوع. عبدالستار الطويلة ورفعت السعيد يدفعان الى هذا الاتجاه، وحتى خالد محيي الدين انضم اليهما.
هؤلاء لا يمثلون الدولة.
- يقومون بپ"الزن" على الدولة، والآذان تستمع اليهم، وبعض اجهزة الدولة يميل الى ذلك. هناك اتجاه آخر لا يرى التخلص من الاخوان، ويعتقد ان الاسلام صمام الأمان الذي يجعل الشعب متزناً محتفظاً بحيويته وروحه.
أي اتجاه له الكفة الراجحة؟
- الاتجاه المتشدد اكثر قوة، ويا للأسف، احداث الارهاب والعنف تعطيه فرصة. فالذين هاجموا القطارات والمقاهي ليقتلوا الباطل مع العامل اعطوا سلاحاً لأعداء الحركة الاسلامية، ودفعوا السلطة الى التشدد. اذكر قول الرئيس مبارك "لو اعطيت حزباً للأخوان سيطلب انصار التكفير حزباً ايضاً، وسيقتلون بعضهم". اذن الفكرة عند الدولة ان الاسلاميين سيمسكون سلاحاً ويضربون بعضهم بعضاً.
التجربة اثبتت ان التيار الاسلامي يتحزب فرقاً تتقاتل بعد وصوله الى السلطة، كما حدث في افغانستان بعد تحريرها.
- الصراع في افغانستان قبلي منذ ما قبل حرب التحرير. منذ بدأت حركة المجاهدين وقعت صدامات بينهم، حتى في اثناء القتال مع الشيوعيين، ومن اكبر الاخطاء تسميتهم الجهاد الاسلامي لأنهم لا يمثلون الاسلام في حروبهم. اخذوا اسم الجهاد الاسلامي لأنهم وقفوا ضد الشيوعية وكي ينحاز العالم الاسلامي اليهم.
من هم اذاً؟
- هم مجاهدون لبلدهم، ومسلمون لا اكفرهم، لكنهم لا يمثلون حركة جهاد اسلامي. معظم القبائل هناك لا يملك درجة من الوعي بالاسلام تدفعه الى أن يثور له ويدافع عنه. وهذه ايضاً حال الصوماليين الذين تسيطر عليهم القبلية. فمعنى الدولة غير موجود عند الجنرال محمد فارح عيديد او غيره من المتقاتلين.
الاعدامات رادع موقت
ما رأيكم في تنفيذ الاحكام بالاعدام وهل تشكل رادعا للمتطرفين؟
- ان المحاكم العسكرية هي في الاساس محاكم استثنائية لا تتوافر فيها الضمانات الكافية التي تجعل الناس يشعرون بأنها محاكم عادلة. لا يمكن ان يكون لدى القاضي العسكري الانصاف الموجود لدى محكمة النقض، أو الفهم نفسه للقانون في القضاء العادي. هناك محاكم نقض ومحاكم دستورية يمكن اللجؤ اليها للتظلم من الاحكام او الاعتراض عليها. وهذا ليس متوافرا في القضاء العسكري.
في المحاكم العسكرية تتم الاجراءات سريعا وكذلك الحكم يصدر سريعا من دون اعطاء فرصة كافية للمحامين للاطلاع على أوراق القضية ودرسها، وكذلك سماع أقوال الشهود ومناقشتهم. وان لجؤ الدولة الى القضاء العسكري لمحاكمة المتطرفين فسر انه تعامل مع المشكلة من دون النظر الى اسبابها الحقيقية. لذلك ستستمر المواجهة بين الحكومة والمتطرفين ما دامت اسباب التطرف قائمة. ربما كان الرادع موقتا ولكن لا بد من علاج جذري، ولا بد من الاصلاح السياسي الذي يقوم على اطلاق الحريات واحترام حقوق الانسان وكرامته واجراء انتخابات حرة صحيحة وتشكيل مجلس نيابي يعبر عن الارادة الشعبية وله القدرة على محاربة الفساد وردع المفسدين، وتداول السلطة سلميا بين الاحزاب. العمل السلمي هو الهدف المطلوب، اما اذا اقفل هذا الباب فان الناس تيأس وتقنط وتلجأ الى العنف والتطرف.
ولكن ما دام هناك من رفع السلاح في وجه الابرياء فان المواجهة الامنية لا بد منها ... ولكن يجب ان تكون منضبطة وبعيدة عن العداوة او التصفية الجسدية او الخروج على القانون.
عبد الرحمن ليس الخميني
ما رأيكم في الشيخ عمر عبد الرحمن زعيم "الجماعة الاسلامية"؟
- هناك حملة اعلامية سائدة في الولايات المتحدة ساعدت على اظهاره وبروزه. والحقيقة هي انه كان له اتباع ومريدون في مصر قبل ان يغادرها الى أميركا، الا ان الاعلام الاميركي جعله أكثر شهرة. غير أن قوة الشيخ عمر عبد الرحمن وتأثيره لا يمكنانه من تأليب الشعب على النظام او قيادة ثورة شعبية. هناك من يشبهه بالخميني، لكنني ارى ان الفارق كبير بين الاثنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.