يواجه الرئيس الجديد للحكومة الاذربيجانية سورات حسينوف صعوبات في تحقيق اول تعهد قطعه مع تسلمه منصبه الجديد، وهو استعادة السيطرة على اقليم ناغورنو قره باخ الذي تقطنه غالبية أرمنية، في ضوء الانتصارات العسكرية الاخيرة التي احرزتها القوات الارمنية، والتي لم تقتصر على احتلال كامل الاقليم، وانما امتدت ايضاً الى قرى وبلدات اذرية مجاورة له. وكان رئيس البرلمان القائم بأعمال الرئيس الاذري حيدر علييف اعترف خلال اجتماع عقده مع عدد من السفراء في العاصمة الاذرية باكو باستحالة تحقيق انتصار عسكري على القوات الارمنية في المستقبل القريب، بسبب الازمات السياسية والعسكرية المحلية التي تشهدها اذربيجان. ودعا الولاياتالمتحدةوروسياوتركيا، التي رعت جهود التوصل الى آخر اتفاق للهدنة بين الجانبين الاذري والارمني، الى اتخاذ اجراءات كفيلة بوقف القتال وتسهيل التوصل الى حل لأزمة اقليم ناغورنو قره باخ. وكانت اوساط حكومية في باكو بررت الانتصارات العسكرية الارمنية الاخيرة بانقسام ولاء الجيش الاذري بين حسينوف والرئيس الهارب ابو الفضل التشي بيه. ويوجه مقربو التشي بيه، المقرب من تركيا، اتهامات الى روسيا بمساندة التمرد الذي قاده حسينوف ويبررونها بعاملين: الاول عودة علييف، المقرب من موسكو، الى تسلم مقاليد الرئاسة في باكو، والثاني اقدام روسيا على استغلال تصاعد حدة النزاع العسكري في اذربيجان لتوجيه انتقاد الى الهجوم الارمني بهدف منح اقطاب الحكم الجديد في باكو ذريعة لتفسير تقربهم من موسكو، عقب التراجع الذي طرأ على العلاقات الروسية - الاذرية خلال عهد الرئيس التشي بيه. الا ان مقربين من حسينوف يعتبرون الموقف الروسي دليلاً على الرغبة في وضع حد للتوتر السائد بين باكو وموسكو منذ اكثر من عام، خصوصاً ان المراقبين لتطورات النزاع الاذري - الارمني يصنفون روسيا كمتعاطفة مع ارمينيا، نظراً الى انتماء الاخيرة الى اسرة الدول المستقلة.