تلقت "الوسط" رسالة من الرئيس اللبناني السابق شارل حلو يوضح فيها بعض ما يعنيه في مذكرات الدكتور إيلي سالم. ورد في مجلتكم الغرّاء في مذكرات الأستاذ ايلي سالم العدد 69 تاريخ 24 أيار مايو 1993 رواية عن الانتخابات الرئاسية لعام 1988 يذكر فيها الوزير سالم انه عرض معي بتكليف من الرئيس الجميل اسماء عدد من المرشحين واستمزجني الرأي في موضوع قبولي تشكيل حكومة انتقالية. استغربت جداً هذه الرواية التي نسبت إليّ ورأيت من الضروري أن أصحح ما جرى بيني وبين السيد سالم في هذا الحديث. في ما يتعلق بي قلت انني لست مستعداً للقبول بهذه المهمة لأسباب عدة منها مرض زوجتي. أما في ما يتعلق بترشيح الرئيس المرحوم سليمان فرنجية، فقد ذكرت اسمه وأيدته بكل إمكاناتي، سواء في الاجتماعات التمهيدية مع سائر الرؤساء في سمار جبيل أو أثناء أحاديثي المتكررة مع غبطة البطريرك الماروني والرئيس أمين الجميل، ولم أقل يوما انني أخشى أن يُدخل الرئيس فرنجية الجيش السوري الى المنطقة الشرقية، لأن مواقف الرئيس فرنجية كانت معروفة في هذا المجال وكذلك مواقفه الصلبة التي عبّر عنها في مؤتمري جنيف ولوزان. أما المرشحون الآخرون فلم يطلب مني الدكتور سالم أن أعددهم الواحد تلو الآخر لا لشيء الا لابعادهم عن الوظيفة الرئاسية سواء أكانت رئاسة الحكومة الموقتة أم رئاسة الجمهورية التي لم تكن أكثر ثباتاً. ولا بد من اعادة التأكيد انه كانت لي أسباب أساسية عدة تحول دون اقتناعي بترشيح نفسي لأي مركز في السلطة، ومن هذه الأسباب كما ذكرت مرض زوجتي بالسرطان، والظروف الموضوعية التي كانت تحيط بالوضع اللبناني محلياً واقليمياً في 1988، علماً انني كنت بعيداً البعد نفسه عن اعادة انتخابي أواخر سنة 1970 على رغم ان عدداً من الرؤساء العرب وعدداً آخر من المواطنين اللبنانيين كانا يرغبان في أن أبقى في سدة الحكم. فكيف أقبل في 1988 ما رفضته في 1970؟! انني آسف أن يكون الدكتور ايلي سالم الذي لم يلق مني سوى التأييد والتشجيع في غير عمل قام به، قد نسب إليّ، مثل أي زائر من الزوار المبخّرين والأذكياء، انني كنت أقوم بمناورة غير لائقة أو عملية ميكافيلية في الوقت الذي كنت ثابتاً على موقفي بأنني لن أقبل حتى بمركز باش كاتب في دوائر الدولة. وشكراً. شارل الحلو