أمضى مجدي عبدالغني ستة أعوام في البرتغال يلعب لنادي بيرامار، وكان أحد فرسان مصر البارزين الذين لعبوا في كأس العالم في ايطاليا 1990. ونال شهرة عريضة بعدما تألق في مباراة هولندا وأحرز هدف مصر الوحيد في المونديال. وخلال مسيرته كمحترف في البرتغال، ارتفع مستواه الى درجة دفعت محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر الى الاستعانة به في كل المباريات الدولية، سواء في تصفيات ونهائيات كأس العالم، أم في أي مشوار افريقي. وفي الموسم الماضي، قرر مجدي أو "البلدوزر" كما تطلق الجماهير عليه، أن يعود الى الوطن لينهي حياته كلاعب. ولكن الجهاز الفني في الأهلي لم يوافق على عودته الى الفريق مرة أخرى، خصوصاً بعد استبعاد أربعة من زملاء جيله وهم: طاهر أبو زيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب ومحمود صالح. لم يغلق "البلدوزر" ملف الكرة مثلما فعل طاهر أو ربيع أو محمود صالح، وإنما فضل أن يستمر وان يحترف في نادي المريخ بمدينة بورسعيد، وهو من الأندية الصغيرة في الدوري الممتاز. ومجدي 34 عاماً هو أول لاعب مصري يحترف في أحد الأندية الأوروبية، وبعده احترف مجدي طلبة، ثم حسام وابراهيم حسن في اليونان، وهاني رمزي في سويسرا ومحمد عبدالعظيم في المانيا. "الوسط" التقت مجدي عبدالغني وكان معه الحوار الآتي: العطاء والفاعلية هل ما زلت قادراً على العطاء؟ - بالطبع، ولولا ذلك لما تعاقد معي نادي المريخ. وبالمناسبة أنا لعبت مع المريخ 12 مباراة لم يهزم فيها الفريق مرة واحدة والهزيمة الوحيدة التي لقيها كانت في مباراته أمام الأهلي التي لم أشارك فيها، وهذا أكبر دليل على مدى تأثيري في فاعلية الفريق. ولكن فريق المريخ يضم مجموعة ممتازة من اللاعبين الذين اشتراهم النادي مثل طارق سليمان وطارق الصاوي وحمدي أبو راضي ومحمد السيد وضياء السيد وغيرهم؟ - هذا صحيح، ولكن لولا حُسن مستواي لما حرص مسؤولو النادي على الاتفاق معي. يقولون إن هبوط مستواك هو الذي دفعك الى اللعب لفريق صغير؟ - هذا كلام يردده من رفضوا عودتي الى الأهلي. إذا كان مستواك مرتفعاً كما تقول، فلماذا لم توافق إدارة الأهلي على قيدك؟ - من المؤكد ان أسباب الرفض لا يعرفها إلا اداريو الأهلي، أما أنا فلا أعرف إلا قدراتي. هل تعاقدت مع أهلي قطر قبل عودتك الى مصر؟ - نعم، كان هناك تعاقد. ولماذا لم تلتزم به؟ - فضلت أن أعود الى مصر، لأنهي حياتي الكروية في بلدي. وهل قررت الاعتزال؟ - أشعر أنه لا اعتزال إلا بعد عودتي الى الأهلي البيت الذي تربيت فيه. هل هذا يعني ان اتفاقك أو تعاقدك مع المريخ سينتهي بنهاية الموسم الحالي للدوري؟ - نعم. ولكن، تردد أن تعاقدك مع المريخ يمتد لموسمين؟ - كان هناك اتفاق، ولكن ظروفي النفسية لم تعد تسمح لي بأن استمر مع المريخ في بورسعيد، لقد كانت تجربة حققت، والحمد لله، نجاحاً لا بأس به. خطأ مشترك في آخر مبارياتك بالدوري، أمام المحلة في الاسكندرية، تطاولت على الحكم، عبدالحميد رضوان فطردك، هل هذا تصرف لاعب كبير؟ - لم يقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه امتد الى صدور قرار من اتحاد الكرة بإيقافي لمدة ثلاثة أشهر، أي أنني لن أكمل الموسم. أنا لن أدافع عن نفسي، لكنني بريء. يقولون انك تطاولت على الحكم بألفاظ نابية؟ - إذا كان هناك خطأ فهو خطأ مشترك. ولكن تقرير الحكم أدانك بشدة؟ - لقد طالبت باجراء تحقيق. عموماً، هي نهاية مؤسفة في أول موسم لك في مصر بعد عودتك من البرتغال؟ - سأبذل المزيد من الجهد حتى أعيد صورتي المحترمة لدى جماهير الكرة المصرية عموماً. وماذا ستفعل خلال أشهر الإيقاف؟ - سأتدرب، لأنني أطمح الى الكثير. الحب الأول وإذا رفض الأهلي عودتك؟ - لن أيأس. ومتى تتخذ قرار الاعتزال؟ - عندما أشعر ان كل الطرق قد أغلقت أمامي لكي أنهي حياتي في الأهلي. ما الفارق بين الأهلي والمريخ؟ - كنت أظن ان كل الفرق تتكون من 11 لاعباً وان اللاعب عندما ينزل الى الملعب ينسى كل شيء، إلا تحقيق الفوز بغض النظر عن لون القميص الذي يرتديه، وكنت أظن ان المكسب المادي هو أحد أهم مطالب اللاعب، ولكني اكتشفت غير ذلك تماماً، لقد تأكدت ان الأهلي شيء آخر تماماً، وليس هناك ما يشبهه في شيء، حتى ولا في البرتغال. كيف؟ - الانتماء الى الأهلي يظهر عندما يبتعد اللاعب عنه، عندما كنت في البرتغال كنت أنتمي الى الأهلي لأنه البيت الذي خرجت منه، ولكن عندما لعبت للمريخ شعرت بالغربة التي لم أشعر بها في البرتغال. هذا حب كبير، أو قل إنه غرام. - هذه حقيقة فعلاً. ماذا حققت من الكرة؟ - الكرة هي حياتي، وأنا أدين لها بما أملك من شهرة ومال. الدوري للزمالك من سيفوز بالدوري المصري هذا الموسم؟ - فرصة الزمالك أكبر. والأهلي؟ - ظروف الأهلي صعبة، وهو يعاني من نقص شديد في اللاعبين، على عكس ما كان عليه من قبل، عندما كانت مشكلة المدرب وجود عدد كبير من اللاعبين الجاهزين. ما هو تعليقك على خروج مصر من تصفيات كأس العالم؟ - للأسف، كان من الممكن ان يواصل منتخب مصر مسيرته نحو نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة 1994، لكن الأخطاء التي تقع بسبب السياسة التي يتبعها اتحاد الكرة، هي التي تسببت في تقهقر المستوى، كان من الممكن أن يستمر الجوهري بعد كأس العالم في ايطاليا، ولكنه أقيل، ثم عاد بعد حوالى عام، أضف الى هذا نظام الدوري الفاشل، ومع ذلك فإن خروج مصر من كأس العالم له فوائد ستظهر لاحقاً.