من العام 1929 لم تعرف صناعة السيارات كساداً في المبيعات، كالذي تعانيه منذ أن عمّ الركود الاقتصادي العالم بدءاً من العام 1988. فارقام المبيعات في تدنٍ مستمر، والصناع في ضائقة ادت من اشهرٍ الى تسريح عدد كبير من العمال في شركة "فورد" البريطانية وكذلك في مصانع "رينو" الفرنسية. في ظل هذه الضائقة الاقتصادية، وجدت المؤسسات التي تعنى بدراسة اسواق العرض والطلب ان السبيل الوحيد لتحريك الاسواق، هو اقامة المزيد من معارض السيارات التي تتيح للصناع التعريف بجديدهم وتنشيط مبيع قديمهم. وتعددت المعارض، تبعاً لهذا النصح. فاضافة الى المعارض السنوية المعروفة اقيمت معارض "سيارات المشاهير" ثم معارض "السيارات القديمة" فالسيارات المختصة بنوع معين من الاستعمال فمعارض "سيارات الاحلام". البدعة الجديدة ولم تتوقف سلسلة المعارض عند هذا الحد، فتجمعت شركات السيارات حول بدعة جديدة اطلقوها في باريس، وهي "معرض السيارات القابلة للكشف". الهدف من معرض باريس، هو اجتذاب المستهلك المتوسط الدخل، عبر اغرائه بسيارات معتدلة في ثمنها، واستمالة شريحة اخرى من المستهلكين، وهي شريحة الشباب. فالمعروض في باريس يثير في الشباب رغبة امتلاك سيارة يستطيع التباهي بها بكشف سقفها تمثلاً بمشاهير النجوم في مطلع الخمسينات والستينات من هذا القرن. ولقد وجد صناع السيارات في معرض باريس فرصة سانحة لترويج بضاعتهم: "فيراري" تباهت بطراز "348 سبايدر" المشتق عن طراز "308" الذي راج في السابق. "سيتروان" دغدغت الذاكرة بطراز "سيتروان 15" الذي راج في الثلاثينات وقت كانت السيارة تعني الاتقان في الصنع والقدرة على الاحتمال على مرّ السنين. "لامبورغيني" جاءت الى باريس مع "ديابلو"... فحادت عن أهداف المعرض. فطرازها غالي الثمن وتسويقه شاق. "ساب" السويدية خلعت في باريس ثوب المحافظين وتجاسرت على عرض طراز "900 - 16 إس"، بينما تشاوفت "اوستن روفر" على غيرها بطراز "ستيرلنغ" الحديث ولم تترك "دوكليرك" تكشف سقفها لوحدها. "الفا روميو" لم تجد بين أطرزتها الحديثة ما يتناسب ومعرض باريس. فعرضت طراز "2300 سبايدر" 8 أحصنة الذي خرج من مصانعها عام 1932. ونية "الفا روميو" من ذلك بعث الحنين الى زمن كانت هي فيه ملكة حلبات السباق، والسيارات الاخرى جوارٍ عندها. وتتفاجأ وانت تجول في المعرض، فسيتروان عادت تعرض طرازها "2 سي. في" أم حصانين الشعبي. وتتفاجأ اكثر عندما تعرف ان تلك السيارة ما تزال الى اليوم مطلوبة ومرغوبة. وللاميركان في كل عرس... قرص، على ما يقول العوام، فلم يغيبوا عن عرس باريس. "كرايسلر" جاءت بجديدها "دودج فايبر آر. تي. 10" بينما لم تجد "جنرال موتورز" من انتاجها الحديث ما يجذب المستهلكين اليها. فجاءت بطراز "كاديلاك 3700" التي صنعته عام 1934 وفي روعها ان جمال اطرزتها في الثلاثينات يعوض عليها فشل اطرزتها في التسعينات.