أكد مسؤول سوداني لپ"الوسط" ان الحكومة السودانية تدرس اجراء حوار مع الفاتيكان حول اوضاع المسيحيين في السودان. وقال عبدالغفار عبدالرحمن مدير ادارة اوروبا الغربية في وزارة الخارجية السودانية لپ"الوسط"، ان زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للخرطوم الشهر الماضي أدت الى فتح حوار على مستوى عال بين الخرطوموالفاتيكان. وأضاف عبدالرحمن ان هذا الحوار سيتواصل، وان الكاردينال فرانسيس ارنزي من أصل نيجيري المسؤول عن الحوار بين الاديان في الفاتيكان سيزور العاصمة السودانية قريباً على رأس وفد. وذكرت مصادر مطلعة ان "سفير" الفاتيكان في الخرطوم اروين جوزيف توجه الى روما وهو يتابع هذه القضية مع البابا. وكان "السفير" الفاتيكاني اعرب في تصريح أدلى به خلال زيارة البابا للخرطوم عن اقتناعه بأن الحرب الاهلية في السودان ليست دينية في الأساس "وان السلام لا يمكن تحقيقه إلا بتعايش الاديان". وقال انه من بين حوالى 18 أو 20 مليون مسلم يشكلون حوالى 70 في المئة من سكان السودان البالغ عددهم 26 مليون، فانه يقدر ان عدد الاصوليين لا يتجاوز 1 - 3 في المئة، بينما يقدر عدد المسيحيين بحوالى 5،3 مليون، بينهم الكاثوليك والاقباط والارمن والبروتستانت. من جهة أخرى قال ناطق باسم سفارة الفاتيكان في الخرطوم لپ"الوسط" تعليقاً على الخلافات بين الفاتيكان والحكومة السودانية "ان الخلافات التي رفعنا حولها مذكرات عدة الى وزارة الخارجية السودانية العام الماضي، تتركز على ان المطلوب من الحكومة وكأساس للحوار، الاعتراف بحقوق المسيحيين، وان الحوار المقترح هو حوار داخلي وليس له ارتباط مع اميركا او الغرب، كما يرى بعض الاسلاميين الاصوليين، وعلى رأسهم الدكتور حسن الترابي" على حد قوله. وأضاف: "كنا طلبنا من الحكومة السودانية اجراء تعديل لقانون التبشير والارساليات المسيحية لسنة 1962 لأنه يضع قيوداً كثيرة على حرية العمل في السودان، كما طلبنا اعطاء المسيحيين حرية الكتابة والنشر والبث في اجهزة الاعلام اسوة بالمسلمين". وأشار الى ان نقاط الخلاف مع الحكومة السودانية تشمل التباطؤ في منح اذونات العمل والاقامة لرجال الدين الاجانب لفترات تصل احياناً الى 6 أشهر، وأضاف ان الحكومة السودانية رفضت اخيراً منح تأشيرة مغادرة للقس الايطالي كاميليو بالين للتوجه الى لبنان. وكان القس قام بمهمة الترجمة للبابا خلال زيارته للخرطوم. ونفى مدير ادارة اوروبا الغربية في الخارجية السودانية عبدالغفار عبدالرحمن لپ"الوسط"، ان تكون الحكومة تضع قيوداً على تحركات رجال الدين المسيحيين. وأعرب المسؤول السوداني عن أمله في ان يؤدي الحوار الى فتح صفحة جديدة مع الفاتيكان تساهم في جهود الحكومة لتحقيق السلام في البلاد.